ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، أن بيرو غرقت في أتون أزمة سياسة طاحنة بعدما قرر البرلمان عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو رغم إعلان الأخير حل البرلمان وتفعيل حالة الطوارئ في البلاد.
وقالت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته عبر موقعها الالكتروني حول هذا الشأن) إن البلد الواقعة في أمريكا الجنوبية دخلت نفق مظلم بعدما أطاح المشرعون بالرئيس كاستيلو يوم أمس واستبداله بنائبته دينا بولوارت، التي أدت لاحقًا اليمين الدستورية كأول رئيسة لبيرو..وقالت خلال حفل أُقيم على عجل: "كانت هناك محاولة انقلاب". "أتولى منصب الرئيس مدركًة للمسئولية المطلوبة مني".
وقال مكتب المدعي العام في بيرو: إن كاستيلو احتُجز في مبنى البلدية في العاصمة ليما بعد ظهر الأربعاء واتُهم بـ "التمرد". بينما قالت بولوارت في بيان "ندين خرق النظام الدستوري..لا يمكن لأي سلطة أن تضع نفسها فوق الدستور". وفي صباح أمس الأربعاء، قبل ساعات من الموعد المقرر لبدء مناقشة المشرعين لعزل كاستيلو بسبب اتهامه بـ "العجز الأخلاقي"، ألقى الرئيس خطابًا متلفزًا أعلن فيه حل الكونجرس. وقال "اتخذنا قرارا بإعلان حالة الطوارئ"..لكن ما وصفه المعارضون السياسيون بأنه انقلاب تلاشى على الفور تقريبًا، حيث أصبح من الواضح أن الجيش والشرطة ومجلس وزراء كاستيلو لم يكونوا مستعدين لدعمه.. على حد قول الصحيفة.
وبعد وقت قصير من محاولة كاستيلو حل الكونجرس "البرلمان"، صوت المشرعون بأغلبية ساحقة لإقالته من منصبه. وقال رئيس المحكمة الدستورية في بيرو في بث مباشر: إن كاستيلو كان يحاول "الانقلاب".في الوقت نفسه، نأت القوات المسلحة والشرطة بأنفسهم عن كاستيلو، وقالتا - في بيان مشترك- إن الرئيس لم يتمكن من حل الكونجرس إلا بعد تصويتين بحجب الثقة عن حكومة واحدة، وأن أي شيء آخر خلاف ذلك سيكون "انتهاكًا للدستور".
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" في تقريرها أن كاستيلو وأفراد من عائلته يخضعون للتحقيق منذ شهور بعد اتهامات متكررة بالفساد واستغلال النفوذ..وقالت الصحيفة: إن افتقار الرئيس إلى الخبرة السياسية أدت إلى إدارة فوضوية، مع إجراء عشرات التغييرات الوزارية منذ توليه السلطة في يوليو 2021، بنحو ظلت معه حكومته مشلولة إلى حد كبير.
وردًا على التطورات في بيرو، أدانت ليزا كينا، السفيرة الأمريكية في ليما، محاولة كاستيلو لإغلاق الكونجرس. وكتبت على تويتر:" ترفض الولايات المتحدة رفضًا قاطعًا أي عمل خارج الدستور من قبل الرئيس كاستيلو لمنع الكونجرس من تنفيذ تفويضه". فيما أعلن رئيس الوزراء وتسعة من وزرائه استقالاتهم على الفور، قائلين إنهم لا يستطيعون دعم هذه الخطوة.
تعليقًا على ذلك، قال دينيس رودريجيز أوليفاري، وهو زميل مختص في الشئون السياسية بمعهد الجامعة الأوروبية، في تصريح خاص لـ"فاينانشيال تايمز": إن النظام الديمقراطي في بيرو انهار.. واصفًا تحرك كاستيلو بأنه "انقلاب ذاتي". أما عن الآثار الاقتصادية، فقد تراجعت العملة الوطنية "سول بيروفي" في البداية بنسبة 2 في المائة لتتداول عند 3.9128 مقابل الدولار الأمريكي، وهو أدنى مستوى لها منذ شهر تقريبًا، لكنها سرعان ما عكست المسار في تعاملات ظهر اليوم وارتفعت بنسبة 0.3 في المائة خلال عند 3.8226 للدولار.