لم تتوقف جهود الدولة المصرية على مدار السنوات الثماني الماضية، في سبيل تحقيق تنمية شاملة ومستدامة ووضع حلول جذرية لتراكمات ومشكلات الماضي، لإحداث نقلة نوعية وتحولات على مختلف المحاور والاتجاهات، اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وتعليميا، والحرص على الاستغلال الأمثل للمقومات والموارد المتعددة، لتهيئة الظروف لتطبيق الاستراتيجيات والإصلاحات والارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن المصري وجودة الحياة، وتعزيز المشاركة المجتمعية في مسيرة التنمية، فضلا عن دعم قدرة الدولة في التغلب على التحديات والمتغيرات التي تواجهها في طريقها نحو تحقيق مستهدفاتها التنموية، وانعكس صدى هذه السياسات بشكل إيجابي على مكانة مصر في التقارير التي تصدر عن المؤسسات الدولية على مدار السنوات السابقة.
ونشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، تقريرا تضمّن إنفوجرافات تسلّط الضوء على ما حققته مصر من نجاحات وتحولات إيجابية بمحاور وقطاعات التنمية البشرية خلال 8 سنوات، وضعتها بين الدول العربية والأفريقية الأكثر تقدما بتقارير التنمية البشرية التي تصدر عن الأمم المتحدة، ما يمثل إشادة دولية جديدة بالسياسات التنموية للدولة المصرية، حيث أظهر التقرير تباين وضع البطالة في مصر، فبفضل نتائج تطور الأداء الاقتصادي وتطبيق برنامج الإصلاح، تراجع معدل البطالة ووصل لأقل من 7.5% خلال الأعوام الأخيرة.
وفيما يخص ملف الصحة، ذكر التقرير أنّ مصر نفذت برامج عدة لعلاج الأمراض ومكافحتها بهدف خفض معدلات الانتشار والوفيات بسببها، كما أنّ التجربة المصرية في التعامل مع فيروس سي تعد من التجارب الرائدة التي يحتذى بها على مستوى العالم، بينما أوصى التقرير فيما قبل عام 2014 بأنه يتعين على مصر أن تتخذ خطوات جادة لتجنب أخطار العديد من الأمراض، كما أشار إلى أنّ فيروس سي يمثل تهديدا صحيا خطيرا في مصر.
وبجانب ذلك، أشاد تقرير التنمية البشرية لعام 2021، بما تبذله مصر من جهود كبيرة في تعزيز الحق في السكن اللائق، مشيرا إلى أنّ القضية حظيت بدعم سياسي كبير، أدى إلى تطوير عدد من المناطق العشوائية وإطلاق برامج طموحة للإسكان الاجتماعي، تضع في اعتبارها الفئات منخفضة ومتوسطة الدخل، أما فيما يتعلق بالوضع قبل عام 2014، ورد في التقرير أنّ أعداد قاطني العشوائيات زادت بصورة كبيرة، مشيرا إلى أنّ تلك المناطق العشوائية والأحياء الفقيرة هي التي تولد السلوكيات العشوائية والخطيرة نظرا لغياب الحد الأدنى من معايير الأمان والانضباط، ما يؤدي لانتشار المخدرات وغيرها من مختلف أشكال الجرائم.