أتوقع أن تقوم مصر بجهود كبيرة؛ لدعم التوافق بين الأشقاء فى ليبيا بعيدًا عن التدخلات الإقليمية والدولية، التى كانت تجاربها صفر نتائج، حيث تشهد القاهرة لقاءات مهمة تتعلق بإنهاء الجمود السياسى، الذى لحق بتأجيل الانتخابات ولذا أتوقع أن يتم تحديد مواعيد زمنية جديدة محددة على أن تجرى الانتخابات فى العام المقبل 2023 وقد ظهرت هذه المؤشرات خلال لقاء رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الإثنين الماضى، واصفا اللقاء بأنه مثمر، فى ظل العمل على إنجاز الانتخابات الليبية.
تجدر الإشارة إلى أن عقيلة صالح التقى خلال زيارته إلى مصر، العديد من المسئولين المصريين، بالإضافة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا، وكذلك التقى برئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشرى.
وأوضح عقيلة صالح أن الهدف الرئيسي وراء المشاورات هو تأمين انعقاد الانتخابات الليبية فى أقرب فرصة، داعيا المبعوث الأممي لإطلاق دعوته فى هذا الإطار، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثل أولوية المحادثات، التي عقدها مع الأمين العام.
وحول قضية المناصب السيادية، اعتبر صالح أن هذا الأمر من اختصاص البرلمان الليبي، ولكن بالرغم من ذلك حرص على عقد المشاورات مع المجلس الأعلى للدولة، مقدما اقتراحاته فى هذا الشأن، بينما مازالت المشاورات قائمة وقد تزامنت هذه الزيارة للمستشار صالح مع لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع عبد الله باتيلي، الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا.
وجددت مصر دعمها الكامل لإنجاح مهمته من أجل استعادة الاستقرار فى ليبيا، وقد عرض سامح شكري الجهود المستمرة، التي بذلتها ولا تزال تبذلها مصر بإخلاص من خلال استضافتها مؤخراً لجولات المسار الدستوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، مع أهمية عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن فى ليبيا من أجل إنهاء الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق، مع التشديد على الملكية الليبية للحل وأهمية احترام المؤسسة التشريعية المنتخبة مع التركيز على خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا فى مدى زمني محدد، مؤكداً فى هذا الشأن أهمية دعم مهمة لجنة 5+5 العسكرية المشتركة.
وعلى الجانب الآخر، أعرب باتيلى" عن تقديره الكامل للدور المصري البناء والمحوري فى ليبيا، وما عانته مصر كثيرا على مدار الأعوام الماضية نتيجة استمرار تلك الأزمة، وتطلعه للتنسيق مع مصر خلال الفترة القادمة، حيث تم الاتفاق على تكثيف العمل نحو دفع الحل السياسي الليبي بما يحقق الأمن والاستقرار والرخاء فى ليبيا الشقيقة.