كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن عدد من الأذكار التي تُنير القبر و تغفر الذنوب وتزيد الرزق وتستر العيوب.
وقال «جمعة» :إن (الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث قال: (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) مشيرًا إلى قوله سبحانه: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا).
وتابع: أن النبي ﷺ قال: (اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ ، قِيلَ : وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمِلَّةُ - الشريعةُ أو الدِّينُ - ، قِيلَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : التَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ).
وأكمل:{سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله} ننزه ربنا عن كل نقص فهو رب العالمين، مشيرًا إلى أنه هو المطلق الذي يفعل ما يشاء ويختار، وأنه ليس هناك من يتألى عليه وليس هناك عظيم سواه وليس هناك أحد يتحكم في هذا الكون إلا إياه سبحانه وتعالى رب العرش العظيم.
وتساءل عضو هيئة كبار العلماء: أتدري من تعبد؟ تعبد ربك الذي سمى نفسه بالأسماء الحسنى ووصف نفسه بالصفات العلى، مضيفًا: أتعرف من تعبد؟ لو عرفته ما عصيته، ولو عرفته لأقمته في نفسك، ولو عرفته لما نسيته ،ولكنك من غفلتك مع نفسك تحتاج إلى أن تذكر نفسك وإخوانك {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
وشرح المفتي السابق معاني الأذكار الباقيات الصالحات، مشيرًا إلى أن{سبحان الله} كلمة جامعة نقولها في الركوع وفي السجود {سبحان ربي العظيم-سبحان ربي الأعلى-سبوح قدوس رب الملائكة والروح} ننزه ربنا عن كل صورة وشكل؛ فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
وتابع :لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له كفوا أحد فليس هناك من هو كفء له سبحانه وتعالى، وليس هناك أحد يشاركه في ملكه، جاء الإسلام بالتوحيد الخالص وأنت تقول {سبحان الله} تصف ربك بما وصف به نفسه وتذكر ربك.
وأوضح جمعة أنه عندما يخرج اللفظ من لسانك فيعمر جوفك وتكون بذلك من الذاكرين الله كثيرا ومن الذاكرات {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، مشيرًا إلى ضرورة أن يجعل الإنسان لنفسه وردًا من التسبيح بالليل والنهار و (لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأشار جمعة أن {الحمد لله} تعترف بها بنعمة الله عليك وبمنته التي لا تحصى ولا تعد، مشيرًا إلى أن {ولا إله إلا الله} عنوان حياتك ومماتك وعنوان الدنيا والآخرة وأنها الحقيقة التي بها تقوم هذه الأكوان والحقيقة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نعتقدها ظاهرا وباطنا حتى يرضى عنا، وفيها إيمان بالله وفيها وتوحيد بذاته وصفاته وأسمائه جل جلاله .
واستطرد: ثم بعد ذلك تكبر ربك عن كل هم وغم ودنيا وانشغال فتقول : {الله أكبر} وهي التي يدخل بها المسلم في الصلاة ،وبعد ذلك تتبرأ من قوتك وحولك وتعلم الحقيقة في أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد ،فتسلم وتتوكل عليه سبحانه وتعالى وترضى بقضائه وقدره.
وأردف أنك تكون عبدا ربانيًا خالصًا في قلبك إذا مددت يدك إلى السماء تقول (يا رب) ليستجيب الله لك وتكون الصلة بينك وبينه، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى إذا ما دعوته فاستجاب لك، فإنك تشعر بالطمأنينة وبالأمن، وتشعر بمعنى الاعتماد عليه والاستناد إلى جنابه الأجل ،وتشعر أنك من أعز خلق الله ،وتشعر بإكرام الله لك من ضمن إكرامه لبني آدم وبنصرته لك حيث نصرته في قلبك ،وتزداد الثقة بينك وبين الله {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}.