أكد مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية أن الحرب، التي تدور رحاها في الوقت الراهن في أوكرانيا، بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً في أعقاب استهداف القوات الأوكرانية أمس لقواعد جوية في عمق الأراضي الروسية.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من: أندرو روث و جوليان بورجر، أن الجانب الروسي سرعان ما قام بالرد على تلك الهجمات بوابل من الضربات الصاروخية التي استهدفت منشأت الطاقة في أوكرانيا لكي تتفاقم أزمة الطاقة الطاحنة التي تعاني منها في الوقت الحالي بسبب تدمير القوات الروسية لما يربو على 40 بالمائة من البنية التحتية للطاقة في جميع أرجاء البلاد.
ويشير المقال إلى أن الهجمات الأوكرانية أمس تمثل ضربات استباقية من جانب كييف التي تتوقع أن تقوم القوات الروسية بشن هجمات ضد منشأت حيوية في البلاد ولاسيما مع حلول فصل الشتاء، موضحاً أن موسكو أعلنت تأكيدها للهجوم الأوكراني على منشأت عسكرية روسية.
ويوضح المقال أنه من الواضح أن الجانب الأوكراني يسعى لحرمان روسيا من القواعد الجوية التي تستخدها لشن هجماتها على جميع أجزاء أوكرانيا مستهدفةً شبكة الكهرباء القومية في البلاد.
ويلفت المقال النظر إلى أن الضربات الأوكرانية تمثل تطوراً خطيراً في الصراع المسلح الحالي، والذي اندلع في أعقاب العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، التي بدأت في أواخر فبراير الماضي، موضحاً أنه لأول مرة منذ بداية الحرب تقوم القوات الأوكرانية باستهداف مواقع في العمق الروسي للحيلولة دون قيام موسكو بشن هجمات داخل أوكرانيا تتسبب في كارثة إنسانية ولاسيما مع قدوم فصل الشتاء قارس البرودة والذي تنخفض خلاله درجات إلى ما يقرب من 20 درجة تحت الصفر.
ويسلط المقال الضوء على التقارير الإعلامية الواردة من روسيا والتي تشير إلى أن الهجمات الأوكرانية استهدفت قاعدة جوية في منطقة ساراتوف وأخرى في منطقة دياجيليتوف، والتي تقع على مسافة 150 ميلاً من العاصمة موسكو، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة أخرين.
ويضيف المقال أن الرد الروسي لم يتأخر كثيراً، حيث قامت القوات الروسية في أعقاب ذلك الهجوم بشن سلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة من منصات إطلاق صواريخ جوية وبحرية والمتمركزة في البحر الأسود وبحر قزوين.
ويوضح المقال أن الهجمات الصاروخية الروسية أصابت السكان في كييف بحالة من الهلع حيث اندفع السكان إلى مراكز الإيواء في محطات مترو الأنفاق حفاظاً على سلامتهم وحياتهم إلا أن أي من الهجمات لم تصب العاصمة الأوكرانية، ولكنها تسببت في قطع التيار الكهربي في العديد من المناطق في أوكرانيا والتي وصلت درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر.
ويلفت المقال إلى أن فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان كان من بين الذين تحصنوا في مراكز الإيواء حيث كان في زيارة للعاصمة كييف لعقد لقاء مع نشطاء حقوق الإنسان حول الوضع الإنساني في أوكرانيا إلا أن التطورات على أرض المعركة دفعته لعقد ذلك اللقاء في خندق تحت الأرض.