« لا أعتبر نفسى رئيساً لمصر .. بل إنسان طٌلب منه التدخل لحماية وطنه» بتلك الكلمات وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حديثه للشعب المصري، الذى أتسم بالمكاشفة والصراحة والشفافية فى ختام المؤتمر الاقتصادي؛ وإن كان يعتبر نفسه مجرد إنسان فأنا أراه بطلاً منقذاً جاء فى الوقت الصحيح، لينتشل مصر قبل أن تسقط فى هاوية المؤامرات والحرب الأهلية والانهيار الذي كانت تواجهه الدولة في كافة القطاعات ليقدم رؤية ويحقق حلما كنا جميعا نحلم به، أن تصبح مصر دولة قوية قادرة؛ وقد نجحت مصر فى تحقيق ذلك.
وفي ظل المخاطر التي تهدد العالم والتي يأتي في مقدمتها خطر التغيرات المناخية وتزامناً مع الاهتمام العالمى بتلك القضية ومع ارتفاع أسعار الوقود الأحفورى و حاجة العالم إلى خفض الانبعاثات الحرارية بشكل كبير جاءت استضافة مصر لمؤتمر الدول الأطراف cop 27 لتؤكد على ضرورة تحقيق قفزة عملاقة فى الطموح المناخى ووضع حد للاثار السلبية للوقود الأحفورى، من خلال الاستثمار بشكل كبير فى مصادر الطاقة المتجددة فنحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق العدالة والطموح لإنهاء الحرب الانتحارية على الطبيعة التى تغذي أزمة المناخ وتتسبب فى انقراض الأنواع وتدمير النظم البيئية وبالفعل نحن في منتصف الطريق بين اتفاقية المناخ عام ٢٠١٥ والموعد النهائي المحدد لعام ٢٠٣٠ فبعد سنوات من مقاومة الدول الصناعية الكبرى لدعوات الدول الناميه التي كان لها النصيب الأكبر من الأضرار و الخسائر بسبب التلوث والمطالبه بالتمويل للتعويض عن تلك الخسائر فقد جاءت قمه التنفيذ cop27 التي استضافتها مصر بشرم الشيخ كطوق نجاة للدول الناميه واستطاعت القمه تحقيق الهدف في الاستجابة من قبل الدول الكبرى لدعوه الدول الناميه لانشاء صندوق الأضرار المناخية، وفق مفاوضات الأمم المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين مما دفع القمه للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي.
وتقرر توجيه أموال الصندوق إلى أكثر الدول ضعفا في مواجهة التغير المناخي ليكون إنشاء الصندوق خطوة كبيرة وتاريخية. لأنها تمثل اعترافاً أخلاقياً وقانونياً بالأضرار التى سببتها الدول الصناعية الكبرى للدول النامية وبعد ذلك سيأتى الدور على مرحلة وضع القانون والسياسات والأنظمة لهذا الصندوق وتعيين هيئة مشرفة عليه فقد جاء الصندوق للوفاء بالوعد الذى طال انتظاره بتقديم (100) مليار دولار سنوياً لتمويل برامج ومشروعات مواجهة تحديات المناخ للبلدان النامية وتوضيح خريطة طريق تتمتع بالمصداقية لمضاعفة تمويل التكيف المناخي وسيتم ترحيل معظم القرارات الأكثر إثارة للجدل حول الصندوق إلى العام المقبل وعندها ستقدم " لجنة انتقالية" توصيات للدول حتى تتبنى قمة المناخ Cop 28 فى نوفمبر 2023 التى ستقام بدولة الإمارات ذلك وستتضمن تلك التوصيات تحديد موارد التمويل وتوسيع نطاقها ولم تكتفى القمه بذلك، بل تطرقت أيضاً إلى المبادرات التى تم إطلاقها لتعزيز دور الشركات الناشئة فى مجال العمل المناخى والتعاون مع البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية والتنسيق المستمر مع صناديق الاستثمار فى المناخ لتنفيذ مبادرة الاستثمار فى الطبيعة والمناخ فى مصر وقد استطاعت مصر ضرب عصفورين بحجر واحد باستضافتهاcop27 فأثبتت للعالم مدى استقرارها الداخلي الذى يشكك فيه المتأمرون إلى جانب ذلك تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية من بينها الترويج للسياحة وجذب استثمارات جديدة مع شراكات دولية واقليمية بجانب الترويج للصناعة والمنتجات المصرية والحرف وإتاحة الفرص أمام الشركات المختلفة وتوفير مصادر تمويل إضافية من المنظمات الدولية لتمويل مشروعات لتغير المناخ فى مصر.
إن مصر أصبحت الآن ساحة الاستقبال للاستثمارات الأجنبية بكافة أنواعها بعد تأكيدها للعالم أنها أصبحت من الدول الأولى فى منطقة الشرق الأوسط التى تحولت إلى الاقتصاد الأخضر وأصبحت صديقة للبيئة وتعزيز التوجه نحو المجتمع الأخضر بما يتوافق مع أهداف قمة المناخ إن نتائج هذه قمة جاءت فعالة وبناءة وستحقق أهداف جميع الأطراف بجانب تنفيذ الإلتزامات بشكل قوى والوصول إلى نتائج جيدة تساعد على مواجهة التغيرات المناخية التى تواجه العالم أجمع والتى لها مخاطر عديدة على المجتمع.