«طبيب أو مهندس مش بالضرورة».. كيف تضمن لابنك مستقبلا كبيرا ؟

«طبيب أو مهندس مش بالضرورة».. كيف تضمن لابنك مستقبلا كبيرا ؟صورة ارشيفية

علوم وتكنولوجيا16-11-2022 | 04:53

الطب والهندسة، والصيدلة، كليات كان يراها الكثيرون لفترة وجيزة على رأس الهرم الوظيفي ومهن القمة، وكان الالتحاق بواحدة منها بمثابة الحلم لطلبة الثانوية العامة، ولكن مع توحش الثورة التكنولوجية وظهور عالم البرمجيات، والذكاء الاصطناعي، تبدل الحال و تغيرت المفاهيم تمامًا وأصبحت النظرة مختلفة للمستقبل.

ظلت، كليات الطب والهندسة لفترة كبيرة، تتربع على العرش، نتيجة المعتقدات التي تغلغلت وسادت في الأذهان لعقود طويلة، ولكن حان الوقت للتفكير في المستقبل بمفاهيم جديدة.

وعلى الرغم من أن الواقع يؤكد أن الأطباء والمهندسين من المهن التي سوف تعاني مع التقدم التكنولوجي، ومع اختلاف متطلبات سوق العمل، في السنوات القليلة الماضية، في ظل اتساع نطاق استخدام التكنولوجيا والاتجاه نحو الحوكمة.

التكنولوجيا تنسف عنصرية القمة والقاع

ولم يعد النجاح والتفوق مقتصرًا على التخرج من كليات القمة كالطب والهندسة وغيرهم، بل أًصبح من يمتلك مهارات تكنولوجية ولغوية هو الأوفر حظًا للعمل، لمواكبة متطلبات العصر الحديث واحتياجات سوق العمل في عصر تغلب عليه التكنولوجيا.

وفي العام الدراسي 2019-2020، بدأ دخول مجال الذكاء الاصطناعي في الجامعات المصرية مع إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، لمواكبة العصر الجديد الذي يعتمد على التكنولوجيا، وتأهيل الطلاب للوظائف الجديدة التي ظهرت مع التطور التكنولوجي.

مهن الطب والهندسة لم تعد في القمة

خبراء في مجال التعليم، أكدوا أن كليات الطب والهندسة لم تعد كليات القمة كالسابق، فالتطور التكنولوجي عرض بعض الكليات للاندثار، مع بروز مهن أخرى وفرص جديدة تخلقها التكنولوجيا الحديثة والمتطورة.

الدكتور حسن شحاتة، الخبير في الشأن التعليمي والتربوي، يقول إن كليات القمة لم تعد موجودة في نظم التعليم الجديدة، ولكل طالب كلية قمة خاصة به وهي الكلية التي يحقق فيها طموحاته، لكي يتخرج منها قادرًا على خلق فرصة عمل جادة تتناسب مع المؤهل الدراسي ومتطلبات سوق العمل في العصر الذي يعيش فيه.

ومن الضروري، بحسب الخبير التعليمي، أن يدرك الجميع في الوقت الحالي أن الحديث عن أن النجاح بالالتحاق بكليات الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، أمر خاطئ يدمر الأجيال القادمة أيضًا، حيث إن كليات القمة تختلف من عصر إلى آخر.

مصطلح كليات القمة كان يطلق على كليات مختلفة عن كليات القمة الحالية، فحاليًا كليات القمة هي الطب والهندسة والصيدلة، أما في القدم فكانت كليات الحقوق هي كليات القمة باعتبارها كليات الوزراء والعظماء في مصر.

كليات القمة في الوطن العربي

وتتربع كليات الطب والصيدلة والهندسة والإعلام والسياسة والاقتصاد على أغلب قوائم كليات القمة في العديد من الدول العربية، ويعكس الواقع الإقبال الكبير من الطلبة للوصول لهذه الكليات، حيث يرى الطلاب أن وصولهم لهذه الكليات هي مسألة حياة أو موت، أو مستقبل زاهر يعدهم بمكانة اجتماعية معينة.

كليات القمة في الخارج

طبقًا لتصنيف كيو إس لعام 2020، الخاص بأهم التخصصات في العالم، فقد صنفت أهم عشرة تخصصات تعد من كليات القمة في العالم لما تتمتع به هذه التخصصات من أهمية كبيرة في المجتمعات وللاحتياجات المتزايدة في الآونة الأخيرة.

ويأتي تخصص الهندسة والتكنولوجيا في المرتبة الأولى في الجامعات في الخارج، والتي تغطي خمسة فروع مختلفة من الهندسة بالإضافة إلى علوم الكمبيوتر، وعلوم الحاسوب ونظم المعلومات، والهندسة الكيميائية، والهندسة المدنية والإنشائية، والهندسة الكهربائية والإلكترونية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة المعادن والتعدين.

متطلبات سوق العمل

ورأى الدكتور رفعت فيض، الخبير التربوي، أنه لابد من تغيير الفكر والثقافة التي تقتصر النجاح والتفوق على الالتحاق بكليات الطب والهندسة والصيدلة، حيث تتغير متطلبات سوق العمل من فترة لأخرى حسب العصر الذي نعيشه بحسب تغيره.

وتتمثل أهمية الكليات الجديدة التي أدرجتها الحكومة المصرية ضمن الجامعات المختلفة، منها كليات الذكاء الاصطناعي والأقسام الجديدة بكليات العلوم، في تأهيل الطلاب للوظائف الجديدة التي ظهرت مع التطور التكنولوجي الذي نعيشه ولم تكن موجودة من قبل، وبحسب تعبير الخبير التربوي، فإن هناك الكثير من الوظائف ظهرت في السوق مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.

توعية بالوظائف التكنولوجية

ويوضح "رفعت"، أن في فترة الستينيات كان الإقبال على الثانوية الصناعية أكثر، حيث كانت تؤهل الشباب للعمل في المصانع المختلفة، ومن ثم أصبحت كليات الطب والهندسة، ولكن الآن التكنولوجيا عرضت الكثير من الكليات للاندثار، ولابد أن يكون هناك توعية إعلامية بالكليات والوظائف التكنولوجية وأهميتها.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2