أعربت المخرجة المغربية فريدة بن اليزيد عن سعادتها بتكريمها في الدورة التاسعة عشرة بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وأكدت فريدة بن اليزيد - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الخميس، أن هذا التكريم أسعدها على المستوى الشخصي ويعد تكريما لمسيرتها الفنية ولكل المخرجين والعاملين في صناعة السينما المغربية، وأنه يأتي بعد مشوار حافل وطويل في العمل السينمائي.
وقالت إنها تأثرت ب السينما المصرية وأنها كانت تتابع بشكل جيد كافة الأفلام التي تنتج بداية من أفلام فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي وغيرهم من نجوم السينما الذين أثروا في شخصيتها.
وأضافت أنها كانت صديقة مقربة للمخرج المصري يوسف شاهين وتعتبره من كبار المخرجين العالميين الذي أثروا في صناعة السينما عالميا، وكذلك المخرج صلاح أبو سيف، والمخرج يسري نصر الله، والمخرج علي بدرخان وغيرهم من كبار المخرجين المصريين الذين تعتبرهم من علامات السينما.
وأثنت المخرجة المغربية على التطور الذي شهدتها صناعة السينما المغربية ، مشيرة إلى أن السينما المغربية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، بفضل العمل المتواصل والدعم من المركز السينمائي المغربي، وحرص الشباب والعاملين في السينما على الدراسة والتعلم والاحتكاك بالصناعة العالمية وهو ما ساهم في انتشار الأفلام السينمائية المغربية على الساحة العالمية، كما هو الحال بالنسبة لكل الأعمال الأخرى التي تمثل دولها.
واعتبرت أن جهات الإنتاج الأجنبية تتدخل في بعض الأحيان في الرؤية السينمائية، وأنها تفضل الاعتماد على جهات الإنتاج المحلية، وذلك لعدم التأثير على الرؤية السينمائية.
ولفتت إلى أن أقرب الأعمال لقلبها من الأفلام التي أخرجتها هو "باب السما مفتوح" الذي أنتج عام 1989، خاصة أن ردود الفعل على العمل كانت أكثر من المتوقع، وأنه كان البداية التي مثلت انطلاقة قوية لها، مشيرة إلى أن الفنان نور الشريف كان من المقربين لها بدرجة كبيرة، وكان دائم التردد على المغرب، حيث كانت تربطه علاقة قوية بالفنانين المغاربة وبالمغرب.
وبشأن مستقبل السينما المغربية، أشارت إلى أن الحرص من قبل المسؤولين على تقديم كافة أوجه الدعم لصناعة السينما، وكذلك كل العاملين في المجال على وجود الأعمال المغربية ومنافستها عالميا يؤشر بمستقبل واعد وحضور قوي للسينما المغربية.
كان مهرجان مراكش الدولي للفيلم كرم المخرجة والكاتبة المغربية الكبيرة فريدة بن اليزيد.
وقد درست المخرجة المغربية الأدب و السينما في جامعة فانسين، بباريس، ثم التحقت بالمدرسة العليا للدراسات السينمائية، وأخرجت أول فيلم وثائقي قصير لها بعنوان "هوية امرأة"، الذي استعرضت فيه حياة المهاجرات المغاربيات هناك، ثم كتبت سيناريو فيلم "عرائس من قصب" للمخرج الجيلالي فرحاتي (1981) الذي عرض في قسم "أسبوعي المخرجين" بمهرجان كان عام 1982. غير أن رغبتها في أن تصنع أفلاما وأن تستمر في الكتابة في بلدها المغرب كانت قوية جدا، مما جعلها تختار الاستقرار في مدينة طنجة.
وبعد أن كتبت سيناريوهات أفلام أخرجها عدد من السينمائيين المغاربة، من بينها باديس (1989) لمحمد عبد الرحمن التازي، ثم في وقت لاحق، البحث عن زوج إمرأتي (1995)، بدأت مشوارها الفني في الإخراج من خلال فيلمها الروائي الطويل باب السما مفتوح الذي صورت فيه الجانب الروحي للمرأة بعيدا عن الإملاءات الدينية (الذكورية) من جهة، وعن الشعارات النسائية من جهة أخرى. وقد جال هذا الفيلم مختلف قارات العالم، وعرض في العديد من المهرجانات الدولية.
ثم أخرجت فيلما وثائقيا قصيرا "امرأة من منطقة الساحل" (1993) الذي يتحدث عن عولمة بديلة، قبل أن توقع على فيلمها الروائي الثاني كيد النساء (1999) المستوحى من موروث الحكايات الشعبية.
وأعمالها السينمائية والتلفزيونية اللاحقة أخذتها إلى الدار البيضاء في فيلم " الدار البيضاء يا الدار البيضاء" (2002)، قبل أن تعود إلى طنجة من أجل اقتباس رواية لأنخيل فاسكيز في فيلم خوانيتا بنت طنجة (2006)، الذي يصور طنجة خلال الفترة الممتدة من أربعينات إلى تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثالثة، من خلال ترحال مستمر ومناجاة بطلة هائمة في المدينة.
وبعد إخراجها لهذا الفيلم، وباستثناء الفيلم التلفزيوني الروائي عن العبودية ستر ما ستر الله (2010) لفائدة القناة الثانية 2M، أخرجت فريدة بنليزيد أفلاما وثائقية نقلتها إلى مختلف مناطق المغرب؛ منها كازا نايضة (2007)، حدود وحدود، (2013)، والسلسلة الوثائقية تامي التازي، إبداعات على مر الزمن (2013)، وسلسلة من عشرة أفلام وثائقية عن الرقص والموسيقى الأمازيغية في القرى النائية لجبال الأطلس و/أو الصحراء (2014-2015)، والفيلم الوثائقي عرس أمازيغي على نهر أنيركي (2016).
وبعد كتابة سيناريو فيلم/ سيرة ذاتية؛ فاطمة: السلطانة الذي لا تنسى (2022) لمحمد عبد الرحمن التازي، كتبت سيناريو فيلم وثائقي عن فاطمة المرنيسي عنوانه على "خطى فاطمة المرنيسي"