تُعد صناعة النجوم وإكتشافهم من أحد المهن التي احترفها الفنان حميد الشاعري، ولعله قد نجح في إظهار جانب أخر من جوانب شخصيته، وهي قدرته علي اكتشاف المواهب الشابة ومن ثم تسليط الضوء عليهم بتقديمهم إلي شركات الإنتاج ومن ثم إلي الجماهير العربية ليصبح العدد الأكبر منهم فيما بعد من أسطع النجوم علي الساحة العربية.
لم يمتلك حميد الشاعري عصاً سحرية ولكنه امتلك موهبة ربانية تم إطلاق العنان لها فيما بعد لتثمر عن تقديم وتبني ومشاركة نجاحات الكثيرين من المطربين والمطربات علي الساحة الغنائية من أمثال: عمرو دياب، مصطفى قمر، إيهاب توفيق، حنان، حكيم ، أميرة، هشام عباس، علي حميدة، حمادة هلال، علاء عبد الخالق، فارس، مني عبد الغني، محمد حماقي، هيثم شاكر، بسمة ، سيمون .
القائمة لا تكاد أن تنتهي حيث ما زال هذا العائد بشراهة للساحة الفنية من بعد غياب طال فقارب الست سنوات بألبوم روح السمارة ما زال يمارس مهنته في صناعة النجوم، وقد كان أ المطرب الشاب إسلام عبد العزيز وظهوره في أغنية جو تاني والتي قام حميد الشاعري فيها بمهمة التوزيع الموسيقي، وأخيرا أشتراكه مع المطرب محمد قماح في دويتو يعتبر عودة حميد الشاعري للغناء وهي أغنية " ويلي " .
ولعل من أهم الأسباب التي ساعدته علي النجاح في هذه الصناعة إلي جانب حسه الموسيقي وعلاقاته الجيدة بشركات الإنتاج هي روحه المسالمة وصدره الرحب الذي يتجلي بوضوح في تقبل الأخرىن وتدعيمهم سواء فنياً معنوياً أو مادياُ مما أثمر عن تقديم مواهب عدة أثرت الساحة الفنية علي مدي فترات طِوال .
في النصف الثاني من الثمانينيات وحتي أوائل التسعينيات كان اسم حميد الشاعري يمثل جواز السفر لعالم الشهرة حيث تقبع أحلام شباب المطربين، فقد كان يكفي تواجد اسم حميد الشاعري أو فرقته علي غلاف أي ألبوم لتحقق هذه الألبومات نجاح مؤكد سواء للمطربين أو المطربات أصحاب الألبومات أو شركات الإنتاج المختلفة والتي جنت الملايين من وراء التعاون مع حميد الشاعري، حيث نجح الشاعري بروح موسيقاه الجديدة علي مدي عدة سنوات في كسب ثقة الجماهير ومن ثم تواجد في أغلب البيوت العربية مما جعل اسمه يرتبط بالجودة وبأحلام الشباب.
وقد وصل الأمر لذروته في أحد ألبومات المطرب علاء سلام حيث ظهرت صورة حميد ولأول مرة علي غلاف الألبوم في هيئة طابع بوسطة ليدل هذا الأمر وفي أوضح صوره علي مدي الشعبية الواسعة والثقة التي تمتع بها حميد الشاعري بين الجماهير العربية في ذاك الوقت.