قال الكاتب البريطاني بيتر بيمونت" إن الحرب التي تدور رحاها في الوقت الراهن في أوكرانيا بين القوات الروسية والأوكرانية، تحولت إلى حرب خنادق في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لإحراز انتصار عسكري ولاسيما في شرق أوكرانيا".
وأضاف الكاتب ـ في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية ـ "أن مدينة بيخموت الواقعة في شرق البلاد تحولت تقريبا إلى مدينة أشباح بعد أن وجهت القوات الروسية ضربات عسكرية مكثفة حولت مباني المدينة إلى ركام، مشيرا إلى أن الصراع الدائر حول المدينة الاستراتيجية تحول إلى مستنقع من الدماء في ظل وقوع مئات من القتلي والجرحي يوميا في وقت لم يتمكن فيه كلا الطرفين من حسم المعركة لصالحه بعد أشهر من الصراع في شرق البلاد.
وأوضح أنه على ضوء التعزيزات العسكرية والحشود الروسية المتزايدة في المنطقة على مدار الأسابيع القليلة الماضية، فقد تحول الصراع هناك إلى ما يشبه "حرب الخنادق" كما كان الحال إبان الحرب العالمية الأولى.
وأشار إلى أن الصراع بين الطرفين احتدم وعلت وتيرته منذ أمس الاثنين حول منطقة سوليدار، موضحا أن المكتب الرئاسي في أوكرانيا أعلن أمس الاثنين أنه على الأقل لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 11 آخرين خلال الهجمات الروسية الأخيرة.
وسلط الكاتب الضوء على تصريحات بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونتيسك التي ذكر فيها أن سكان المنطقة يتخذون من الطوابق أسفل المباني مراكز إيواء والغارق معظمها بالمياه، موضحاً أن سكان المنطقة يعيشون في ظروف عصيبة بدون وسائل تدفئة أو إنارة.
وقال الكاتب" إن سكان مدينة بيخموت البالغ عددهم ما يقرب من 70,000 هجروا المدينة خوفا على سلامتهم في الوقت الذي يقوم فيه كل من القوات الروسية والأوكرانية بإرسال المزيد من التعزيزات والحشود العسكرية للمنطقة.
ولفت إلى أنه في ظل استمرار حرب لا هوادة فيها حول مدينة بيخموت، فقد قامت السلطات الأوكرانية بتحذير المواطنين للتأهب لمزيد من الهجمات الروسية المكثفة في ظل تزايد احتمالات إخلاء المزيد من سكان العاصمة كييف مع تفاقم أزمة إمدادات الطاقة والمياه الطاحنة التي تعاني منها أجزاء عديدة في أوكرانيا، ولاسيما العاصمة بعد استهداف القوات الروسية للبنية التحتية للطاقة في الأسابيع الماضية.
وألقى الكاتب الضوء كذلك على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي حذر فيها المواطنين من احتمال شن القوات الروسية لهجمات جديدة على البلاد، موضحا أن الأسبوع المقبل قد يكون الأقسي في ظل افتقار العديد من المناطق لإمدادات الطاقة والمياه.
وأضاف أن ما يقرب من ثلاثة ملايين مواطن في العاصمة كييف فقط تركوا منازلهم إلى مناطق أخرى تنعم بقدر أكبر من الأمان يلتمسون فيها توافر الاحتياجات الأساسية من الماء والكهرباء، موضحا أن الهجمات الصاروخية المكثفة التي شنتها القوات الروسية على مدار الأسابيع الماضية مستهدفة البنية التحتية للطاقة في معظم أجزاء أوكرانيا، تأتي في وقت عصيب مع حلول فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة لما يقرب من 11 تحت الصفر.
وبين أنه على ضوء تلك الأوضاع المتردية في أوكرانيا، تسعى الدول الغربية لتوفير أكبر قدر من الدعم الإنساني لتعزيز قدرة الجانب الأوكراني على المقاومة وتحمل الظروف الجوية القاسية خلال فصل الشتاء.
واختتم الكاتب مقاله بتسليط الضوء على تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التي عبر فيها عن اعتقاده بأن" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى من خلال تلك الهجمات الصاروخية العنيفة على البنية التحتية في أوكرانيا إلى تحويل البلاد إلى منطقة خراب حيث لا يوجد ماء أو كهرباء أو وسائل تدفئة ليضع الجانب الأوكراني بين شقي الرحي المتمثلين في البرد والظلام" على حد قوله.