انتشر خلال الأيام الأخيرة، داخل المدارس تناول الأطفال ما بين سن الـ11 حتى الـ18 عامًا، ما يسمى بمشروبات الطاقة، دون معرفة بأضرارها ومخاطرها، علمًا بأن المشروب مكتوب عليه أنه ممنوع تحت سن الـ18 سنة، ولكن الأطفال يشترونه تقليدًا لبعضهم البعض.
وزارة التربية والتعليم، أصدرت مؤخرا تعليمات عاجلة لكافة المديريات ، بعد ملاحظة العديد من المدارس بتناول طلابها هذه المشروبات داخل المدارس، بمراجعة كافة المنافذ المسئولة عن بيع منتجات المشروبات والحلوى للطلاب بمختلف المدارس، ومنع بيع المنتجات مجهولة المصدر والتي تمثل خطرًا على صحة الطلاب.
و مشروبات الطاقة هي مشروبات تحتوي على كميات مركزة من الكافيين والسكر، وبعض المواد المحفزة بكميات مضاعفة، فمشروب الطاقة الواحد يحتوي على 80 مل جرامًا من الكافيين لكل 250 ملي لترًا، وبعضها يصل إلى 100 جرام من الكافيين، مقارنة بكوب واحد من القهوة الذي يحتوي على 14 ميلي جرامًا من الكافيين.
كما تحتوي مشروبات الطاقة على بعض المكونات المحفزة الأخرى مثل الجينسينج والتورين، ما يجعلها تهدد صحة الإنسان بالكثير من الأمراض.
وعلى الرغم من أن هذه المشروبات عير موصى بها للأطفال، ولكن ترى شيرين زكي رئيسة لجنة سلامة الغذاء بنقابة الأطباء، أن عدد صغار السن الذين يتناولون هذه المشروبات زاد على مر السنوات الأخيرة، في الفئة العمرية بين 11 إلى 18 عامًا، ولاحتوائها على كميات عالية وغير منظمة من الكافيين، يمكن أن تسبب زيادة مستويات الكافيين التي يستهلكها الأطفال مجموعة واسعة من العواقب الصحية، وبعض هذه الآثار الضارة خطيرة وتحتاج إلى التدخلات الطبية.
وحذرت الدكتورة شيرين زكي من أحد أنواع مشروبات الطاقة التي تباع بالمدارس ومنتشرة بين الطلاب ويتناولوها أكثر من مرة في اليوم، مما يؤثر على صحة أجسادهم.
وأكدت رئيس لجنة الغذاء فى تصريحات صحفية، أنه على الرغم من أن مشروبات الطاقة أسعارها غالية لا تستطيع بعض الفئات شراءها، إلا أنها تباع في المدارس، والأطفال يتناولونها على أنها مجرد مشروب غازي، رغم أنه مكتوب عليه أنه ممنوع لمن يقل عن 18 عامًا، والحوامل والمرضعات ومرضى الحساسية.
انتشار مشروب الطاقة بين الطلاب في المدارس، يؤكد بحسب "زكي" ضرورة منعه من المدارس بشكل نهائي، لأن الكثير من الأشخاص لا يدركون خطورتها على الصحة خاصة الأطفال والمراهقين، لذا لابد من متابعة الطلاب في المدارس وإبلاغ أولياء الأمور بعدم السماح لأبنائهم بشرائه خاصة طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية.
ووفقًا للمركز الوطني للتكميلية والتكاملية بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن أكثر فئة تتناول مشروبات الطاقة هي الفئة العمرية ما بين 18 و34 عامًا، وحوالي ثلث الأطفال والمراهقين في عمر ما بين 12 و17 عامًا يتناولونها بانتظام.
ولا تحتوي مشروبات الطاقة على أي قيمة غذائية للطفل، بالإضافة إلى أن استهلاك كمية كبيرة من الكافيين يرتبط لدى الطفل بالغثيان والقيء والتشنجات وارتفاع ضغط الدم، وإلى جانب ذلك يعاني الطفل الذي يستهلك مشروب الطاقة من مشاكل نفسية مثل القلق والأرق والصداع وفرط الحركة.
ويؤكد الدكتور أحمد دياب استشاري التغذية العلاجية، أن مشروبات الطاقة انتشرت بين الطلاب في الآونة الأخيرة، خاصة "ستينج"، والدليل على ذلك ارتفاع سعره من 4 جنيهات حتى 8 جنيهات، وهذا المشروب له تأثيرات سلبية على المخ خاصة الأطفال.
ويشير أخصائي التغذية، إلى أن الكميات الكبيرة من السكر ترتبط بالسمنة وتسوس الأسنان عند الأطفال والمراهقين، كما أن ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التعرض لكمية كبيرة من الكافيين قد يؤدي إلى صعوبات في التركيز في المدرسة، بالإضافة إلى سرعة ضربات القلب.
وتناول الأطفال مشروبات الطاقة بكثرة يدمر خلايا المخ مع الوقت، ويفقد الطفل القدرة على التركيز والانتباه ويؤثر على الناحية النفسية والعقلية لديه، كما أنها تزيد من ضربات القلب وكثرة تناولها قد يؤدي لتوقف القلب والوفاة.
تركيز الكافيين بشكل عالٍ جدًا في هذه المشروبات يسبب العديد من المخاطر الصحية، وأهمها تنشيط الجهاز العصبي بشكل مبالغ فيه، والشعور بالقلق والاكتئاب والذي أحيانا يؤدي للانتحار، وتتسبب في مشاكل في القلب وتزيد من ضغط الدم وتسبب اضطرابات في انتظام ضربات القلب، كما أنها تسبب بعض المشاكل الأخرى، وهي:
صداع
دوار
غثيان وقيء
الأرق الدائم
مشاكل بالرؤية
قد تتسبب في الإصابة بالسكتات الدماغية والأزمات القلبية
الإصابة بالسكر
إدمان الكافيين
زيادة الإفرازات الحمضية في المعدة
تقرح المعدة والمريء
السمنة المفرطة
هشاشة العظام
مشروبات الطاقة تؤدي إلى الانتحار
كما أنها تسبب الكثير من المشاكل النفسية للأطفال، وزيادة السلوك العدواني والميل للعنف، وفرط الحركة وتجعل الطفل مشتت، وعند تناولها بكثرة قد تسبب وصول الطفل للتفكير في الانتحار.