أكدت زكية لوم المتخصصة الدولية في التراث وأستاذ التاريخ و التراث بجامعة تونس، قوة العلاقات التي تربط بين مصر وتونس منذ أقدم العصور، وما تمتلكه مصر من حضارة عريقة وآثار عظيمة تجتمع فيها عراقة الماضي وحداثة الحاضر.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء، على هامش مؤتمر "من الحجر إلى الكتابة، ومن الكتابة إلى الرقمنة"، الذي تنظمه جامعة سنجور ومكتبة الإسكندرية.
وأضافت الأستاذة زكية لوم أن هناك العديد من العملات المعدنية الأثرية التي عُثِر عليها خلال أعمال الحفائر وتضمها المتاحف التونسية، وترجع إلى الفترة الرومانية مكتوب عليها الإسكندرية، مشيرة إلى أن هذا يعكس مكانة مدينة الإسكندرية التي كانت من أهم موانئ العالم ودورها في تحقيق الترابط الذي بين مصر وتونس والعالم العربي وبلاد الشام.
وأكملت: " الإسكندرية عاصمة العالم القديم ومركز التجارة العالمية وتربط بين العالم العربي وأوروبا فمنها تنطلق القوافل وتربط بين تونس والعالم العربي وفرنسا واسبانيا، ومنها كانت تنطلق القوافل التجارية لكل مكان بالعالم. وعُثِر على عملات معدنية تراثية عديدة وقوائم تحدد أسعار البضائع وكلها تنتمي إلى الإسكندرية".
وأشادت بمكانة مكتبة الإسكندرية الجديدة مؤكدة أنها مركز حضاري عالمي وصرح عريق مثل كل شيء في مصر كبير وعظيم، مضيفة: "شعرت منذ اللحظة الأولى وكأن الإسكندرية بلدي"، مؤكدة على التقارب الكبير بين مصر وتونس.
وتجدر الإشارة إلى أن الإسكندرية تحتضن النسخة الثانية من المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته أمس الاثنين، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بالتعاون مع الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، والمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية ومؤسسة غندور للفنون.
أما الدورة الأولى من المؤتمر أقيمت في 2019 تحت رعاية وزير السياحة والآثار ب مصر وركزت الدورة على حماية التراث، خاصة مجموعات المتاحف والآثار التاريخية، وجمعت متحدثين ومشاركين من إفريقيا وأوروبا.