دعانى.. لبيته

الرأى28-11-2022 | 08:53

كانت مفاجأة مذهلة؛ حيث كنت وصلت إلى مرحلة افتقدت فيها الشغف بالأماكن والأشياء وأيضا الأقوال والأفعال، ولم أكن أعلم السبب؛ ولكن تذكرت المقولة الشهيرة أن الجسد يشكو والنفس تتألم !

وأنا فى هذه الحالة فوجئت بمكالمة دولية من صديقى "فهد الحسون"، يدعونى لزيارة الرياض ولقاء الأصدقاء القدامى؛ ثم التوجه إلى الأراضى الحجازية لأداء العمرة؛ وقضاء عدة أيام فى المدينة بجوار قبر الرسول الكريم، وكما اعتاد المصريون.. وحاولت التأجيل لعدم الجاهزية نفسيا ومادياً؛ ثم لمت نفسى على ترددى؛ فكيف تأتينى دعوة من الله سبحانه وتعالى - من خلال صديقى فهد- ولا ألبيها؛ ألست فى شوق شديد إلى البيت المحرم؟!

نعم ومن ثم وجب تلبية الدعوة.

ثم حدث بعض التأخير فى الحصول على التأشيرة من القنصلية السعودية بالقاهرة مع أنها مرسلة من وزارة الخارجية بالرياض بالموافقة؛ ذلك بسبب الفهلوة والطمع من قبل صاحب إحدى الشركات المتخصصة فى هذا المجال !

واضطررنا لتأجيل السفر لمدة أسبوع؛ وكدت أعتذر لولا تشجيع أسرتي وزملائى بدار المعارف ومجلة أكتوبر، وتدخلت بعض الشخصيات النافذة وتسلمت الجواز وبه التأشيرة من مكتب القنصل مباشرة.

وسألت: هل هناك إجراءات أخرى؟؛ أفتى البعض بضرورة الحصول على ما يسمى الباركود السياحى؛ ولكنى رفضت هذا الابتزاز؛ فأنا مسافر الرياض بدعوة شخصية؛ فلماذا هذا التعنت من قبل القطاع السياحى وشركاته؟ والذين نصحني أغلبهم بضرورة استخراجه وإلا قد اتعرض للإحراج وعدم السماح لى بالسفر!

وسألت أصدقاء بالجوازات أجابوا أن ليس لهم علاقة بهذا الإجراء؛ والمطلوب فقط تذكرة الطيران وصلاحية جواز السفر وسلامة التأشيرة وسريانها !

ومع عدم قناعتى بهذا الإجراء الإضافى وغير الضرورى إلا أننى أخذت بالأحوط وحتى لا أتعرض لأى مفاجآت فى المطار، وخاصة أن صديقى فهد حدد برنامج الزيارة وأعلن على الجروب موعد الوصول وكذلك حفل الاحتفاء بشخصي!

والمشكلة التى زرعت الشك لدى وعمقت فكرة الابتزاز هى أن رسوم استخراج هذا الباركود الرسمية لا تتجاوز ثلاثة آلاف و٢٠٠ جنيه فقط فكيف تحصل شركات السياحة على ما يتراوح بين ستة وثمانية آلاف؟

وبالطبع استعنت ببعض الأصدقاء وحصلت عليه بخمسة آلاف و٥٠٠ جنيه !

ولكن المفاجأة الأكبر كانت فى المطار، حيث لم يسألني أحد عنه، سواء فى شركة الطيران أو الجوازات؛ بل حظيت بمعاملة خاصة بعد أن تعرف البعض على شخصى الضعيف!

أضف تعليق