مبدئيًا.. حسنًا ما فعله د. رضا حجازى وزير التربية والتعليم بإعلانه تفاصيل مواصفات امتحانات الثانوية العامة لهذا العام من الآن وليس فى نهاية العام الدراسى كما حدث فى العام الماضى بإعلانها قبل الامتحان بأيام قليلة.. ليكون كل طالب على دراية بشكل وطريقة الامتحان ويعرف "راسه من رجليه" من البداية.
وهى خطوة تحسب لمعالى الوزير لأنها ستقلل من القلق والتوتر.. وفى نفس الوقت بمثابة رسالة يقدمها الوزير لطلاب الثانوية بأن ليس الهدف من الامتحانات هو إرهابهم أو تخويفهم وإنما هو قياس قدراتهم التحصيلية الحقيقية بشكل موضوعى للتفريق بين الطالب العادى والمتميز..
والحقيقة أنها خطوة إيجابية إعادة الأسئلة المقالية مرة أخرى للورقة الامتحانية لتكون بجانب أسئلة الاختيار من متعدد حيث ستشمل الورقة الامتحانية لكل مادة وفقا لما أعلنه الوزير على اختيار من متعدد بواقع 85% و الأسئلة المقالية الصغيرة والقصيرة بنسبة لا تتعدى 15%.. لأن تواجد الأسئلة المقالية بجانب أسئلة الاختيار من متعدد يعد شيئًا ضروريًا من ناحية "التقويم" حيث تمكن من قياس القدرات التحصيلية لكل طالب بشكل موضوعى وواقعى لأن أسئلة الاختيار من متعدد لا تكفى لوحدها للكشف عن القدرة التحصيلية للطالب مما يفقد الامتحان أحد أهم أركانه وهو قياس التحصيل.. ولكن الملحوظة الوحيدة لى على هذا التعديل هل سيكون الوقت كافيا للإجابة فى ظل ثبات عدد الأسئلة مع عودة الأسئلة المقالية؟!.. أم أن الأمر يتطلب زيادة الوقت.. وهذه الجزئية تحتاج لتوضيح ووضعها فى الحسبان من جانب القائمين على الامتحانات.
وما يستحق الإشادة به أيضا هو ما أعلنه الوزير عن إتاحة امتحان تدريبى فى النصف الثانى من العام الدراسى لتدريب الطلبة على مواصفات الامتحان الجديدة.. وهو كلام محترم ونرفع له "القبعة" لأنه سيمنع أى حجج أو اعتراضات.
و"بكدا".. فإن هناك 5 اختلافات جديدة فى امتحانات الثانوية العامة هذا العام.. الاختلاف الأول عودة الأسئلة المقالية، والشىء الثانى ثبات عدد الأسئلة الإجمالى لكل مادة.. والاختلاف الثالث تقليل عدد أسئلة الاختيار من متعدد المقدرة بدرجتين وتقديرها بدرجة واحدة فقط لتخصص درجاتها للأسئلة المقالية.. والاختلاف الرابع إتاحة نموذج امتحان تدريبى فى النصف الثانى من العام الدراسى لتدريب الطلبة على المواصفات الجديدة للورقة الامتحانية.. والشىء الخامس هو تصحيح الأسئلة المقالية إلكترونيا بمعرفة 2 معلمين.
و"بكدا" أيضا.. تكون الأمور واضحة من البداية ويكون الوزير قد "عداه" العيب وتكون الكرة الآن فى ملعب الطلاب.. وعلى كل طالب أن يجهز نفسه من الآن للشكل الجديد لامتحانات الثانوية.. وإن كنت أتمنى أن يكون للمدارس الثانوية دورًا هى الأخرى فى تدريب الطلبة على مواصفات الامتحان.
تمنياتى بالتوفيق لأبنائنا الطلبة.. وبامتحانات بلا مشاكل ولا قلق ولا توتر.. خالية من المفاجآت.