قال الكاتب الصحفي عادل حمودة إن الموساد خطط للتواصل مع هيكل،وكان هناك عدد من الطرق من ضمنها الاستعانة بـ صحفيين أمريكيين وفرنسيين. وبالفعل تمت الاستعانة بـ الصحفي والكاتب الأمريكي روبرت سان جون والذي كان صديق هيكل، وسان جون كان اسمه الحركي في الموساد "سامبا".
وتابع حمودة في برنامجه "واجه الحقيقة" على قناة "القاهرة الإخبارية": في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، أخبر روبرت سان جون عملاء الموساد أنه سيكون قادرا على التحدث مع هيكل، الناصري الأشهر، بشأن مقابلة مبعوث إسرائيلي. وطلب الموساد من سان جون ترتيب لقاء في نيويورك، عندما كان هيكل يشارك في زيارة مع ناصر للأمم المتحدة.
وأضاف: كانت الخطة الموضوعة تعتمد على عدد من المراحل. أولا، يلتقي الكاتب الأمريكي مع هيكل. ثم يلتقي هيكل مع عضو بعثة الأمم المتحدة الاسرائيلية. في المرحلة التالية يلتقي مع رتبة أعلى في حكومة بن جوريون. المسؤول الإسرائيلي الكبير الذي كان من المفترض أن يلتقي مع هيكل لم يكن سوى موشي دايان.
وذكر: لكن الخطة فشلت ولم يلتق الكاتب الأمريكي ب هيكل مما تسبب في إثارة غضب الموساد، ولم تنجح المحاولات الإسرائيلية في التقرب من هيكل، وتم إغلاق ملفه في عام 1960 حيث تأكد للإسرائيليين استحالة تجنيده. وتصف الوثائق هيكل بأنه: "أكثر أصدقاء ناصر إثارة للإعجاب". لم يكن يريد منصبا رسميا ووافق بعد وقت طويل على الخدمة، لفترة وجيزة، كوزير للإرشاد الوطني، لكن كان له تأثير كبير على تفكير ناصر.
وأكمل: كانت عيون أجهزة العالم عليه، تبحث له عن غلطة أو نزوة، لكنه كان يعرف ان الكتابة سير علي زجاج مكسور يفرض عليه الحذر في كل خطوة وكل لحظة، علي انه رغم حرصه الشديد لم ينج من الهجمات الشرسة ولكن ما لم يقتله ضاعف من صلابته.