أتابع مثل غيري مجريات الأمور فى مؤتمر شرم الشيخ 27COP، مع التأكيد على أن متابعتي قد تختلف بعض الشيء لكوني أتابع بنظرة المتخصص فى شأن القضايا البيئية، وبصفتي عضوا بجمعية كتاب البيئة المصرية.
ومن جملة ما تابعت، قدرة مصر على وضع يدها على موضع الخلل فى الموقف الدولي، وقد أحسن الرئيس عبد الفتاح السيسي صنعًا حينما أطلق على القمة عنوان "قمة التنفيذ"، وقد أحسن صنعًا أيضا حينما دعا الدول المتقدمة للوفاء بالتعهدات التي أخذتها على نفسها فى تمويل المناخ، ودعم جهود التكيف والتعامل مع قضية الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية فى الدول النامية والأقل نموًا.
فمن وجهة نظري فإن هذا العنوان يعكس انتقال الهدف المصري بشأن القمة من التنبيه والإنذار بالخطر، إلى الإشارة لتنفيذ خريطة التحرك نحو المواجهة.
حقا لقد وضعت مصر المجتمع الدولي أمام مسئولياته بشأن الكوكب، وأكدت أنه لم يعد هناك وقت للتهرب من التنفيذ أو التحجج بالعراقيل.
ومن جملة ما تابعت أيضا، أن مصر وعلى الرغم من مشاغلها الكثيرة فيما يخص الوضع الداخلي والبناء الوطني والوضع الاقتصادي، والتي تدعوها إلى البحث عن كل مصدر للتمويل والدعم، لإكمال المشروعات الوطنية الكبرى، إلا أنها قدمت نفسها للعالم فى COP 27 كنموذج لدولة جديدة، تتحرك صوب كل اتجاه، ولا تقيدها مساعيها لتطوير اقتصادها من الموارد التقليدية عن التحرك فى خريطة المجالات والمشروعات الاقتصادية الجديدة وإطلاق المبادرات النوعية بشأنها، لما لا؟ وكل مساعيها تسير نحو التحول الأخضر بأقصى سرعة.
من هنا تأكد لي وبالدليل القاطع أن طموح مصر وصدق نواياها نابع من خطة وطنية، وبرنامج عمل هادف مفاده أن تكون مصر مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة، وأن تدفع باقتصادها ليكون نموذجاً للاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاث فى كافة المجالات، والاستثمار فى الهيدروجين الأخضر، وتكثيف الاستثمارات الخضراء.
كل ذلك وغيره يجعلنا نقف أمام دور مصر المشرف فى هذه القمة.
وأمام كل هذه الأخبار الخضراء، قائلين تحيا مصر حامية للأوطان، وتصد عن كوكبنا ما يهدده بالفناء، وتسقينا عذب المياه ونشم على أرضك يا مصر طيب الهواء.