خالة ذعر عاشتها أسرة الفتاة التي تغيبت عن المنزل لساعات، ولم يعرف أهلها سبب تغيبها، إلى أن تم فك لغز الاختفاء بعد أن عثروا على جثتها وسط الزراعات مخنوقة ومنزوع من أذنها قرطها الذهبي، ليبدأ رجال الأمن في تقصى الحقائق حتى اكتشفوا أن أحد أقربائها هو من قام بقتلها.
بعد ساعات من البحث والتحرى، وجدوها مخنوقة وملقاة وسط زراعات القصب بقرية المراشدة شمال قنا ، منزوعة الحلق من أذنيها، بلا أى ذنب اقترفته سوى أنها تزينت بحلق من الذهب مثل بقية أقرانها من الأطفال.
جشع القاتل لم يترك له مجالاً للتفكير فى براءة الفتاة، التى كانت تلهو وتلعب مع الأطفال أمام منزلها، فكل تفكيره كان موجها صوب قطعة الذهب التى تزين وجهها البرىء، وقرر فى لحظات غاب فيها الضمير، أن يتخلص من الفتاة البريئة للحصول على قرطها الذهبى.
براءة الفتاة وصلة القرابة معها، كانت كفيلة بأن تزرع الطمأنينة فى قلب الملاك البرىء، وتذهب معه أينما يوجهها، فكانت صفقة الإعدام مع الشيطان، أن يستدرج المجنى عليها إلى زراعات القصب، ليحصل منها على القرط الذهبى بعيداً عن أعين أهلها و الأطفال الذين كانوا يشاركونها اللعب منذ دقائق قليلة.
لم يكتفِ المجرم، باقتلاع القرط الذهبى من أذنيها، لكنه قرر أيضاً أن يسلبها الحياة ويحرمها من مستقبل قادم ينتظرها، فأطبق يديه الملوثتين بالدماء على رقبة الفتاة البريئة حتى فارقت الحياة، وانتهت معها ابتسامتها الجميلة التى لا تفارق وجهها الملائكى.
الأوهام التى سولها الشيطان للمجرم الغادر، ظن أنها سوف تتحقق و دأن جريمته سوف تختفى معالمها وترحل مع رحيل الفتاة البريئة، لكنه نسي أن هناك ربا مطلعا، و دأن العدالة مهما طال الزمن لا بد أن تقتص للأبرياء من قاتليهم وظالميهم.
ساعات قليلة بعد اختفاء الفتاة البريئة، كانت كفيلة بكشف ملابسات الجريمة غير المتوقعة، فالمكان لم يشهد أى واقعة مشابهة والفتاة كانت تلعب بين أقاربها من الأطفال، لكن يقظة رجال الأمن تتبعت خيوط الجريمة النكراء وكشفت تفاصيلها خلال ساعات قليلة من ارتكابها.
وكان اللواء إيهاب طه، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا ، تلقى إخطاراً من مركز شرطة الوقف، يفيد بالعثور على جثة مى أبو القاسم محمد سالم، ٣ أعوام، بها شبهة جنائية وآثار خنق وملقاة وسط زراعات القصب بقرية المراشدة، وبالفحص تبين أنه مبلغ باختفائها من بعد صلاة يوم الجمعة.