افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، المؤتمر السنوي الدولي الخامس والخمسين لعلوم البيانات بكلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية، والذي يعقد في الفترة في الفترة من 5 -7 ديسمبر بمبنى الكلية، وبحضور نواب رئيس الجامعة، والدكتور السيد خاطر عميد الكلية وأساتذة الكلية والباحثين والطلاب.
وخلال كلمته، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن المؤتمر الدولي الخامس لعلوم البيانات، يُركز على أحد أهم الأهداف التي وضعتها الجامعة أمامها وهو مواجهة قضايا المجتمع وتحديات العصر، لتأكيد أن العلم النافع يخدم الناس والوطن والإنسانية، مشيرًا إلى أن المؤتمر يركز على العديد من الموضوعات التي تصب في قلب المُجريات والتحديات التي تواجه المجتمع مثل التطبيقات الإحصائية ودورها في خدمة المجتمع، والذكاء الاصطناعي ودوره في الإعلام الرقمي، والإحصاءات الحيوية والسكانية.
وأشار الدكتور محمد الخشت، إلى أن كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأخيرة وتحويلها من معهد إلى كلية، وإدخال العديد من البرامج الجديدة والتي تخدم كافة علوم الإحصاء والمجتمع بالتعاون مع عدد كبير من مؤسسات الدولة، والارتقاء بمنظومة البحث العلمي بها، مما أدى إلى دخول بعض اساتذتها ضمن أفضل 2% من العلماء وفق قائمة ستانفورد، وهو ما يعكس التطور الحادث في الكلية على أرض الواقع.
وأكد الدكتور محمد الخشت، ضرورة أن تركز معاركنا الحقيقية على البحث العلمي وحل مشكلات الوطن وليس المعارك الجانبية والعراك اللفظي الذي يحدث نتيجة الاختلاف حول المفاهيم وهو ما يؤدي بدوره إلى التطرف الفكري، لافتًا إلى أن النماذج الإحصائية أحيانًا تكون مضلله وبالتالي لابد من التعرف على الدور الكيفي الذي يجعلنا نتوصل إلى توقعات من خلال تلك النماذج الإحصائية وتؤدي للوصول إلى دلالات واقعية، مؤكدًا أن تقدم العلوم بعد عصر النهضة الأوربية حدث نتيجة المنهجية العلمية والعلم الدقيق وتقدم علم الرياضيات.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن الجامعة تقدمت بشكل غير مسبوق في العديد من التصنيفات العالمية سواء على المستوى العام أو على مستوى التخصصات، والناتج عن العديد من الإجراءات والحراك الكبير داخل الجامعة، والاهتمام بالأفكار والبرامج الجديدة، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة تُنتج ما يعادل خُمس البحث العلمي على مستوى مصر، وأصدرت أول مجلة علمية للعلوم الإنسانية بالتعاون مع ايميرالد، وطورت كلية الحاسبات والمعلومات لتصبح كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي منذ عام 2018 والتي أصبحت نموذجًا تحتذي به كل كليات الحاسبات والمعلومات في الجامعات المصرية، كما أنشأت أول كلية للنانو تكنولوجي في الشرق الأوسط، وبدأت في إنشاء كليات جديدة منها كلية تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوت، وكلية الطاقة والطاقة المتجددة، وكلية تكنولوجيا وعلوم الفضاء.
من جانبه، أشاد الدكتور سيد خاطر عميد كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية ورئيس المؤتمر، بمساندة الدكتور محمد الخشت للكلية ودفعها للوصول إلى تحقيق مكانة متميزة بين كليات مصر والوطن العربي، مؤكدًا أن المؤتمر يعكس التزام الكلية برؤية مصر وطموحاتها، وتقديم تعليم متميز بما أهلها لأن تصبح مركزا مهمًا يقدم أفضل معايير التعليم على المستويين المحلي والعربي، موضحًا أن فعاليات المؤتمر تتم في إطار تعزيز التعاون العلمي من خلال لقاءات وورش عمل وجلسات لدعم فروع المعرفة، واستثمار الوسائل والقدرات لإعداد الطلاب لمتطلبات سوق العمل والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار عميد الكلية، إلى ضرورة افتتاح طريق سريع للمستقبل بما يواكب تطورات العصر الحديث موضحا نجاح الكلية في التحول من معهد إلى كلية، وتحديث البنية التحتية لها، والدفع الإلكتروني، والتحول الرقمي وزيادة الكلية في هذا الإطار، وتدشين البوابة الإلكترونية للكلية بما يجعلها لتكون على درجة كبيرة من الجودة والسرعة وإطلاق برنامج علوم البيانات، بالإضافة إلى تطوير واستحداث العديد من البرامج المهنية المتزايد الطلب عليها في سوق العمل، وبرنامج لإدارة المخاطر والأزمات.
ومن جهته، قال الدكتور عصام أمين وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، إن المؤتمر الدولي الذي تنظمه الكلية سنويا يعد أحد أهم المؤتمرات العلمية على المستويين المحلي والدولي، حيث يمثل ملتقى علمي للباحثين والدارسين والأكاديميين من داخل مصر وخارجها، وفرصة لهم للإطلاع على أهم التطورات في هذا المجال والمشاركة به، ويسلط الضوء على مواجهة المشكلات التي تواجه المجتمع، مشيرًا إلى أن المؤتمر يتضمن 13 جلسة تناقش أكثر من 60 بحثا في علوم البيانات وتعلم الآلة، وما يزيد على 15 ندوة علمية بالاشتراك مع بعض الجهات المُنظمة.
يذكر أن جلسات المؤتمر وندواته وبحوثه تناقش العديد من الموضوعات المتعلقة بقضايا العصر ومستجداته ومنها استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الاحصاء، والنظم الذكية الاحصائية، والإحصاءات الحيوية والسكانية، والاحصاء في علوم الحاسب وبحوث العمليات، والتنقيب عن البيانات، والإحصاء الرياضي والتطبيقي وغيرها من الموضوعات المهمة في مجال علوم الاحصاء وتوظيفها في السياسات المتنوعة المتعلقة بعلوم البيانات والتي يقدمها نخبه من الباحثين من الجامعات المصرية والعربية ذات الصلة بعلوم البيانات والإحصاء، بالاشتراك مع بعض الجهات المنظمة.