سيدي رئيس الجمهورية؛ كرامتي وعلاجي؛ فرض على الدولة؛ وليس منّاً علينا..
دولة رئيس الوزراء؛ أنا وولدي ومرض تصلّب العصب المتعدّد (M.S) رحلة من العذاب والإهانة؛ يكره فيها المريض الدواء؛ ويؤثر رحمة ربّ في معاشرة داء؛ وعزّة نفس تفترش مهده الأوّل؛ وأمن وأمان حجرة نومه؛ على بعثرة كرامة المواطن؛ ومكابدة هجرة ولده؛ ونزعه عنوة؛ لأيّ ذرّة انتماء؛ بعد مايشهده وأيغرق في؛ رمياً بنفقٍ مُظلم، دون نوافذ أمل في ضيّ..!
معالي وزير الصحّة؛ لك منّي هذا البلاغ، ولأهل بيتي؛ ولأهل كلّ مريض؛ لهم عندك كبير اعتذار، ولكلّ من أكرمته الأقدار بالابتلاء في عزيز، ذلّ كبرياءه؛ ومزّقوا ستر نفسه؛ بفجاجة معاملة؛ وتوسّل حقه في العلاج، واعتبروه جرثومة زمنه؛ داخل كُلّ مؤسّساتك وهيئاتك وولاة الأمر؛ الذين ولّيتهم بها لخدمة خلق الله..!
ولاسامحك الله أنت وهؤلاء؛ وأطباءك؛ ومن كلّفتهم بقضاء حوائج العِبْاد؛ دون أن تذيقهم ويلات عذابات عن عمد؛ ودون حياء..!
السادة ولاة الأمر؛ ربّما كلامي لن يروق لكم، ولكنه صادق..
،،،،،
ومن هنا؛تبدأ الرحلة ياسادة ياكرام..
ألا دونا ألا ديّة.. تعالوا معي للقصّة ديّا.. من أجل دواء الواد إبني.. وألفّ سواقي ولا عندي أرض، ولا أنا فلاح، ولاعايز مايّة..!
حبّة (جيلينيا) يا ولاد الحلال..؟
والله مِشْ ليّا.. لإبني اللي بيموت بين إيد أمّه.. وبيفرفر زَىّ الكتكوت؛ اللي من غير ريش؛ ومتغطّي بحضني، وبيرفس في إيديّا.. واللي مِتْغطّى بالحُبّ والحنان مايساويش.. وللأسف؛ في حِتّة من الدنيا؛ معظمهم حرافيش..!
والــ (جيلينيا) علشان اللي مايعرفش ويقول عَدْس؛ دواء لعلاج مرض تصلّب العصب المتعدّد أو المتناثر؛ المعروف في العالم بالـ(M.S).
وعدد المبتلين به في مصر؛ أقل من 1%؛ حوالي من 30 إلى 40 ألف مواطن أو أكثر تقريباً؛ على ما أسمع؛ المسجّلين بأربع مراكز خاصة بهذا المرض؛ ثلاثة بالقاهرة؛ وواحد بالأسكندرية؛ومابين العشرين والأربعين عاماً هم أغلب المصابين..
وأنا ياسادة مواطن شريف.. مش بأشحت.. وللواسطة مابحبّهاش؛ ولا لِيش فيها؛ زىّ النور بالنسبة للأعمى؛ والحٌبّ للي مالوش قلب..!
وتروح تِدوّر على واحد؛ واللا واحدة؛ من اللي لُهم رِيش.. ولو حتى يخلصّوني بأعلى بقشيش.. ويجيبوا لي حقّ إبني المريض من اللا دولة؛ اللي الإنسان فيها أصبح مش شايفه اللي بإيدهم تسيير الأمور وفاهمنها تعسير؛ وكلهم شيش بيش؛ طبعاً أقصد (البصيرة) وليس (البصر)؛ اللي هوّا بريء من سواد نفوسهم..!
وعشان يِكْمَل الوصف؛ وماتقعش القصّة بعيب في الحَبْكة؛ ولا في رسم الشخصيّة؛ إنسان لامِنّه مَنْفَعة؛ ولا عندي غير شويّة حُبّ.؛ يمكن يكون كِتير حَبّتين؛ لاحَدّ بيشتريه؛ ولا فيه رَجا..!
وبيفكّرني؛ بالقلب الوحيد؛ اللي حَبّيته في الله؛ كان بيقولي:
ـ وإيه يعني الكلام.. دا حُبّ بتاع زمان.. وإحنا النهاردة؛ أرخص حاجة الكلام.. ولابيشتريه بني آدم في سوق الكانتو بشويّة ورق فالصو..!
ولا بيحمي من مطر.. ولا عليه بينام جعان.. ولابيدفّي الجسد البردان!
وسابتني وهي بتقول:
ـ روح.. مش عايزه أحبّ إمبارح؛ وأنا عايشه النهارده..!
دا أنا أحلم ببكره من غير حُبّ.. ولا أمشي لورا؛ومعاياخيبة عاشق مُحبّ..!
زىّ المفعوصة؛اللي لابسة عروسة.. ومن غير حلاوة؛ بيقولوا عليها بسبوسة..!
،،،،،
المهمّ.. ياعمّ
حَبّة (جيلينيا).. ياولاد الحلال..
والحبوب اللي لازمة إبني؛ بتعالج الأعراض؛ وتخفّف هجمات المرض فقط؛ التي لايعرف لها زمان ولامكان؛ ولا ماذا ستتركه في الروح والجسد والقلب والعقل من حرمان؛ إلا الله وحده..!
فتلصّ منّا الحركة؛ وتترك لنا السّكون والعجز؛ وتخطف نور العين رويداً رويداً؛ حتى يحلّ الظلام، ومعه ضيّ عيوننا على من يَسْكُن القلب..!
وعلينا يسّاندون شويّة شويّة؛ حتى يستبدلون الأقدام التي خلقها الله لهم بكرسي بعجل؛ وأحياناً لاينامون؛ ويترقّبون هذا الوحش الأسود الأعمى؛ ليتغذى؛ حتّة حتّة؛على حَيْوات الربّ في أجسادهم؛ بعد ما يبذر بأرواحهم يأساً؛ ويخرب بيوت عائلاتهم؛ بحثاً عن دواء؛ يبلغ ثمنه آلاف الجنيهات شهرياً مدى الحياة..!
ويـأتي أعمي يظنّ أنه يكلّم عميان؛ أو يظنّ أنّ من يحدثهم جهلة، أو من الحزن فقدوا عقولهم؛ لكيّ يصدقوه؛ وهو يقول في ظرف أسبوع واحد فقط؛ ستصرف الدواء على نفقة الدولة؛ ولا تخشى شيئاً..!
وهنا تبدأ المأساة في رحلة إنكسار كبرياء؛ وإهانة نفس، وإذلال عزّة قوم؛ مبتلون غصب عنهم؛ وقدرهم؛ أنهم في هذا الزمن يعيشون..!
قدرهم أنّ في مصر فقط أربعة أنواع من الأدويّة؛ طبقاً لدرجة الإصابة بالمرض، في الوقت الذى ينتشر في بقاع العالم أكثر من إحدى عشر نوع؛ أكثر فعالية؛ من أدوية مواجهته.والعين بصيرة والإيد قصيرة؛ والبلد الغنيّة؛ بقدرة قادر تبقى فقيرة..!
فقيرة على ناس؛ بيتحِسبوا على الأرض مُجْرد أرقام؛ ويالغناها ورفاهيتها وتوزيع ثرواتها؛ على من نصّبوا أنفسهم أسياد ناس..!
أدوية تواجه المرض؛ وكأنّك بتواجه أسد الغابة؛ بأبو رِجل مسلوخة..!
أو بتواجه صاروخ نووي ببندقية موريس، بتاعت تدريبات تجنيد الستينيات والسبعينيات..!
ولا حتى بتبِعد فيل بمضرب ذباب..!
المهمّ.. ياعمّ
وبلاش.. بلاش نِقلبها غَمّ..!
إبني الجميل حمادة..حيلة أمّه الوحيد.. اللي جِه بعد معاناة أربع سنوات عند الأطباء.. وبعد عملية حمل خارج الرحم؛ كانت فيها من الأموات..!
إبني طالب الهندسة الهُمام؛ بقى زىّ الزعزوعة من غير قصب؛ وردة كانت.. والحاضر دبلان..!
وبكره ـ ياولداه ـ شايفه لامستقبل؛ولا أمن؛ ولا أمان؛ ولا بواسطة؛ حتى حارس أمن غلبان..!
والبنت الحلوة؛ اللي ليل نهار بيحلم بيها؛ وخلاص حلمه بيصبح حقيقة؛ لمّا بِشَقَى العمر اشترينا له شقة، وعربيّة؛ وعمل بيها بعد 15 يوم.أى والله بعد إسبوعين كان بين الحيا والموت من حادثة مُفجعة، هو وأمّه المسكينة،وخرجت منها بإصابة مزمنة في العمود الفقري، وورم بالمخّ؛ والحمد لله؛ نايمة على الأرض من تلت سنوات؛ وجبتلها شاشة على الحيطة تسلّيها؛ لغاية لما جِه مرض إبنها الحيلة؛ ليخرجها من الحلم لأبشع حقيقة؛ وأهى برضه زىّ الحلم؛ويزمّلها حزن طويل التيلة؛ والوجع اللي جوّاها؛ خلايا سرطانية؛ وبتِسرح فيها؛ والباقي منها بلاحيلة..!
وإيه يَعْني ماهو إبنها الوحيد؛ سبقها؛ ولحمه البضّ؛ مايُشبع الوحش الخفي، المسمّى بالـ ( M.S ).
وبلاش أسرح بيكم بعيد.. ولا استطرد برّاكم؛ ونرجع لحبوب (الجيلينيا), وإلي وزارة الصحة ورجالاتها؛ فينا مستخسرينها..!
المهمّ .. إيهياعمّ
تقول شهرين؛ واللا سنتين؛ واللا عمرين.. حاجة كده حسبة حزن ووجع انكسار روحين..!
قول زىّ ما إنْتَّ عاوز، ويتِمِسح بينا طوب الأرض؛ واللي فوق الأرض. ويقلبوا صناديق القمامة؛ الممتلئة بها نفوسهم، ويمرّغونا فيها..
وأوّل مرّة أعرف؛ أنّ البلد اللي حَبّتها زَىّ أمّي؛ بتطلّع أسلاف أمّي..!
ولو كانوا عايشين؛ لطّلّعت روح أبو اللي جابوا أمّي؛ رَحَمها الله..!
وإبني؛ اللي إنضم لطابور مرضى (M.S)؛ عليه يعملكارنيه خاص به؛ وكأنها رخصة مرض؛ عار على المجتمع؛ وكأنه مرض (إيدز)؛ واللا (جُذام)، ومستشفى الطلبة أصبحت مستعمرة عبوديّة، وسجن لذوي الأوبئة المنبوذة من المجتمع..!
وكُلّ شيء آدمي بيهرب منك؛ ومن أمامك،ولابيقابلك إلا وجوه جِبس، ويوقّع أوراقك بخلاء نفس؛ وكأنهم يمنّون عليك من جيبهم؛ أو من صُنع أيديهم، وليسوا أمناء على خدمة تقدّم لمرضى، رَبّ هُم أوأحد من أبنائهم، ينضمّإلىطابور هذا المرض أو غيره..!
ونروح نبيع أرض السِتّ الوالدة؛رحمها الله؛ علشان تبقى مواطن شريف؛ ونسيت إني ماقلتش لك؛ إني موظف؛ بسّ لسّه شريف؛ ومتمسّك بأصول زمان؛ ومابعرفش أنام؛إلا ومحاسب نفسي؛وأسلّم على الملكين؛ويسلّموني للربّ؛ وأقول الحمد لله؛آن الأوان..
( هوّه إنت لسّه زىّ ما إنتّ..!)
دي الجملة؛ اللي بيقولوهالي أصحابي دايماً؛ اللي بقوا شويّة وشويّات؛ ربنا يبارك ليهم..
المهمّ.. بقى ياعمّ
ونصرف فلوس الأرض؛ دواء؛ وتحاليل؛ وأشعّات؛ ورنين؛ وفحوصات؛ وكشوفات؛ وعملية بزل للنخاع الشوكى؛وإرسال العينات لفرنسا؛ والدخول لطوارىء المستشفيات الخاصة.. وأخذ كورتيزون.. وخلافه
ويكتب لنا الدكتور المحترم؛ دواء(الجيلينيا)؛ إسم مدلّع كده زّىّ اللبان والمستكة البلدي، وينفع عنوانالإسم شيكولاتة؛ أو أغنيّة رومانسيّة..
مش عارف ليه فكّرني بعيون أسمهان الخُضر؛ واللا سِحر الألوان في إبداع الربّ؛ بين جفنيّ زبيدة ثروت.. يالله
وحمادة إبننا الغالي؛ يدخل في دوّامة الفوبيا؛ والإنعزال؛ ورفض الحياة؛ والتبرّم من الواقع..وتبدأ رحلة صرف الدواء.. وخُد من اللي قلبك يحبّه..
ونتمرمط أنا والوليّة أم حمادة. وعلى فكرة هيّ محاميّة، علشان ماتفتكرش إنها ستّ جاهلة، واللا زىّ الدولة ماعملتها أم المريض؛ اللي ماعرفتش تربّي؛ وسابت إبنها بصحبة المرض الأسوأ؛وجايب ياولداه لنا العار..!
ولاتفتكر إنّ إحنا من ذُلّ سؤلٍ؛ وطلب حاجة لفلذة الكبد؛ الجهل طالل من وجوهنا؛ وهدومنا مقطّعة؛ وريحتنا من المجاري فايْحَة..!
ونروح على مستشفى الدمرداش؛ قسم العار؛ أقصد قفص مرضى (M.S)،وتعمل ملفّ للعلاج على نفقة الدولة؛ ثلاثين ألف جنيه في الشهر مدى الحياة؛ لو دبرناهم اليوم؛ ماذا سيفعل حمادة غداً..!
وفي مرجيحة المرض؛ مابين اليأس والأمل؛يروح وييجي؛ يغيب ويفوق..!
من السابعة صباحاً؛ تنتظر الطبيب؛ اللي إنت جايبله كالعادة واسطة؛ زميله وحبيبه؛ والله كلّمه أمام عيونّا تليفونياً؛ يعني مش فاشنك..!
وإدّانا موعد الساعة الثامنة صباحاً، والأمير؛ الذى بلا أدنى إمارة؛ الساعة الحادية عشرة والنصف يصل حضرته، وكأنه خليفة؛ وإحنا منتظرين الهبات والبركات والعطايا..!
وندخل له رابع نمرة في الكشف، ونحن لم نأت إلا لعمل ملفّ علاج على نفقة الدولة فقط، ومن السابعة صباحاً؛ مرزوعين عَ الدكّة..!
لا اعتذار؛ لا حِسّ في الوجه الأبكم الأصمّ؛ويهبُ للمرضى اليأس؛ يمكن لأن الكشف ببلاش..؟
قرفان من الغلابة. طيّب منين ياناس يجيب مواطن شريف ثلاثين ألف جنيه للعلاج فقط شهرياً؛ غير مصاريف الحياة..!
وتجلس على دكّة..
أىّ والله دكّة خشبية؛ تحتها وضعت إمرأة فقيرة الحال؛ من ظاهر ملبسها وحضورها؛ كُلّ شويّة تأتي تخرج كوبايْة من تحت الدكّة وتذهب، يمكن بتعمل شاىّ واللا حاجة؛ أهو كلّه رزق. ما هوّا إنت مش في مستشفى..!
دكّة؛ كان عند جدّتي (ستوتة) أنظف منها ـ رحمها الله ـ ولوكانت عايشه؛ لصرخت في وشّنا؛ والله إنتم ماتستحقوش تعيشوا!
دكّة تأخذ خمسة أشخاص فقط؛ والباقي الأعرج والمكسّح والأعمى والمشلولون أكرمهم الله جميعاً؛ يفترشون الأرض..!
ويشفق الولد على نفسه..!
ويقول: بابا هوّا كُّل مّرة؛ حتتذلّ عزّتنا كِدا..!
ما إحنا كاشفين؛ مخلّصين؛ ومختوم أنا بختم المرض خلاص..؟
هيّ دي مصر ياعبلة..!
واللا مصر؛ وقيادات ليست في مكانها، ومرضاها رِمّة..!
والولد يلعن أبو اليوم؛ اللي إتولد فيه مصري..!
وأقوله:
ـ يابني دي مصر أمّ الدنيا؛ مايغرّكش شويّة الكراكيب دول؛ما كُلّ بيت فيه الوِحش والحِلو؛ ودايما في القصور غرفة خزين؛ وبيت جدتك كان فيه صندرة؛ نصيبنا إننا بنتعامل مع كراكيب مصر هنا، بُصّ للشّفا من الألم ؛ ولاتقف عند مُرّ الغرغرة..!
ويردّ:
ـ مش كفاية المرض اللي ماليش ذنب فيه..!
مصر أمّ الدنيا إيه..؟
لا هيّ رضعتني..؟ ولاهي علّمتني..؟ ولاهي بكرامة بتعالجني..؟
دا إنت يابابا؛ اللي مِتمرمط بيّا وبأمي..!
وأنا زىّ اللي بالعار بترميني، ورَمَتني..!
ولا أنا (شاذ) بتعاملني؛ ولاعندي (جَرَب) مُعْدي..!
ولاعُمْري شِربت سيجارة؛ ولا لِعبت في حارة؛ ولا قضيت ليلة في خمّارة..!
ليه بيعاملوني؛ وكأني قوّاد..؟ واللا من رِوّاد بيوت دعارة..!
خسارة.. وياميت ألف خسارة!
بقول لك..
واد ياحمادة ياسكّر زيادة.. إنت بقيت بتنافسني في الشعر كمان!
ما أنا سايب لك الموسيقى والألحان..!
روح إلعب مع البنت الجميلة بتاعتك؛ وقول لها العَيْا بتاعي لابيورث؛ ولابيعجّز بأمر الله؛ولا على الحاجات الحلوة اللي بينى وبينك بيأثّر ولابيتأثر..!
شوف حتاخدك في حُضنها؛ واللا حَ تقول لك:
ـ إمش.. إطلّع برّة!
إنت لسّه واقف؛ يالّه يافنان؛ عِدِل على برّه؛ وطول ما إنت قادر على الحُب؛ إوع تكون برّه. ولمّا تكون روحك لسّه بتغنّي؛ خلّيك إنت وهيّ جوّه؛ وفي القلب أحلى نغمة..!
،،،،،
حبّة (جيلينيا).. ياولاد الحلال..
وأسير أجرّ أهل بيتي؛ وأجري على مستشفى الطلبة؛ اللي حوّلونا عليها من الدمرداش. وفي إيدي ملفّ إبني الثقيل؛ وزوجتي خلفنا؛ تكابد ألم مرضها؛ وتنساه في رغبة الوصول إلى نهاية رحلة العلاج وبداية الطريق. نصل؛ وتقابلنا ابتسامة الحارس الزهقان من حياته؛ ومن البشر؛ واليوم الإسود اللي إتولد فيه، وشافنا النهاردة؛ ويصرخ فينا:
ـ على فين..؟
لم ينتظر إجابة
ـ النهاردة أجازة..!
يا إلهي..
لأوّل مرّة أعرف في حياتي مستشفى بتاخد أجازة..؟
المبنى الكئيب؛ اللي عامل زيّ مستعمرة العبيد، أجازته الجمعة والسبت، هل أصبحت الأمراض بتاخد أجازات في اليومين دول..؟
مش عارف..؟
يمكن؛ وأنا مش عارف..!
إوع ابنك الطالب الجامعي لوكان في جامعة عين شمس؛ تركّبه سيارة يوميّ الخميس والجمعة؛ علشان لوحدث حاجة لسمح الله؛ حتدفع ثمنه غالي بالمستشفيات الخاصة؛ بالإضافة إلى مايمكن أن يصيب إبنك..!
يبقى زيّ ضحايا الــ (M.S)؛ عجز ومرض وخراب ديار بلا علاج؛ ولو ناوي تِمشي طريق الدولة؛ أترك كرامتك في أوّل صفيحة زبالة؛ مش مُهم فين ومتى؛ فكلّ الشوارع والأمكنة في بلدنا؛غدت صناديق قمامة؛ لأعداد بشر وإحصائيات وأرقام مشكوك فيها؛ على شاشة صلاح سالم..!
والأمر لله، وتشدّ العزم؛ وتفتكر إنك وراء حُزن إبنك؛ والدّموع التي تسمعها على باب حجرته ليل صحوه، وإنكسار نفسه؛ المقروءة في كُلّ ملامح وجهه..
كُلّ شيء بيقول لك:
ـ بابا هوّا إنت حاتسيبني..؟
زىّ وطني..؟
كُلّ حاجة فيه محنّطة.. وطنٌ أصمّ وأبكم.. معجون زيف، وسارح بأجمل الأقنعة، عجوز انتهى صلاحية بض بشرتها بمتاهات أقبية عالية.. جُذر بلا منتهى عُزلة.. خُضْرة عُشب دون هويّة..!
بابا هوّا إنت حاتسيبني..؟
زىّ وطني.. مدى ريح بلاحدّ حتف.. ظلمة درب بلاستر.. قناديل قديمة وزجاجها مصدّي؛ بلازيت.. شوارع تضجّ بعويل دُفّ.. وزفاف موت..!
وطنٌ أبكم..!
لايصغ لوجع الشرفاء.. يموتوا يعيشوا..
ألا ليت.. ألا ليت؟
بابا.. طَبْ؛ ليه خلّفتني أمس؛ ولم تر غدّ؟
ماهو أنا يابني؛ ماكنتش عارف بُكْرا فيه إيه..؟
ولا فيه ناس ببلدنا؛ زيّ التماثيل اللي ملبّسينها قمصان وبناطيل؛ وفساتين؛ ولازيّ الشياطين المتخفّيين في ثوب الملائكة الأبيض..؟
ولافيه ولاة أمور أخيْب من الخيبة، ولابتعرف تمشّي شُغلانة؛ ولاعندها لسان حِلو؛ ترضى بهأحد؛ ولاتعرف إن جَبْر الخواطر أفضلعبادات الربّ..!
وموظفين وأطباء يروون أن متعة رغيف العيش أهم بكثير من التعامل الأخلاقي، والاحتواء الإنساني لكلّ ذي حاجة،وهُم من يحصلون مرتباتهم نظير ذلك..
وللأسف؛ تجمّدت وجوههم بياضاً كالحاً؛ من تفشّي برودة الحسّ تحت الجلد..!
ولم يسمعوا عن حديث رسول الله صلّ الله عليه وسلم؛ في فضل قضاء حوائج الناس..!
المهمّ.. ياعمّ..
واللا.. خلاص مني نِمْت..
نترك الحياء والكبرياء داخل البيت؛ ونتوكّل على الله؛ وحرصاً على نفسية الولد التعبان، أو مابقى منه من إنسان؛ بسّ الحمد لله؛ إنسان حقيقي؛ مِشْ زىّ البني آدمين اللي بنتكلّم عليهم..!
ونجد الدكتور اللي مفروض يشوف الملفّ؛ لايحضر إلا يوم واحد فقط في الأسبوع..! وممكن يعتذر؛ لايحضر لدة أسبوعين..؟
والله؛ أسبوعين علشان توقيع الباشا؛ لأنه صاحب تأشيرة فتح باب الصيدلية وصرف العلاج..؟
مش عارف هيّ بقت مَحليّات واللا إيه..؟
ماشاء الله على الإنضباط.؛ والمرتب الحلال؛ والتزام ملائكة الرحمة، ومدى الهمّة في تسيير أمور المرضى؛ الأوْلى بكل دقيقة؛ يصارعون فيها التهيّب من توالي هجمات المرض..!
طيّب فيه بديل..؟ لا أحد يجيب..!
طيّب عنوان مستشفياته التانية..؟ عياداته..؟ أماكن محاضراته بالجامعة..؟
الكلّ خائف يعطيك معلومة..!
وأمام عجز إبني؛ وتفشّي هجمة المرض به؛ ألفّ على طوب وأسمنت ورمل الأرض؛ والحمد لله إنني من دفعة إعلام القاهرة 85؛ وقد احتلّ معظم الأحباب أرقى المناصب؛ فأترك باب الأهرام؛ والأخبار؛ والوفد؛ وبوابة مصر العربيّة؛ وبوابة دار المعارف؛ ومجلة الكواكب؛ والجهاز المركزى للمحاسبات؛ وأحوّد شويّة على أحباب إعلانات الأهرام؛ لما زهّقتهم في عيشتهم..
وأمام رَعَشات أصابع إبني الجيتارست الماهر؛ ولاعب الإيقاع الراقص؛ وتحطّيم أوتار جيتاره؛ وإنعزاله عن الفرقة الفنيّة التي أسّسها بالجامعة، وإنطفاء بريق نشوة الإبداع الفنّي بعينيه، ينكسر خجلك، وتنسى سماكة إباء سؤل غير الله.. من يدرى ربّما..؟
وتنادي يا عالم.. ياولاد الحلال.. هذا حقّ ولدي في العلاج وحفظ الكبرياء..؟
وتسمع من يدعو.. لاتعرف من أيّ أبّ أو منأيّأمّ أو من أيّ مريض فى الطابور..؟
(دول ناس عاوزة الحرق..؟)؛ (ياربّ تتصلّب أعضاءهم كلّهم..!)؛ و(نشوفهم فى أوّل طوابير العجزة وقلة الحيلة؛ ولايسأل حدّ عنهم..!)؛ (وييجوا يسّاندوا علينا؛ ويشوفوا فى عيننا اللى طلعوا فيه عينينا..!)؛ (ربّي يبتليهم بتصلّب العصب اللامتناهى التعدّد؛ فيفترش فلذات أكبادهم؛ وينضمّون لطابورنا؛ويوثقون بسجلاتنا؛ ويُختمون بخاتم المرض؛ الموصوم بالعار حامله؛ ربما يحسّون يوماً؛ كم هم أسوأ ماتعيشه مصر نِتاج عبث قيادات؛ وتحكّم مسئولين في مصائر العباد..! )..
مش فاكر إلا دى دعوات..
ياعمّ.. المسامح كريم..
ويمرّ أسبوع؛ وتجد أنّ عليك تعمل ملفّ ثالث من شئون الطلبة بجامعة الولد.
سبحان الله؛ ولم لايوجد ورقة صغيرة؛ تعطونها لكلّ طالب مريض للمطلوب منه؛ حتى لايضيع الوقت..!
ويرمي إبني الورقة؛ قرفان؛ ويسيبنا نكمّل المِشْوار؛ وما بالبيدّ حيلة؛ ولنا الله..
وندخلُ في الشهر الثاني؛ ونترقّب الليالي رهبة وخوف من غزو المرض؛ وانتهاء آثار الكورتيزون؛ وننهي جميع الملفاّت..؟
ونعمل بقى ملفّ ثالث للصيدليّة؛ علشان صرف الدواء..!
حرام والله اللي على من ولّى الناس دي مصائر العباد؛ ما إحنا رايحين جايين؛ عليكم؛ افتكرتم دلوقت بَسّ..؟ ونبدأ مشوار جديد..
أسبوع ثاني لإنهاء الأوراق.. !
وعلى ضاهرك شايْل ولدك؛ ومن مستشفى لمستشفى جَرّه.. وجَعَه جِوّا وجعك دوبارة.. قالوا عند الدولة البشارة.. صدقت وبَثّ الأمل نَسّاك.. إن صرف الدوا أو الموافقة عليه.. وغول الروتين يجيبه لك بالقطارة..!
يادوبك يعيشك شويّة.. ولغاية لمّا تقول.. هوّه أنا بأشحت.. ليه الذلّ والإمارة..!
وعلى المرضى؛ وخلق الله بتتمنّعوا؛ وتِمنّوا.. هيّ دي الشطارة!
وييجي الولد.. اللي ربّيته على عزّة النّفس.. يقول لك:
دا الموت أهون من أخذ الدوا في قروانه..؟
زىّ ماأكون مجرم..
والغريبة؛ يابابا
إنّ اللي ساجنّي أغلبهم عصابة..؟
،،،،،
المُهمّ.. ياعمّ
بعد شهرين؛ الحمد لله باقي الباشا الكبير؛استاذ الجامعة الكبير؛ المتحكّم في ملفّات صرف أدوية الطلبة؛ في مستشفى الدمرداش؛ ويحضر يوم واحد في الأسبوع، وممنوع حدّ يديك موبايله؛ ولا يعرف مواعيد البيه..؟
وعلشان نصل إليه؛ أخذنا أسبوعين.. مرّة مش موجود.. مرّة مش جاي النهاردة.. مرّة عنده محاضرات.. مرّة عنده مؤتمر..
والله أسبوعين علشان ييجي؛ ويمضي الأوراق..؟
مشعارف بيحلّلوا مرتباتهم إزّاى..؟
وهل يأخذون مرتبهم من المستشفى بالكامل..؟
واللا بالقطعة؛ على الفِعلي؛ وأيّام الحضور فقط..؟
وأعتقد لو زار وزير الصحّة؛هذه المستشفيات؛ ستجد التقصير أصبح كاملاً؛ وأعوذُ بالله..؟
وسيكون أوّل المستقبلين..؟
وحتى هذه اللحظة؛ لم يحصل ولدي على الدواء..
،،،،،
والقصّة لم تنته بعد..
ولكن تنويه واجب.. فأنا اعتذر لعاشقي اللغة العربية؛ ولغة الصحافة الجميلة؛ من إرغام العاميّة..
ولكنها خرجت كِده والله؛ في ليلة نِبات فيه عند الرّبّ؛ ندعو لولدنا المريض..
خرجت كِدَه زَىّ شِعِر العاميّة.. أُمليت علىّ.. وعلى رأي عمّنا الكاتب الصحفي الأستاذ غالي رئيس مجلس إدارة الهلالّ.. كلنا بنحبّ الملوخيّة..!
بسّ؛ مراتي الغلبانة؛ بتحبّ الحاجات المالحة..
وفي ليلة سودة مقندلة.. زىّ مشوار حبوب (الجيلينيا).. لا كان في المطبخ شويّة لبن؛ ولا مهلبيّة..!
وفتّة ناشفة؛ من غير لِيّة.. والدّمِعة فاتحة زَىّ المَايّة..!
وآه يابلد مِلبسّانة السُّلطانيّة..!
على الكرسي؛ كم عامل فيكي دَكَر.. وبرّه أودته أغلب وِليّة..!
إوع تنسى..
دعوة المظلوم جايّة جايّة..!
بسّ ناقص؛ حتى تكتمل القصّة؛ أنقل للسّادة ولاة الأمر؛ أهم مقترحات المرضى وذويهم؛ ربّما يتم تفعيل بعض القرارات الهامة؛ وخروجها لحيذ التنفيذ:
أولا: فتح أقساماً بكلّ قطر في جميع أنحاء مصر؛ وعمل فحوصات هذا المرض مجاناً؛ ولنبدأ بعواصم المحافظات؛ وبالمستشفيات الجامعية؛ وهذا سيساهم بفعالية ومصداقيّة؛ من حصرهم على مستوى الجمهورية؛ ودراسة حالاتهم وتطورّها العلمي؛ وإجراء الأبحاث على نتائج أحدث الأدوية اللازمة لكلّ حالة؛خاصّة أن الشركات تتاجر في هذه الأدوية؛ وبها مافيا الكسب السريع؛ على حساب صحّة المريض؛ الذي لاحول له ولاقوة؛ ويهرولُ أمام أيّ وهم دعائي دون وجه حَقّ..
كما يتم نتائج الوسائل العلاجية الحديثة.وما أنزل الله من داء وإلا وله شفاء، وإنّما العجز والتقصير منّا؛ ولم يَحِن الوقت بعد..
ثانياً: إجراءات تيسير العلاج على نفقة الدولة؛ وسرعة إصدار القرارات، ورصد مبالغ مالية مناسبة؛ لتغطي أطول فترة زمنية ممكنة؛ وأيضا سرعةالتجديد في أقصر مدة زمنية؛ دون معاناة ومشقّة الروتين الحكومي؛ مادامت موجودة الفحوصات والتحاليل اللازمة؛ دون جَرّ المريض من مكان لآخر؛ وتحمّل نظرات الناس، وسهام الشفقة، ومصمصة الشفاه تأفّفاً لحال عزيز قومٍ ذلّ؛ دون سوء فعل؛ ولاعصيان أمر عبدٍ ولاربّ؛ إلا بعض الحُزن؛ في الإيمان بما أنزله الله به من خير في عظيم ابتلاء؛ وعنده له الأجر الكبير..
ويكفي معاناة المرض؛ خاصّة وأنّ الوقت ليس في صالح المرض، ولا المريض؛ الذى يَعِش مترقّباً الهجمة من عدوٍ لايره؛ ولايعرف؛ غير الله وحده؛ موعد غزوه وعدوانه؛ ولاينتظر حتى أنْ نفتح له باباً، ويزورنا بدون موعد؛ ونجهل أى شيء عزيز وغال؛ سيغتصبه ويخطفه منّا؛ عنوة؛ في كل مرّة يطرق حِسّ وجسد ونفس المريض..
ثالثاً: وهؤلاء المبتلون في صحتهم ونفوسهم؛ نسبة تقلّ عن واحد في المائة من شعبنا العظيم؛ في حالة عدم توفير الدواء المُخصّص لكلّ مريض بالمستشفيات الحكومية؛ أو مستشفيات الطلبة؛ أو التأمين؛ يكون من حَقّ المريض أن يشتريه؛ أو يذهب لأحد البنوك لتوفير المال اللازم ثمناً له؛ ويمكن تحديد جهات رسميّة للشراء منها؛ أو صيدليات تابعة للدولة؛ ضماناً للمصداقيّة وعدم الاتجار؛ أويتم تسوية الشراء بفواتير رسميّة. ومن الممكن عمل شبكة عن طريق الكمبيوتر؛ للبحث عن الدّواء في جميع المراكز العلاجيّة التي تصرفه على مستوى الجمهورية، فربّما كميّة السحب فى جهة أقل من الأخرى؛ ومتوفّر بها؛ خاصّة وأنه يصرف شهرياً. المُهمّ توفير الدواء عندما تعجز ميزانيات المؤسسسات الحكومية عن توفيره أو تأخيره؛ لأنه كما ذكرنا الضرر يتناسب عكسيا وآثار الداء. فالتأخير يعني تدمير أكثر للجهاز العصبى المركزى من وقتٍ لآخر..يكفي فقط إصابة المريض؛ دون إجراءات روتينية؛ وأوراق؛ ومحسوبيّات..!
رابعاً: ضرورة توفير الرعاية والعلاج النفسي مجاناً مع العلاج الدوائي، لأن أغلب المصابين بهذا المرض؛ وهم من الشباب؛ في حالة تدمير نفسي؛ خاصة بعدما يدخلون على المواقع الاليكترنية؛ ويرون المآسي؛ وما آلت إليها حالات الإصابة؛ وضحايا المرض؛ أسرى الأسرّة؛ والكراسي المتحرّكة؛ والرعشات العشوائيّة؛ والتنميل الدائم؛ وإنعدام الإحساس؛ والمدلاة رؤوسهم ضموراً وعجزاً؛وغيرها من المآسى..
ومايمكن أن يأخذهم الخيال البشري إلى عوالم لاحدود لها؛ تمّر أحلامهم للمستقبل؛ وتظلم القادم في حياتهم..
ومعظم الأطباء ينصحونالمرضى؛ بألا يعلموا المريض بإسمهإلا عن طريقهم..
لأنّه عندما يعرف حقيقة الأمر، ويتأمّلها على النت، يغدو إنساناً آخر؛ لانعرفه؛ يغشاه التيه والعزلة واليأس والاكتئاب.؛وغيرها من أضرار نفسية؛ ليست في صالح المريض..
خامساً: إدراج هذا المرض المكتشف حديثاً ضمن لائحة الأمراض المزمنة الأولى بالرعاية؛ماديّاً بالشركات والمؤسّسات الخاصّة والحكوميّة والاستثماريّة؛ مثل السرطانوغيره، والتي يًخصّص لها في العلاج العائلي للموظف مبالغ بعشراتومئات الآلاف والآلاف سنويّاً، بينما يدرج مرض(M.S) ضمن العلاج العائلي العادي؛ الذي لاتتخطّى آلافه عدد أصابع اليد..! وذلك بدعوى أن اللوائح لاتسمح؛ لأنه غير مدرج ضمن المخصّصات المالية لعلاج الأمراض المزمنة بعد؛ رغم أن يتكلّف أكثر وأكثر وأكثر كما ذكرنا آنفاً.ولامجال للشكّ لدى جميع الإدارات الطبية بالشركات. ولأن الإصابة به محدودة؛ تجعل التحرّك لتغيير اللوائح بطيئاً..
سادساً: لمستقبل هذه الفئة؛ خاصة الشباب منهم؛ يتم إدراجهم ضمن نسبة الـ ( %) عند التعيين؛ وعدم رفضهم في التعيينات لظروف مرضهم؛ خاصة إذا ماقدموا شهادات تفيد؛ أنهم يعالجون على مستوى الدولة؛أو تحت أيّ مظلة تأمينية ما، ولن يكلّفوا المؤسّسات التى يتقدّمون للعمل بها أيّ أعباء ماليّة في علاجهم؛ وأن آثار مرضهم؛ لاتؤثر على الوظائف المتقدّم لشغلها..
سابعاً: مصر ليست بالدولة الفقيرة؛ على مستوى الملفّ الطبي لتلحق بركب الدول المتقدمة؛ والتي تتعامل مع أكثر من إحدى نوع من الأدوية المعتمدة عالميا؛ وتعالج أعراض هذا المرض على جميع مستوياته، وتعطي فاعلية أكثر. ولأكن لارتفاع أسعارها ربما لم تنتشر فى مصر حتى الآن..
وإن أعداد المرضى الصغير؛ يفرض على الدولة؛ ضرورة تغطية توفير الأدوية ماديّاً، وإنّه ليس أغلى من الإنسان دُرّ ثروات الأمم..
،،،،،
هذه بعض المقترحات لدراستها في هذا الملفّ الأولى بالرعاية؛ لفئة مهمّشة؛ الكثير منها ينتحر ذاتياً؛ أو ينتظر ماليس منه بدّ..
والندرة في أعداد المرضى؛ تدفعنا أكثر لنكون أولى بالنظر إليهم؛ خاصة إن كانت توأم عمر (مرض مزمن)..
وهذه الفئة المبتلاة في صحتها؛ والمذلّة في نفسيتها؛ والكاسرة لعزّة وكبرياء أسرها..
هذه الفئة جزء موجوع من شباب مصر، ربّما جرحاً لايميت الجسد المصرى، ولكنه يؤلم باقي الجسم والقلب والروح والعقل، ويُحزن العامة قبل الخاصة، ويُبكي الصحيح قبل المُداء..
وليس بعد المواطن المصري من عظيم همّ..وليس بعد شباب مصر من درّ، وثروة لاتقدر بغالٍ ولانفيس..
ولنحسن الاهتمام بالزهور حتى تظلّ في بساتينها؛ وإن حكم عليها الدّهر؛ بعدم البوح بصفاء عطر..
ولاتدعها وحدها دون عون؛ فتجفّ وتذبل، وهي لاتزل قادرة على أن تسرُّ الروح؛ وتصفو النفس عند رؤيتها؛ زينة رياض مصر..
.....
المقال الثالث في ضوء حملة دعوة كل مؤسسات الدولة لدعم ورعاية مرضي التصلّب المتعدّد (M.S)؛التائهين بين بهدلة الإجراءات الروتينية؛ وتوفير أدوية مواجهة الأعراض؛ والصراع بين ضياع الوقت واحتمالية تفاقم الدّاء؛ ومتتالية هجمات المرض..