الأزمات فرص الناجحين

الأزمات فرص الناجحينعصام عياد

الرأى29-11-2022 | 17:20

من المعلوم بالضروة، ومن المسلم به، أن لكل منا نظرة، أو بتعبير أدق ، طريقة في التفكير، فيما يدور حوله، وفيما يتعرض له.
وفرق كبير بين نظرة ونظرة ، وبين تفكير وتفكير ، فأغلب المفكرين ، ممن زاع صيتهم وسطرت أسمائهم بحروف من نور ، وتحدث عنهم التاريخ ، هم من شعروا بوجود أزمة أو مشكلة ، وفكروا فيها ، واشتغلوا عليها ، و أوجدوا لها الحل ، عملاً بالمثل الانجليزي ” الحاجة أم الاختراع ” وهو أن القوة الرئيسية الدافعة للاختراع هي الحاجة في أغلب الأحوال ، وفي أحوال أخري يكون تحقيق الراحة والرفاهية هو الدافع.

فعلي سبيل المثال اخترع الانسان الدفاية بسبب شعوره بالبرد ، واخترع الشمسية لتظله من الشمس ، والمروحة لتقيه الحر ، واخترع الاجهزة التعويضية لتعوضه عما فقد من أعضاء … ألخ

وبشكل أوضح ، فإن وجود المرض، يسترعي التفكير في صناعة الدواء، وما حدث بفيرس كرونا ليس ببعيد، حيث رأينا الجميع يتسابق ، لصناعة وتوفير المصل والدواء.

وبقدر عدد المفكرين في المجتمع و بفضل أعمالهم تحل الكثير من المشاكل ، ويقضي علي الكثير من الأزمات و تكون النهضة ، وبهم يكون الفرق بين مجتمع و آخر.

وبنفس الطريقة يعمل رجال الأعمال والمستثمرين ، يفكرون فيما حولهم من إحتياجات ، وهو ما يسمي دراسة إحتياجات السوق ، ويعملون علي توفير تلك الإحتياجات فنستطيع أن نقول ، أن الابتكارات تلبي الإحتياجات وكذلك فإن الأفكار وليدة المشاكل والأزمات ، فالمشاكل و الأزمات و الإحتياجات ، هي التي تثير عقول و إهتمامات المفكرين.

ومن هنا ، يتبين أن المشكلات التي تتواجد في المجتمعات ،هي ثروة المفكرين الحقيقية ، التي يستثمرونها لخدمة المجتمع ، وإثبات وجودهم ، وظهورهم بعد حلها.

وبنظرة إيجابية الي مشاكلنا و أزماتنا، نستطيع أن نقول، أن بعدد تلك المشاكل والأزمات ، توجد لدينا فرص للنجاح، فعلي سبيل المثال، أزمة إستيراد القمح ، فرصة كبيرة للمزارعين في زراعة القمح والتربح منه ، لحاجة السوق إليه وإرتفاع سعره.

و أزمة غلاء اللحوم ، فرصة للمستثمرين في هذا المجال لتعطش السوق ، و أهمية تلك السلعة لدى أفراد المجتمع
و أزمة إرتفاع أسعار الكهرباء ، فرصة للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية ، لقلة تكلفتها مقارنة بالكهرباءوكذلك أزمة إستيراد السلع الترفيهيه ، فرصة كبيرة لقيام الصناعة المحلية بصناعة هذه الاحتياجات ، وتوفيرها لسد حاجة السوق المحلي و أزمة إستيراد قطع الغيار الأصلية ، فرصة عظيمة لقيام الصناعات المصرية لتوفير البديل ، بسعر مناسب بدلاً من ستغلال بعض التجار.

ومن هنا نستطيع من خلال إستغلال الأزمات العالمية ، الموجودة علي الساحة الآن ، والتي حالت بيننا وبين توفير الكثير من الإحتياجات ، نستطيع إستعادة مكانة الصناعة المصرية ، من خلال قيامها بتوفير البدائل ، بخامات و أيادي مصرية ، مما يوفر فرص عمل متميزة لشبابنا الواعد ، ويغنينا عن الاحتياج الي العملة الصعبة ، ويعزز الناتج القومي.

فالفرصة متاحة للنجاح ، الفرصة ملائمة لتعود الصناعة المصرية للريادة ، خاصةً و أننا نمتلك الكثير من المواد الخام ، ونمتلك الأيدي العاملة ، التي التي ضربت المثل للنجاح والتمييز، ووضعت بصماتها المضيئة في كل الدول ، ونمتلك روحاً تحب الخير لكل الناس ، ولدينا قيادة واعية ، حمت الارادة المصرية ، وحققت وما زالت تعمل علي تحقيق الأحلام.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2