تعد ظاهرة التحرش ظاهرة عالمية تنتشر في غالبية دول العالم ،وعن الظاهرة وكيفية التصدى لها تقول الدكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع ب المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وعضو المجلس القومي للمرأة،أن ظاهرة التحرش تزداد مع تدني النظرة المجتمعية للمرأة وحصرها في أدوار اجتماعية محددة تقتصر فقط علي الإنجاب وتربية الأبناء، وهذه المجتمعات دائما وأبدا لديها تمييزا ضد المرأة مما يجعل النظرة للمرأة بكونها مستباحة.
وأشارت "البغدادى" إلى أن التحرش نوع من أنواع العنف الممارس ضد المرأة ، ويعد التحرش اللفظي هو أكثر الأنواع انتشارا وبصفة خاصة في الشارع والمواصلات العامة ، وأوضحت دكتورة علم الاجتماع أنه قد انتشرت أيضا ظاهرة التحرش علي المواقع الإلكترونية ، مما حدا بالمجلس القومي للمرأة بإطلاق العديد من الحملات التي تعمل علي مكافحة الظاهرة ، وكان علي رأسها حملة "اتكلمي" ؛حتي لا تخاف الفتيات من الإبلاغ عن المتحرشين ، وصاحب ذلك صدور قانون تشديد العقوبة علي المتحرش ، وأيضا قانون حماية الشهود، ولعل تلك الإجراءات تأتي من منطلق إرادة سياسية داعمة لحماية حركة المرأة في المجتمع ، وتنفيذ كافة السياسات التى تم اتخاذها وفقا لاستراتيجية تمكين المرأة التى تم إطلاقها في 2017 .
وأضافت دكتورة نسرين ، أنه قد أتت تلك الإجراءات أكلها حيث قلت نسبة التحرش في الشارع المصري ، فمن المهم الي جانب توقيع العقاب علي المتحرش أن يصاحب ذلك أيضا الاستمرار في إعلاء صورة المجتمع واستهداف الثقافة المجتمعية التى مازالت تنتهج نهج التمييز ضد المرأة.