تلتفت أنظار العالم كله إلى مصر، حيث ينعقد مؤتمر المناخ cop 27 بمدينة شرم الشيخ ولا شك في أن اهتمام المجتمع بقضايا المناخ والبيئة في الفترات السابقة لم يكن على نفس القدر الآن نظرا للأهمية الكبيرة لتأثير التغيرات المناخية على حياتنا بشكل مباشر.
فقد بدأ المجتمع يعرف أن زيادة الوعي بالقضايا المناخية و البيئية هو آلية لابد منها كي نتمكن من التصدي لهذه التغيرات التي تتدخل وتؤثر على محاور عديدة من حياتنا فهي تؤثر على المياه في الأنهار والبحار والمحيطات وكذلك تؤثر على الثروة السمكية ولايمكن أن نغفل تأثيرها على الزراعة ونوعيات المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى تأثيرها على الثروة الحيوانية والداجنة مما يشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل الحياة على الأرض.
كما أن هذه التغيرات المناخية والبيئية تتسبب في تحور الفيروسات وإعادة رسم خريطة انتشار الأمراض التي تهدد حياتنا بشكل مباشر.
و يظل أمامنا التحدي الكبير لمواجة هذه التحديات المناخية والبيئية؛ حتى لا تؤثر على خريطة الاستثمار ونوعية المشروعات كثيفة العمالة حتى نحافظ على استدامة فرص توليد الدخل، وبالتالي نحافظ على المزيد من الإنجازات التنموية التي تحقق لنا جودة الحياة.
إن المسؤلية مشتركة علينا جميعا كل منا في مجاله حتى نتمكن من التصدي لهذه المشكلات والتحديات المناخية والبيئية فالإعلام له دور كبير في زيادة الوعي المجتمعي بهذه القضية، بالإضافة إلى دوره في التثقيف الجماهيري بالتأثيرات المختلفة التي تهدد حياتنا بشكل مباشر.
كما أن منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال البيئة لابد أن تقدم أفكار وأنشطة ابتكارية جديدة تنفذ على مستوى القواعد الجماهيرية والتي من شأنها أن تتصدى للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والبيئية بشكل عملي قابل للتطبيق.
ولا يمكن أن ننسى دور الدولة في إدارة كل هذه المنظومة بالإضافة إلى دورها في نشر الوعي المجتمعي بهذه القضية وتكثيف الاستثمارات في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية ومختلف مصادر الطاقة النظيفة ومشروعات إعادة تدوير النفايات والتوجة بقوة نحو الزراعة على أقصى مساحة ممكنة.
كلنا مسؤلون عن مواجهة التغيرات المناخية والبيئية وعلينا أن نتعاون ونكثف جهودنا بشكل تنسيقي حتى ننجح في هذا الاختبار والتحدي الصعب وسلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.