مصر.. دبلوماسية المناخ وترسيخ السلام

مصر.. دبلوماسية المناخ وترسيخ السلامجمال رائف

الرأى17-11-2022 | 21:51

إيجاد حالة سلام دولي باتت حتمية المرحلة الراهنة، ليس فقط من أجل حماية البشرية من ويلات الصراعات الدولية المحتدمة والتي تنعكس آثارها السلبية على كل سكان الأرض، بل أيضًا للحفاظ على البيئة وإنقاذ كوكب الأرض من تبعات التغيرات المناخية التي تؤثر وتتأثر بحالة الاستقرار الدولي التي تدفع الدول الكبرى إما للتفاهم وخفض الانبعاثات الكربونية والوفاء بالتزاماتها تجاه الدول النامية، أو الدخول في تنافسية تصل لمرحلة صراع صناعي يدمر البيئة، ما ينعكس على أن تزداد الخلافات السياسية مع تضارب المصالح الاقتصادية ومن ثم تدفع الصراعات الدول المتقدمة لإهمال قضايا المناخ، لهذا كان النداء المصري الصادق الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تسعى مصر من خلال دبلوماسية المناخ التي تحتل مكانة دولية مهمة الآن إلى ترسيخ دعائم السلام والاستقرار الدولي بما ينعكس إيجابيًا على القضايا المناخية.

دبلوماسية المناخ المصرية عبر مؤتمر المناخ بشرم الشيخ أعدت أجندة عمل، تضمنت موضوعات جوهرية حسمها سيؤثر على مستقبل العمل البيئي، كما رفعت شعارًا هو الأهم والمتعلق بالتنفيذ، ما يضع الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة المتسببة بشكل رئيسي عن الانبعاثات الكربونية التي تغطي الكوكب لتحمل مسئوليتها والوفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في مؤتمر باريس للمناخ، وهو ما دفع بعض تلك الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإنجلترا لتقديم بعض الحزم المالية خلال قمة شرم الشيخ لدعم الدول النامية والأفريقية بالتحديد، لهذا تعد القمة ٢٧ هي إحدى المحطات الفاصلة في تاريخ العمل المناخي، حيث كان محور التنفيذ هو الفاصل والكاشف لنوايا الدول الكبرى، ما دفع تلك الدول للعودة مجددًا والاهتمام بقضايا المناخ وتمويل الاقتصاد الأخضر بالدول النامية، وهو ما يعد المكسب الأبرز للقارة الأفريقية التي تستضيف المؤتمر.

أما على الصعيد المصري فقد حققت الدبلوماسية المناخية خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ مكاسب عدة تعد إضافة قوية لمجال الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة، على رأس تلك المكاسب هو ما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع النرويج وإطلاق المنتدي الدولي للهيدروجين الأخضر مع بلجيكا، كما وقعت مصر والإمارات اتفاقًا لإنشاء أحد أكبر مشاريع طاقة الرياح في مصر بقدرة 10 جيجاواط، كما عززت مصر شركتها في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر مع الاتحاد الأوروبي عبر توقيع عدد من الاتفاقيات ستدعم البرنامج المصري "نوفي" والذي يضم هذا النمط من المشروعات، المزيد أيضًا يتحقق يومًا بعد يوم بعد أن باتت مصر مركزًا إقليميًا للطاقة المتجددة وأصبحت شريكًا إقليميًا آمنًا يعتمد عليه كونه ينعم بالاستقرار ويزخر بالإرادة والقدرة على البقاء.

دبلوماسية المناخ تحصد مكاسب ومكتسبات لمصر وأفريقيا والدول النامية بشكل عام، وتدفع نحو ترسخ السلام والاستقرار الدولي للوصول بتلك المكاسب نحو تنمية مستدامة وإلى حالة من المنافسة لا الصراع لتظفر الدول النامية بتنمية مستدامة.

أضف تعليق