منذ سنوات ونحن نشاهد إعلانات على بعض الفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي فى كل المجالات لا بأس.. ولكن بعض هذه الإعلانات عن أدوية ومركبات كيميائية لأمراض شائعة، أو واسعة الانتشار مثل خشونة مفاصل الركبة أو العمود الفقري وتآكل الغضاريف، بل امتدت لتشمل أمراض السكر وضغط الدم، إلى هذا الحد والأمر قد يبدو عادي.. ده إعلان زى أى إعلان إيه المشكلة، خاصة أن بعض هذه الإعلانات دائما تختم الإعلان بأن المركب حاصل على تصريح من وزارة الصحة برقم كذا، وهو ما يؤكد أمان استخدامه.. نعم أمان استخدامه.. وليس فاعلية علاجه.
وهنا مربط الفرس ولب الموضوع.. هذه الإعلانات عن مركبات لا تتعدى كونها مكملا غذائيا، ولذلك فبعضها حاصل على موافقة وزارة الصحة كون المركب عبارة عن مكمل غذائي قد يفيد كعلاج مساعد، هذا كل ما فى الأمر لا أكثر ولا أقل.. إذًا ما المشكلة؟ المشكلة أن الإعلان لا يقول إنه مجرد مكمل غذائي، وإنما يتحدث وكأنه اختراع عظيم، واكتشاف سينقذ البشرية من أمراض كثيرة وخطيرة، أى والله هكذا، وطبعًا دائمًا يكون المركب المعلن عنه يعالج أمراض منتشرة بكثرة، خاصة التى تسبب آلام مبرحة، مثل الانزلاق الغضروفى وخشونة الركبة وتمزق الأربطة والصداع النصفى وغيرها من تلك الأمراض الشائعة.. والهدف واضح وهو الحصول على أكبر عدد من الزبائن، وطبعا لا يفوتنا أن الإعلان ينشر صورا وفيديوهات لأشخاص يقول إنهم مرضى وتم شفاؤهم خلال أيام معدودة، حتى يتم إخفاء الطعم الذي سيبلعه المريض ويتم اصطياده وبيع الوهم له.. نعم هذه الإعلانات تبيع الوهم وتسوق للنصب على المرضى متحصنة خلف تصريح وزارة الصحة، والحقيقة أن تصريح وزارة الصحة لم ينص على كل ما قيل فى الإعلان، وإنما هو مجرد تصريح لتداول مكمل غذائي لا أكثر ولا أقل، هكذا يتم النصب على المرضى والمتاجرة بآلامهم وبيع الوهم لهم..
وأننى أطالب الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة بمراجعة كل هذه الإعلانات وإصدار بيان فى هذا الصدد يوضح للناس ماهية هذه العقارات أو الأدوية التى يتم الترويج لها فى بعض الفضائيات وعلى السوشيال ميديا، قبل أن تحدث كارثة صحية لمن يستخدم هذه المركبات ويصدق أنها تعالج مرضه.