في ذكرى رحيله.. رحلة إيليا أبو ماضي من بائع سجائر إلى شاعر الحكمة

في ذكرى رحيله.. رحلة إيليا أبو ماضي من بائع سجائر إلى شاعر الحكمةفي ذكرى رحيله.. رحلة إيليا أبو ماضي من بائع سجائر إلى شاعر الحكمة

ثقافة وفنون23-11-2022 | 01:25

تمر اليوم الأربعاء الذكرى الـ65 على رحيل الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي، أحد مؤسسي الرابطة القلمية التي ضمت جبران خليل جبران، غلب على شعره التفاؤل والحنين إلى الوطن وحب الحياة، صاحب القصيدة الشهيرة "كن جميلًا ترى الوجود جميلًا". ولد في 1889، نشأ في عائلة فقيرة لذلك لم يستطع أن يدرس سوى الدروس الابتدائية، فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في قريته بجوار الكنيسة، وعندما اشتد بهم الفقر في لبنان، رحل إيليا إلى مصر عام 1902، بالتحديد في محافظة الإسكندرية بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ. لم يجد أبو ماضي في مصر الرزق فقط، بل والعلم أ، و خطت فيها أولى خطواته الإبداعية حيث التقى بالكاتب الصحفي اللبناني أنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين السياسي اللبناني مجلة "الزهور" فاُعجب أنطوان بذكائه وعصاميته إعجاباً شديداً ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشر أولى قصائده ، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع شعره في ديوان أطلق عليه اسم " تذكار الماضي" وقد صدر في عام 1911، عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر اثنان وعشرين عامًا. وفي عام 1912 اضطر للهجرة إلى الولايات المتحدة، استقر أولا في سينسيناتي وأقام فيها أربع أعوام ، عمل فيها بالتجارة مع أخيه الأكبر مراد، ثم رحل إلى نيويورك ، ومن هنا شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. أصدرأبو ماضي مجلة " السمير" النصف شهرية عام 1929، التي تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي ، وساهمت هذه المجلة إسهاماً كبيراً في حياته الفكرية، وفي نيويورك أصدر دواوينه الشعرية الثلاثة: الجداول والخمائل وديوان إيليا أبو ماضي. تميز شعر أبو ماضي بحب الحياة والتفاؤل، فكان يسمو بكل شيء نحو الجمال كما لا تخلو مجموعاته من بعض الكتب النثرية، وقد أصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها: تذكار الماضي، الجداول، الخمائل، تبر وتراب. وتعد أبرزهم قصيدة "فلسفة الحياة" التي يقول فيها: "أيهذا الشاكي وما بك داء...كن جميلًا ترى الوجود جميلًا"، وقصيدة المساء، والغابة المفقودة، وابتسم. وفاته رحل عن عالمنا في 23 من نوفمبر عام 1957، بعدما ترك لنا مسيرة إبداعية حافلة بالشعر والأدب.
أضف تعليق

إعلان آراك 2