سلطان.. الموسيقار العاشق !

سلطان.. الموسيقار العاشق !محمد رفعت

الرأى26-11-2022 | 08:34

بقدر ما قدم الموسيقار محمد سلطان، الذى غادر عالمنا منذ أيام عشرات الألحان الخالدة والتى ستبقى دائمًا فى قلوبنا وفى وجداننا، بقدر ما كانت قصة حبه للمطربة الكبيرة الراحلة فايزة أحمد، نموذجًا للحب الصادق والذى لا يمكن أن يموت مع الزمن، حتى لو اختلف الحبيبان وافترقا لسنوات طويلة!

والبداية كانت فى منزل الموسيقار الراحل فريد الأطرش، حيث التقت قيثارة الغناء فايزة أحمد لأول مرة مع شريك عمرها الموسيقار محمد سلطان.

وقال الموسيقار الراحل عن انطباعه عنها بعد هذا اللقاء: "كانت سيدة عظيمة محبة للخير، ولم تكن أبدًا شخصية أنانية ولا محبة للمال فهى على الفطرة، ليس لديها مكر ودهاء دمعتها قريبة على خدها، ذات الوجه الجميل والملامح الصافية، كانت تسأل فريد دائمًا عن أى شخص فقير محتاج لكى تقدم له يد العون والمساعدة".

وتوالت لقاءاتهما بعد ذلك، حتى جمعت بينهما قصة حب، توجت بالزواج الذى استمر 17 عامًا، وأثمر عن توأمهما طارق وعمرو سلطان.

ولم يكن الملحن الكبير يحبها فقط كإنسانة، لكنه كان يعشق صوتها، ويقول دائمًا إنه لا يشبع أبدًا من الاستماع إلى أغنياتها، ودائما ما يستمع إلى تسجيلاتها الصوتية دون ملل، ووصفها بقوله: "كانت كروان يغرد حتى لو قالت ريان يا فجل، وكان حديثها يُشعر من يسمعه بالدفء.. كان صوتها جميلاً حتى وهى تتكلم كلامها العادي".

ورغم كل ذلك الحب، سرعان ما نشبت الخلافات بينهما واتهمته بأنه لم يعد يهتم بها، كما اتهمته بتعدد علاقاته النسائية، ولذلك وقع الطلاق سريعًا، قبل أن تعود إليه مرة أخرى بعد زواجين.

وتزوجت "فايزة" ضابطًا يصغرها بأكثر من عشرة أعوام، وتفاقمت الخلافات بينهما حتى وصلت إلى حد الضرب ليقع الطلاق أيضًا، وكانت من قبل قد تزوجت بعازف الكمان عبد الفتاح خيري.

وفى أواخر حياتها، أصيبت فايزة أحمد بمرض سرطان الثدي، وسافرت للعلاج فى أمريكا، ثم عادت منها لتستأنف العلاج بمصر، وعن تلك الفترة الحزينة فى حياتهما، قال سلطان: "طول فترة مرضها اللعين.. كنت أتعذب معها وأموت كل يوم ولا أتحمل آلامها وأوجاعها، فموتها كسر قلبى، هى كانت تعلم بأنها تموت ومكنتش خايفة من الموت عندما توفت كنت أذهب يوميا إلى قبرها وأجلس أمامه وأتأثر كثيرا وأبكى ونفسى أعرف الناس بقى قلبها حجر إزاى كده دلوقتى ومبقتش تتأثر بموت أقرب الناس ليها".

وفى يومها الأخير استيقظت مبكرًا وطلبت استدعاء الأطباء، لكن حالتها ساءت للغاية، واضطروا لنقلها إلى مستشفى المعادى العسكرى بسيارة زوجها محمد سلطان، ونامت فايزة على صدر زوجها طوال الطريق، وسألته عن عمرها فاندهش من سؤالها، ثم فاجأته بإجابتها حيث قالت" عمرى 17 عامًا، وهى السنوات التى قضيتها معك كزوجة"، وكانت تلك آخر كلماتها حيث لفظت أنفاسها الأخيرة بعدها!

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2