نظم مركز النيل للإعلام بالإسكندرية، برئاسة أماني سريح بالتعاون مع كلية الخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، برئاسة الدكتور السيد رشاد غنيم – عميد الكلية، وجمعية أهل التوفيق برئاسة صفاء توفيق، ندوة بعنوان "الوعى المجتمعى بقضية التغيرات المناخية"، بمقر كلية الخدمة الاجتماعية.
حاضر فيها الأستاذ الدكتور فتحى أبو عيانة – رئيس جامعة بيروت الأسبق وأستاذ الجغرافيا، والكاتب الصحفي معتز الشناوي نائب مدير تحرير جريدة الجمهورية، بحضور الدكتورة نهى سعدى وكيلة كلية الخدمة الاجتماعية والدكتورة أمل غبارى وكيلة الكلية، والدكتور حسن حسونة عميد معهد الدراسات الاستراتيجية بحوض النيل – بجامعة الفيوم، ولفيف من أعضاء هيئة تدريس كلية الخدمة الاجتماعية بالإسكندرية، والمئات من طلاب المعهد من مختلف المراحل الدراسية.
افتتحت الندوة أمانى سريح، مرحبة بالحضور، وقدمت الشكر لعميد كلية الخدمة الاجتماعية لإتاحته الفرصة للالتقاء بطلبة الكلية والمساهمة فى رفع وعيهم بقضايا المناخ، والذى يتزامن مع انعقاد مؤتمر COP27 بشرم الشيخ، تواكبا مع السياسة العامة للدولة.
وتحدث الكاتب الصحفي معتز الشناوى، عن أنسنة قصص تغير المناخ، وكيف اثر ارتفاع درجات الحرارة على اختفاء بعض الأسماك من مياه نهر النيل، ومدى تأثير ذلك على مهنة الصيد، مشيرا إلى أنه حسب الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الإنتاج السمكي عام 2019 بلغ 2 مليون طن، منها 79% مزارع سمكية و 10,8 % مياه بحيرات و 4,9% مياه بحرية و 3,8% مياه عذبة، رغم امتلاك مصر ل 14 بحيرة داخلية ورغم أن نصف حدود مصر سواحل بحرية ورغم وجود نهر النيل الذى يمتد من أقصي جنوب البلاد حتى أقصي شمالها، ولكن التغير المناخي أدى لاختفاء الأسماك.
وأشار الشناوى لبحيرة مريوط، ومدى تأثير التغير المناخي على صيادى البحيرة وكيف هجر بعض منهم مهنتهم الأساسية وتركوا اماكن معيشتهم سعيا وراء مصادر رزق بديلة.
وأنه وفقا للأمم المتحدة فإن مهاجري المناخ بلغ عددهم 17,2 مليون شخص على مستوى العالم، وتشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع العدد إلى 143 مليون شخص بحلول 2050 وفق البنك الدولي، ولهذا يجب إيجاد بدائل تستوعب أثار التغيرات المناخية، قبل حدوثها، ومنها بناء مدن جديدة لاستيعاب الخطر القادم، ولعل مصر بدأت فى ذلك بالفعل، وأقامت العديد من المدن، سعيا لتحقيق الجمهورية الجديدة.
وتحدث الأستاذ الدكتور فتحى أبو عيانة عن استراتيجية مواجهة التلوث البيئي، وتشمل المحور التعليمي، من خلال إعداد منهج للتعليم على البيئة وأهميتها، من رياض الأطفال، والتعليم الابتدائى والإعدادى، والثانوى، إلى الجامعي، لإنماء الوعى بضرورات التوازن البيئى، ومخاطر التلوث على الحياة داخل المجتمع، وبين فئاته الاجتماعية الأكثر فقرًا.
ومحور وسائل التواصل الاجتماعى، والتى تلعب دورًا محوريا فى حياة الجموع الرقمية الغفيرة يوميا، وكل ساعة، ودقيقة، ومن ثم أصبحت تعيد صياغة الحياة الفعلية، والسلوك، ويمكن توظيفها من قبل الوزارات فى تنظيم مخطط لعمل فيديوهات صغيرة، وموجزة عن مخاطر التلوث، والاحتباس الحرارى، وكيفية الحفاظ على البيئة.
ومحور السياسة التشريعية، هى ضرورة العمل على إصدار تشريع بيئى يتوافق مع اتجاهات القانون المقارن حول حماية البيئة والعقاب على السلوكيات الملوثة لها، وتغليظ العقاب، والغرامات.
واختتم أبوعيانة حديثه بأن الإنسان بدأ حياته على الأرض وهو يحاول أن يحمي نفسه من غوائل الطبيعة، وانتهى به الأمر بعد آلاف السنين، وهو يحاول أن يحمي الطبيعة من نفسه.