قبل إصابتهم بالفشل الرئوي.. كيف تحصنون أطفالكم من فيروس «RSV» المنتشر؟

قبل إصابتهم بالفشل الرئوي.. كيف تحصنون أطفالكم من فيروس «RSV» المنتشر؟الفيروس التنفسي المخلوي

مصر15-11-2022 | 05:03

كشف الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان عن الشكوى المتكررة في أن عددا كبيرا من الأهالي قلقون بشأن دور برد أصاب أطفالهم بشكل كبير، دفعت قطاع الطب الوقائي لإجراء مسحة لعدد كبير من الأطفال المصابين بالأعراض التنفسية.

73 % من الأطفال في دائرة الفيروس
وأكد أطباء أن 73% من الأطفال مصابون بالفيروس التنفسي المخلوي، وهو فيروس واسع الانتشار، يصيب الأطفال بشكل كبير، كما أن انتشار الفيروسات التنفسية يرتفع في الفترة بين الفصول، ومن أهمها: (فيروس الإنفلونزا - الفيروس الغدي - الفيروس التنفسي المخلوي).

الفيروس التنفسي المخلوي RSV
يقول الدكتور أشرف حاتم، استشاري الأمراض الصدرية، وعضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، إنه دائمًا ما يظهر الفيروس التنفسي المخلوي RSV، مع دخول الشتاء وبداية موجات الهواء الباردة التي تتسبب في نشاطه.

فيروس تنفسي يصيب الأطفال
ويوضح أن الفيروس التنفسي المخلوي، يصيب كل الأعمار دون استثناء لكن الأطفال يصابون به بنسبة أكبر، وتكون الإصابة شبيهة بالإصابة بالإنفلونزا، وتتمثل الأعراض في ارتفاع درجة الحرارة والكحة وسيلان الأنف والبلغم وفقدان الشهية.

الإصابة المزدوجة
ويؤكد عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، أن المخاوف الطبية كانت تتجه نحو اتحاد فيروس الإنفلونزا مع فيروس كورونا عند دخول فصل الشتاء وحدوث نوع من الإصابة المزدوجة وتحديدًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، ولذلك كانت النصائح لمن تناولوا تطعيم كورونا أن يتناولوا أيضًا تطعيم الإنفلونزا لتفادي إصابتهم بالفيروسين معًا.

الفيروس المخلوي والإنفلونزا وكورونا
أما عن الفيروس التنفسي المخلوي فلا خوف منه ولا من اتحاده مع فيروس آخر مثل الإنفلونزا أو كورونا، فقط يحتاج الأمر لتوعية المواطنين بأعراضه والتعامل معها باستخدام خافض للحرارة ومهدّئ للسعال فقط، وإذا لم تتحسن الحالة خلال يومان فعليهم التوجه إلى الطبيب.

ويقول رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، الدكتور أمجد الحداد، إن لقاحات الإنفلونزا متوفرة وننصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أن يتناولوها .

المناعة الضعيفة أكثر عرضه للمرض
ويضيف، الحداد، أن أصحاب المناعة الضعيفة، وأصحاب الأمراض المزمنة، هما الفئتان الأكثر عرضه لمخاطر الفيروسات والبكتريا بسبب عدم قدرتهم الصحية على مقاومة العدوى ومكافحتها وهو ما يفسر تشديد القطاع الطبي دائمًا على ضرورة اهتمام الأشخاص بتحسين كفاءة جهازهم المناعي عن طريق تناول الأطعمة والمشروبات الصحية وممارسة الرياضة والنوم الصحي .

الشعيبات الدقيقة للرئة وعلاقتها بالفيروس
ويوضح رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أن الفيروس المخلوي يصيب الشُّعيبات الدقيقة للرئة ويُحدث بها نوعًا من الالتهاب، وتكون نسبة 80% من أعراضه شبيهة لأعراض البرد العادي ويتعافى المصابون بها بمجرد تناول أدوية البرد.

ونسبة 10% فقط قد تتعرض لمضاعفات تتمثل في حدوث التهاب شعبي أو رئوي يحتاج إلى دخول المستشفى وربما الرعاية المركزة لتوفير التنفس الصناعي وإلا قد يحدث فشل رئوي للمصاب .

تقبيل الأطفال ينقل العدوى
ولأن الفيروس المخلوي يصيب أكثر الأطفال في بداية فصل الشتاء، يحذّر استشاري الحساسية والمناعة من عادة تقبيل الأطفال التي تمثل خطورة بالغة على ارتفاع احتمالية نقل العدوى إليهم عن طريق الفم، ويشدد في المقابل على ضرورة التأكد من تدفئتهم جيدًا لأن موجات الهواء البارد تحمل للأسف الفيروس المخلوي إليهم.

الفيروس يستهدف الفئات العمرية الأقل من 5 سنوات والأكثر من 65 عامًا
الدكتورة كرستين عزيز، أستاذ الفيروسات بمركز البحوث الزراعية، تقول لـ"بوابة الأهرام"، يصيب هذا الفيروس جميع الأعمار، لكنه يكون خطيرًا بالنسبة للأطفال دون 5 سنوات والكبار فوق 65 عامًا.

وتضيف:هذه الفئة – الأطفال دون 5 سنوات والكبار فوق 65 عامًا - عند إصابتها بالفيروس، تعاني من نزلات شُعبيّة حادة تجعل حالتهم الصحية في خطر وبحاجة عاجلة إلى دخول المستشفى وربما الرعاية المركزة .

مناعة الأطفال والفيروسات الشرسة

الأعمار من 5 سنوات حتى 65 عامًا تمر إصابتهم بالفيروس بهذا الفيروس مرور الكرام كما لو أنها إصابة بالبرد العادي لكن درجات الحرارة فيه تكون مرتفعة وقد تتجاوز 39 و 40 درجة مئوية، كما أن السعال يكون شديدًا .

المخاطر للأعمار من 5 : 65 عامًا
ورغم أن الأعمار من 5 سنوات حتى 65 عامًا ليست في خطورة من إصابتها بالفيروس إلا أن الإصابة تصبح خطيرة إذا كانوا يعانون من مناعة ضعيفة فتقول أستاذة الفيروسات " ضعف المناعة يمهد الطريق للفيروسات أن تدخل للجسم وتفتك بقدرته على المقاومة والنجاة من هجمتها الشرسة".

مخاطر الفيروس على كبار السن
وعن المخاطر التي تهدد الأطفال دون 5 سنوات، عند إصابتهم بالفيروس، تقول أستاذة الفيروسات، إنها تتمثل في حدوث التهاب شعبي حاد ينقلهم إلى ا لفشل الرئوي نتيجة ظهور بكتيريا ومن هُنا تأتي الخطورة التي تستلزم دخول عاجل للمستشفى وغرفة الرعاية المركزة .

الوقاية من الفيروس في المدارس
وينتقل الفيروس، سواء بين الكبار أو الصغار، عن طريق التنفس، والرذاذ الناتج عن التنفس، لذلك تشدد أستاذة الفيروسات على النظافة الشخصية وضرورة تنظيف أدوات الطعام وعدم استخدام الأدوات الخاصة بالغير، وتجنب العطس أو السعال في مكان مفتوح ويتعين على الأشخاص فعل ذلك في منديل أو في ساعد اليد إذا لم يتوفر منديلًا وقتها.

اليدين والوجه مصدران للعدوى
وتشدد على عدم تناول الأطفال في المدارس، خاصة من هم دون 5 سنوات، الطعام من بعضهم البعض، وكذلك المشروبات، مع ضرورة غسيل اليدين والوجه في أوقات الـ "بريك"، قائلة :" في حال وجود الرذاذ على اليدين يكون الطفل في خطر الإصابة بالعدوى إذا وضعها على وجهه دون غسلها".

وعن طبيعة السعال قالت أستاذة الفيروسات أنه يكون حاد وعميق، ويكون مصحوب بالبلغم عند حدوث بكتريا ثانوية والتي تنمو نتيجة الالتهابات الشديدة التي يسببها الفيروس للشُّعب الهوائية والرئة .

مضاعفات العدوى

هذه الالتهاب إذا لم تعالج جيدًا وبالطريقة الصحيحة، تتمكن البكتريا من الجسم وتُصدر كميات من الصديد المُهدد لصحة الجسم، لذلك تنصح أستاذة الفيروسات بالتوجه أولًا إلى الطبيب البشري المتخصص وعدم الاعتماد على الطب المنزلي بتناول وصفات بشكل عشوائي والاستهانة بالمرض .

خطوات العلاج بالمنزل
وعن التعامل الأوّلي، قالت الدكتورة كرستين عزيز، يمكن تناول خافض للحرارة وأدوية السعال، وفي حال عدم تحسن الأعراض خلال يومان يجب على المريض التوجة إلى الطبيب، أو المستشفى، مشددة على عدم تناول مضادات حيوية قبل ذلك لأن الطبيب هو فقط الذي يحدد متى يتناولها المريض .

متى يتوجه المصاب للمستشفى؟
وأوضحت أن تناول المضادات الحيوية في بداية الإصابة بهذا الفيروس يعرض حياة المصاب إلى الخطر لأن علاجه في البداية يعتمد على خافض الحرارة وأدوية السعال لأن هذه عدوى فيروسية أما إذا تطورت الإصابة إلى وجود بكتريا ثانوية، تكون هذه عدوى بكتيريا تستلزم تناول المضادات الحيوية، بعد قرار الطبيب بذلك .

الفرق بين إصابة البرد والفيروس المخلوي
وتوضح أستاذة الفيروسات أن أعراض الفيروس (ارتفاع درجة الحرارة،الكحة،البلغم،سيلان الأنف،فقدان في الشهية) لا تبدأ عند المصاب بالرشح وإنما تبدأ بالكحة وارتفاع درجة الحرارة وهذه من أبرز العلامات التي تنبّه الأسرة إلى أنها أمام الفيروس المخلوي وليس فيروس البرد العادي.

الوقاية من الفيروس المخلوي
وحول طرق الوقاية من عدوى الفيروس، يقول الدكتور أشرف حتة، أستاذ الطب الوقائي، في حديثه لـ"بوابة الأهرام"، من الضروري التدفئة الجيدة خاصة وأن هذا الفيروس يرتبط انتشاره بموجات الهواء الباردة منذ بداية فصل الشتاء، وهو ما يعزز الحاجة إلى تناول السوائل الدافئة، لأنها بشكل عام تحسن من كفاءة جهاز المناعة وقدرته على مقاومة العدوى والبكتريا.

أدوات الطعام والدراسة والعمل
ويضيف إلى ذلك، ضرورة عدم الخلط بين أدوات الأشخاص، سواء في المنزل، أو العمل، أول الدراسة، أو الأماكن العامة، محذرًا من ملامسة الأسطح المكشوفة، وإذا اضطر الشخص لملامسة مفاتيح المصعد الكهربائي أو مقعده سواء في مكان الدراسة أو مكان العمل أو غيرها من التعاملات اليومية، فعليه غسيل اليدين بالماء والصابون في أقرب فرصه تتيح له ذلك.

الخضراوات والفواكه والسوائل والرياضة
وينصح أستاذ الطب الوقائي، بشكل عام، بتناول الخضروات والفواكه إلى جانب السوائل الدافئة، ويضيف إلى ذلك العصائر التي تحتوي على فيتامين سي، لدور هذا الفيتامين في تحسين كفاءة جهاز المناعة، كما أن ممارسة رياضة المشي ولو لمدة نصف ساعة يوميًا يحسن من كفاءة هذا الجهاز ويعزز ومن قدرته على مقاومة الفيروسات والبكتريا وطردها خارج الجسم، فضلًا عن فوائد النوم المبكر والصحي بما لا يقل عن 6 ساعات ولا يزيد على8 ساعات في اليوم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2