قال المخرج التونسي يوسف الشابي إن معظم الأعمال السينمائية في تونس تعتمد على الإنتاج من الخارج، وهو ما يمثل عبئا على استقلالية الصناعة السينمائية والقضايا التي تناقش سينمائيا، خاصة أن معايير الإنتاج تختلف من بلد لآخر، وبطبيعة الحال يمكن أن تتدخل الجهة الإنتاجية لتغيير مسار بعض الأعمال السينمائية، وتقديم رؤية مختلفة عن التي يسعى لتقديمها مخرج ومؤلف العمل.
وأعرب الشابي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - عن سعادته بعرض فيلمه "أشكال" في مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، بعد عرضه المميز في مهرجان "كان"، موضحا أنه حاول من خلال الفيلم إلقاء الضوء على إحدى القضايا الملحة والتغيرات التي أحدثها الواقع السياسي الجديد، والتغيرات، التي طرأت داخل المجتمع التونسي.
وأشار إلى أن التجربة هي الأولى له في الأعمال الروائية السينمائية الطويلة بمفرده، بعد تجارب مشتركة عمل فيها سابقا، ومنها أعمال وثائقية وقصيرة ، موضحا أن الفيلم يطرح تساؤلات عدة ولا يقتصر على تحديد واقع بعينه رغم أنه يلامس ما عاشته تونس خلال الفترة الماضية، حيث إن المشاهد العربي دائما ما يربط بين الأعمال السينمائية والواقع في حين أن السينما يميزها عنصر الخيال الذي لا يجب أن يتحجم بالواقع.
وأعرب يوسف الشابي عن سعادته لمشاركة فيلمه في مهرجان مراكش في قائمة الأفلام الطويلة، والتي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وأضاف أنه شارك في "ورش الأطلس" في سنة 2019 واستفاد من دعم هذه المنصة، مؤكدا أن فيلمه الطويل يستكشف قضايا سياسية واجتماعية وكذا موضوعات الخيال.
يذكر أن يوسف الشابي، الذي ولد في تونس سنة 1984، أخرج فيلمين قصيرين، هما "نحو الشمال" سنة 2010 و"الأعماق" سنة 2012، اللذان تم اختيارهما في العديد من المهرجانات الدولية، وفي سنة 2012، شارك في إخراج الفيلم الوثائقي "بابيلون" الحائز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مارسيليا للفيلم الوثائقي وتم تقديمه في متحف الفن الحديث في نيويورك.