تسريبات مخابراتية أمريكية: المفاعلات النووية السعودية تثير مخاوف العالم

تسريبات مخابراتية أمريكية: المفاعلات النووية السعودية تثير مخاوف العالمتسريبات مخابراتية أمريكية: المفاعلات النووية السعودية تثير مخاوف العالم

* عاجل22-3-2018 | 19:19

كتبت: بسمة المنزلاوي

نشر موقع " ستراتفور startfor " الأمريكى وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي معروف بأنه مقرب من وكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) تقريراً عن خطة السعودية لبناء ١٦مفاعلا نووياً بتكلفة تقارب ٨٠ مليار دولار، وسعة تبلغ ١٧.٦ ميجاوات وذلك بنهاية عام ٢٠٣٢ .

وجاء التقرير الذى حمل عنوان: " السعودية تشترى صفقة نووية " فى سطوره الأولى يعلن أن الصفقة تثير العديد من المخاوف الدولية حول استخدامها، وهل الغرض منها لتطوير سلاح نووي، أو استخدامها لغرض أمني خاصة في مواجهة أكبر أعداءها إيران؟!

يقول التقرير إن التصريحات السعودية جاءت تنفى ذلك وتؤكد أن الهدف من برنامجها النووي هو إيجاد مصادر طاقة بديلة للنفط وزيادة التصدير السعودي.

وأن السعودية تعمل علي تطوير برنامجها للطاقة النووية بسبب حاجتها إلي إيجاد مصادر طاقة بديلة للنفط وأن هناك مخاوف دولية من أن تستخدم السعودية برنامجها لغرض أمني خاصة في مواجهة أكبر أعداءها إيران.

وأشار التقرير إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية توازن بين مساعدة السعودية علي تطوير برنامجها النووي السلمي لأغراض مدنية، وبين مخاوفها من الغرض الأمني السعودي ، مؤكداً على أنه إذا لم تتوصل السعودية إلي اتفاق مرضي مع الولايات المتحدة الأمريكية ستتوجه السعودية لعقد صفقتها النووية مع طرف جديد كروسيا مثلا.

قنبلة نووية

وأشار التقرير إلي تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا الذى قال فيه إن السعودية لا تريد إمتلاك قنبلة نووية، وذلك قبل أن يستدرك قائلا: " لكن بلا شك إذا طورت إيران قنبلة نووية سنفعل ذلك بأسرع وقت ممكن ".

وتصريح ولى العهد السعودى جاء بعد أيام قليلة من موافقة مجلس وزراء المملكة علي السياسة الوطنية لبرنامج الطاقة النووية للأغراض السلمية المدنية، وجاء كذلك مع بداية جولة ولي العهد السعودي إلي واشنطن وبدء المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والسعودي لنقل التكنولوجيا النووية وإشباع الشركات الأمريكية للطموح النووي السعودي.

وأضاف موقع " ستراتفور" أن أي إتفاقات أمريكية لنقل التكنولوجيا النووية تشترط عدم تخصيب اليورانيوم، مثل الاتفاق الأمريكي مع الإمارات العربية المتحدة ومع تايوان ، لأنه من الممكن تطويرها لصنع أسلحة نووية.

لكن تصريح ولي العهد السعودي ألقى بالمخاوف نحو النوايا السعودية علي المدي الطويل من تطوير أسلحة نووية (حسب التقرير)، خاصة مع تمسك السعودية بشرط احتمال تخصيب اليورانيوم مستقبلا وأن يكون لها الحق في التخصيب وإعادة المعالجة ، وتمسك الولايات المتحدة بشروطها قد تتجه الرياض إلي عقد صفقتها النووية مع طرف آخر كروسيا مثلا بشروط أكثر مرونة في هذا الجانب تسمح بإعادة المعالجة

  تحتاج الطاقة

وأكد التقرير أن السعودية تحتاج الطاقة النووية لسببين مهمين الطاقة، والثانى الأمن.

وعلى الرغم من أن الرياض تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم إلا أنها تعاني من أزمة في الطاقة في السنوات الأخيرة، وقبل أن تنهار أسعار النفط في ٢٠١٤ اعتمدت السعودية علي إنتاجها المحلي لتوفير خدمات كهرباء ومياه رخيصة خلال أشهر الصيف الحارة.

ووصل الإستهلاك السعودي إلي نحو مليون برميل من النفط يومياً لتوفير الطاقة اللازمة خاصة في موسم الذروة

واتجهت الحكومة السعودية إلي تطوير مصادر بديلة للطاقة كالطاقة النووية والطاقة المتجددة والغاز الطبيعي حتي تتوقف عن حرق النفط الخام لتوليد الكهرباء، فإتجهت خلال السنوات الأخيرة لتوقيع إتفاقيات لتعزيز التعاون النووي مع أكثر من ١٠ دول من بينها الصين وروسيا وكوريا الجنوبية

المنافسة مع ايران

وأستطرد التقرير إلى القول إنه رغم التأكيدات السعودية للولايات المتحدة الأمريكية بعدم وجود نية لتطوير استخدام البرنامج النووي لتصنيع أي أسلحة نووية إتجهت الأخيرة إلي عقد إتفاق سعودي أردني لتعدين، اليورانيوم مشيراً إلي أن إستراتيجية الدفاع السعودي لمواجهة الخطر النووي الإيراني والمنافسة الإقليمية بين إيران والسعودية ، تدفع السعودية إلي محاولة الحصول علي إتفاق يضمن لها الحق في تطوير السلاح النووي في المستقبل بالرغم من توقيعها إتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية.

ولحل هذه المعضلة يمكن للسعودية أن تلجأ إلي عقد اتفاق نووي كما فعلت إيران مع الدول الست الكبار والإتفاق النووي لايمنع الدولة من تصنيع اليورانيوم محليا ولكن يضع سقف معين لليورانيوم المخصب بحيث يضمن عدم تصنيع السلاح النووي.

" اتفاق ١٢٣ "

وانتهى التقرير إلى التأكيد على أنه توجد العديد من التحديات قبل أن تنقل الشركات الأمريكية التكنولوجيا النووية للسعودية فلا بد من توقيع (اتفاق ١٢٣) والذي يؤكد علي أن يتم إستخدام التكنولوجيا النووية في مجال توليد الطاقة فقط ولأغراض مدنية سلمية

وفي الوقت الذي تصر فيه السعودية علي تعديل الإتفاق بما يعطيها الحق فى إعادة المعالجة وهو أمر يتطلب موافقة الكونجرس الامريكي، وتعارضه إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الأمريكية بشدة

وفِي حال فشل المفاوضات مع الجانب الأمريكي يتوقع أن تتجه السعودية إلي عقد صفقتها مع طرف جديد كروسيا كما فعلت مصر وتركيا، وبقى أن العالم كله يترقب الموقف بأنفاس مقطوعة، وخاصة إيران .

    أضف تعليق