أثارت، ثمرة جوز الطيب، جدلًا واسعًا حول إضافتها إلى الطعام، وهل هو جائز شرعًا، وشهد الحديث حول، جوز الطبيب، جدلا كبيرا بين مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار معلومات عن أنها تحدث مفعولا أقرب إلى المخدر.
وعن تأثير ثمرة جوز الطيب، أكد أطباء أن هذه الثمرة التي تستخدم كمسحوق بهارات أو توابل داخل المطبخ لها تأثير أقرب إلى مخدر الحشيش على العقل، محذرين من تقديمها للأطفال، فيما كشف آخرون عن الجرعات التي تتسبب لمتناولها هلاوس سمعية وبصرية وتدخله في غيبوبه حسية.
ثمرة جوزة الطيب، الدائر حولها الجدل بشأن مفعولها المخدر للعقل وحكم تناولها شرعًا، كانت تُستخدم منذ آلاف السنين، عند قدماء المصريين، كمادة مخدرة، تدخل في علاج آلام المعدة، والروماتيزم، والانتفاخ.
هذا فصلًا عن استخدامها كزيوت عطرية بسبب رائحتها الزكية، وإلى جانب ذلك، وضعها على الطعام، بسبب المذاق اللذيذ التي تضيفه للأطباق فتجعلها أكثر شهية.
وتتواجد جَوزة الطَيب، على شَكل بَيضة يتراوح طولها ما بين (20-30) ملم، ويتراوح عَرضها ما بَين (15-18) ملم، كَما يتراوح وَزنُها ما بين (5-10) غرام.
وتُستخدم جوزة الطَيب على شَكل مسحوق، كَما أنها تُستخدم لإنتاج العَديد من المُنتجات التجارية الأُخرى كَالزيوت العطرية وَغيرها، بالإضافة إلى دخولها في صناعة بَعض المَخبوزات، والفَطائر، والحَلويات، وصَلصات الطعام المُطيبة، وَفي تَحضير أطباق مِن الخُضروات وفي تَتبيل اللحوم والدَواجن المُعدة للشوي، كَما يمكن إضافتُها إِلى اَنواع مُخصصة مِن الحَليب المُعدّ لِصناعة بَعض اَصناف القَهوة الغَربية، كَما تُستخدم مَع الشاي وصلصة البشاميل.
يقول الدكتور وليد هندي، استشاري علاج الإدمان، فى تصريح له، بالطبع، وتشبه تأثير بعض الأعشاب المخدرة :" عندما قمنا بتحليلها وجدنا لها تأثيرًا مماثلًا لتأثير الحشيش .
ويرجع استشاري علاج الإدمان هذا التأثير لجوزة الطيب، إلى وجودة مادة "المسكالين"، وهي مادة تشبه مادة الأمفيتامين الموجودة في الحشيش :" المادتان لهما نفس الكفاءة والتأثير المُخدر".
ويحذر استشاري علاج الإدمان، من خطورة جوزة الطيب على الأطفال، خاصة وأن جهازهم المناعي لم يكتمل بعد، وبالتالي يسبب استخدامها في الطعام بكثرة، مخاطر صحية على صحتهم .
وعن البالغين، بشكل عام، يقول استشاري علاج الإدمان، إن الجرعة المتوسطة من مسحوق جوزة الطيب، وهي من 12 إلى 20 جرام، أي ما يعادل ملعقتين صغيرتين، تجعل الشخص في غيبوبة حسية، غير مباليًا ولا مكترثًا للعالم من حوله، وكأنه دخل في حالة من العزلة التي تفصله عن المحيطين كأشخاص وأحداث، وهذا ما يسميه البعض بالنشوة.
ويقول الدكتور سامي قنديل، استشاري التخدير وعلاج الألم: يُصبح ل جوزة الطيب تأثيرًا مُخدرًا للعقل، إذا خرجت عن شكلها الأصلي كمسحوق، وتمت إضافتها إلى مواد أخرى، أو تخميرها .
ويضيف، أن العنب، على سبيل المثال، ليس مُسكِرًا عند تناوله على حالته الطبيعية، وإنما يُصبح مُسكِرًا إذا تم تحضيره بطريقة أخري، مثل تخميره بطريقة معينة، بل يُصبح حينها نبيذًا حرام شرعًا تناوله لتأثيره المُخدر للعقل.
ويقول استشاري التخدير وعلاج الألم، إن تناول الثمرة على حالتها الطبيعية دون إضافتها إلى عمليات تحضير أخرى كالتخمير وما شابه ذلك، لا يكون مُخدرًا.
حكم استخدام جوزة الطيب في الطعام
هذا الجدل الدائر داخل المطبخ حول ثمرة جوزة الطيب، يفصل فيه الدكتور محمد وسام، أمين عام الفتوى، وعضو الهيئة العليا الاستشارية للتدريب والبحوث بدار الإفتاء.
ويقول، ردًا على سؤال "هل استخدام جوزة الطيب في الأكل حرام"، ليس حرامًا، إنما يحرُم إذا أُخذت بكثرة تؤدي إلى تغيب العقل أو تخدير أو إسكار، لكن استخدامها ليس حرامًا، ونصّ على ذلك جماعة من الفقهاء.