قال الدكتور مصطفى سيرتش، كبير العلماء والمفتين بالبوسنة والهرسك، إن الأزهر الشريف هو قِبلة المسلمين فى العالم أجمع، وقد صنع منِّى رجلًا عندما درست فيه، فهو مُقدَّر تقديرًا كبيرًا خارج مصر".
وأضاف فى تصريحات له، أن مصر هى مهد الحضارة العالمية والإسلامية، ولا نتصوَّر الأمة الإسلامية بدون مصر؛ ولذلك فالحفاظ على وحدة مصر كدولة ومجتمع مهم للعالم أجمع.
وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية تبذل جهدًا كبيرًا فى مواجهة الفتاوى المتطرفة وتفنيد الأفكار المتشددة، وقد احتضن فضيلةُ الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية- العلماء والمفتين فى مشروعه الكبير الذى يُعَدُّ أكبر مشروع إفتائى فى هذا القرن، وهو الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، حيث أبدع مجال الفتوى بأن جمع المفتين تحت مظلة واحدة ولم يقف متفرجًا أمام تحديات الفتوى.
وأوضح سيرتش أن الإسلام يدعو إلى العمران، وعلماء الإسلام -كابن خلدون وغيره- تحدثوا عن العمران والتنمية والبناء، وقد استقوا هذه الأفكار والمبادئ من القرآن والسنة النبوية المطهرة، ولذلك كل ما فى الفقه الإسلامى والفتوى هو أن نبنى ونعمِّر ونحافظ على ما أنزل الله علينا من النعم من السماء وما رزقنا من الأرض.
وقال: "إن الفتاوى التى تأتينا من مصر فيما يتعلق بالتطرف والتكفير مهمة للغاية، ولها تأثير كبير فى مواجهة المتطرفين، وقد عشنا فى البوسنة سنواتٍ فى زمان الشيوعية والإلحاد وإهمال الدين حيث لم يكن للفتاوى ذكر".
وأضاف أن الجماعة الإرهابية تعتمد على فتوى ماردين لابن تيمية -على سبيل المثال- لتبرير القتل، والتى قال فيها: "عاملوا المسلمين بما يستحقون، وقاتلوا الكفار بما يستحقون"، فكانت تبريرًا لقتل الحكَّام فى بلاد المسلمين فيما أسمَوه بالدار المركبة.
وأوضح أن العلماء اجتمعوا فى مؤتمر كبير باسم "ماردين" قبل سنوات، وأقررنا أن هذه الفتوى تم التحريف فيها، وأن من نسخها غيَّر فيها، وأن أصلها: "عاملوا المسلمين كما يستحقون وعاملوا الكفار بما يستحقون". وليس وقاتلوا.
وأكَّد كبير علماء البوسنة أنَّ الإسلام لا يعرف الإكراه فى الدين، وهو ما يعنى كذلك أنه لا إكراه على فكر، وفتاوى القتل غير مقبولة، وليس لها نتيجة إلا نشر البغضاء والكراهية بين الناس والشعوب.
وحول تأثير داعش والقاعدة على الإسلام -خاصة فى الغرب- قال: "إن الإسلام لم يتضرر بشكل كبير من خارجه، ولكن للأسف من الداخل بسبب المتطرفين وأصحاب الفكر المنحرف، وهؤلاء الجماعات بغير قصد منهم أيقظونا من إهمال قضية الفتوى، فتَزايُد التطرف استنفر علماء الإسلام لموجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة وتصحيح صورة الإسلام، وما تقوم به مصر فى قضية الفتوى منقذ من الضلال.
وأضاف أنه يجب على رجال الدين أن يحاولوا جهدهم لإيقاف الحروب، وأن يقفوا فى مواجهة الأفكار المتطرفة ودعاة العنف؛ لأن تأثيرهم وإن كان غير مباشر أو ملموس فى حينه، ولكنه يؤتى أُكله ولو بعد حين.