أشادت صحف عالمية بجهود الدولة المصرية في تنظيم وتأمين مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ «Cop 27» في شرم الشيخ، وأنه بفضل هذه الجهود تعد مدينة شرم الشيخ مدينة نموذجية في استضافتها لهذه القمة، مؤكدة أنه بفضل الجهود المصرية تتخذ المناقشات مسارات أكثر جدية، حيث من المتوقع أن يتخذ زعماء العالم خطوات مهمة للحد من الآثار المدمرة لتغير المناخ والالتزام بتنفيذها، وذلك على الرغم من انعقاد المؤتمر على خلفية أزمات متعددة ومتداخلة تتنافس جميعها على تصدر أولوية الاهتمام.
تتفق تحليلات الصحف العالمية على أن أزمة انعدام الأمن الغذائى والطاقة، والتضخم، والديون، والحرب الروسية الأوكرانية، والركود الذى يلوح فى الأفق، تجعل قمة المناخ فى شرم الشيخ ثالث مؤتمر يعقد على التوالى فى ظل ظروف عالمية غاية فى الصعوبة، وذلك بعد نقل الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الأطراف من تشيلى إلى مدريد وتأجيل الدورة 26 لمؤتمر الأطراف فى جلاسكو بسبب وباء "كوفيد 19".
دور حيوى فى الدبلوماسية الدولية
فذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن قمة الأمم المتحدة للمناخ 27 Cop بمنتجع شرم الشيخ، لحظة نجاح وإنجاز يضع الدولة المصرية فى دائرة الضوء، مؤكدة أن المنتجع المطل على البحر الأحمر لعب دورًا فى الدبلوماسية الدولية، وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه وفقًا لقائمة نشرتها الأمم المتحدة أن ١١٠ من رؤساء الدول والحكومات سوف يلقى خطابًا وهو عدد أكبر من الأعداد التى تضمنتها العديد من مؤتمرات المناخ السابقة، وأنه من بين هؤلاء سبعة فقط من النساء، مشيرة إلى أن المحادثات تأتى فى نهاية عام شهد موجات حر غير عادية فى نصف الكرة الشمالي، وفيضانات كارثية فى باكستان ونيجيريا، وجفاف شديد فى الصين.
كفاءة الإجراءات التأمينية والتنظيمية
وأشادت فيفيان يى Vivian Yee مديرة مكتب القاهرة والمسئولة عن تغطية القضايا السياسية والمجتمعية والثقافية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فى مقالها التحليلى بالصحيفة بجهود الدولة المصرية على مستوى الإجراءات التنظيمية والتأمينية لمؤتمر المناخ " 27 Cop"، مؤكدة أن مزايا شرم الشيخ لا تشمل فقط الطبيعة الخلابة والمشمسة ومركز المؤتمرات الضخم اللامع والمتميز والكثير من غرف الفنادق، إنما تتضمن أيضا كفاءة الأجهزة الأمنية المصرية فى تأمين المدينة بصورة متميزة تجعل من الصعب على الجماعات الإرهابية اختراق المدينة، وأن ذلك يأتى بالتوازى مع سلاسة الحركة المرورية.
مدينة نموذجية
وشددت فيفيان يي، على أنه على الرغم من عقد مؤتمرات المناخ السابقة فى مدن كبيرة مثل باريس وجلاسكو، إلا أن مدينة شرم الشيخ، التى تقع فى الطرف الجنوبى لشبه جزيرة سيناء، تتميز بالعديد من المزايا التى جادت بها الطبيعة مثل شمس الشتاء الدافئة والشواطئ الهادئة مما يجعلها ملاذًا شاطئيًا للسياح من الدول الشمالية بحثًا عن الشمس خاصة الألمان والبريطانيون، وحتى هذا العام، كانت هناك طائرات محملة بالأوكرانيين والروس، قائلة: "دفء الشمس على طول المياه الهادئة والشعاب المرجانية الغنية ب البحر الأحمر تجعل شرم الشيخ ملاذًا عالميًا للسياح.
وأضافت أنه علاوة على ذلك هناك اهتمام متميز من جانب الحكومة المصرية بمدينة شرم الشيخ، هناك اهتمام بزراعة الأشجار وحظر الأكياس البلاستيكية فى محاولة "لتخضير" مدينة شرم الشيخ، حيث تصطف صناديق إعادة التدوير والمحطات الجديدة اللامعة للحافلات الكهربائية على الطرق، وتفتخر العشرات من المنتجعات بأحدث أدوات الإدارة والتشغيل وفقا لتوجهات التنمية المستدامة.
اتخاذ خطوات مهمة
وذكرت شبكة دويتشه فيله DW الألمانية أن مؤتمر المناخ فى شرم الشيخ يتخذ طابعا أكثر جدية فى القضايا المطروحة للنقاش خاصة ما يتعلق بتعويض الدول الإفريقية المتضررة من الانبعاثات الكربونية والتغير المناخى الذى أحدثته الدول الصناعية، مرجعة السبب إلى الدور المصرى فى تنظيم المؤتمر وإعداد أجندة القضايا المتعلقة بالقارة الإفريقية.
وأضافت شبكة الإعلام الألمانية أن مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ فى شرم الشيخ، COP27، من المتوقع أن يتخذ خلاله زعماء العالم خطوات مهمة للحد من الآثار المدمرة لتغير المناخ، فى ضوء الجهود المصرية.