«فاينانشيال تايمز»: سقوط رئيس بيرو يعمق الانقسامات في البلاد

«فاينانشيال تايمز»: سقوط رئيس بيرو يعمق الانقسامات في البلاد الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو

عرب وعالم10-12-2022 | 09:43

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن الأزمة السياسية التي عصفت بدولة بيرو خلال الأيام الماضية بعد عزل الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو، عمقت الانقسامات المريرة في البلاد وزادت من حالة الاستقطاب والتعصب بين مؤيدي الرئيس السابق ومعارضيه.
وذكرت الصحيفة ـ في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني حول هذا الشأن ـ أن دراما الأيام القليلة الماضية في الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية عكست في جوهرها الانقسامات الاجتماعية والسياسية المريرة هناك، كما أنها أشارت إلى عمق التحدي الذي يواجه خليفته.
وأضافت أن دينا بولوارت، التي شغلت منصب نائبة كاستيلو، أدت اليمين الدستورية كأول رئيسة للبلاد بعد ظهر الأربعاء الماضي بعد الإطاحة بكاستيلو بقرار من البرلمان، أصبحت أمام مسؤولية كبيرة الآن من أجل تشكيل أغلبية في الكونجرس "البرلمان" وكسب أعضائه المنقسمين بالفعل ثم رأب الصدع الذي قسم البلاد.
وتابعت الصحيفة" أن العديد من البيروفيين رأوا في خطوة اليسار المتشدد التي اتخذها كاستيلو، قبل ساعات من عزله، كمحاولة "وقحة" لتقويض الديمقراطية في بيرو بعد 16 شهرا من الحكم الفوضوي، إذ شهدت فترة ولايته أكثر من 70 وزيرا يأتون ويذهبون، بينما فتح المدعون تحقيقات فساد متعددة ضده وضد أفراد من عائلته، حتى حاول الكونجرس مرتين سابقًا عزله، كذلك، شعر معظم مجتمع الأعمال بالارتياح للإطاحة بكاستيلو، الذي تولى منصبه في يوليو 2021، بينما رحبت العديد من الصحف في بيرو بسقوطه".
وأضافت أنه مع ذلك، اعتبر آلاف المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد أن "كاستيلو"، الذي عمل في السابق مدرسا في المرحلة الابتدائية وانحدر من مقاطعة تشوتا الريفية، ضحية للاضطهاد من قبل الكونجرس والنخبة الفاسدة، ففي الشهر الماضي، أظهر استطلاع أجراه معهد الدراسات البيروفية (ونقلته "فاينانشيال تايمز" في تقريرها) أن نسبة الموافقة على كاستيلو كانت 19 في المئة في العاصمة ليما و33 في المئة في المناطق الحضرية على مستوى البلاد وأكثر من 45 في المئة في المناطق الريفية.
وأبرزت الصحيفة أن الرئيسة الجديدة تعهدت بتشكيل مجلس وزراء يمثل "التنوع في بيرو وإعادة بناء الثقة في سياسة البلاد"، فيما وصفت الصحيفة هذا التعهد بـ"المهمة الصعبة في بلد مر عليه ستة رؤساء فيما يزيد قليلا على أربع سنوات".
من جهته، قال رودولفو روجاس، الشريك في مؤسسة سيكويا لاستشارات المخاطر السياسية في ليما - في تصريح خاص للصحيفة -" ما يمكنها فعله هو تسمية رئيس وزراء وسطي ومنح مناصب وزارية في القطاع الإنتاجي إلى يمين الوسط والمناصب الاجتماعية إلى يسار الوسط، هذا من شأنه أن يولد الحد الأدنى من الإجماع حتى تتمكن من الحكم في المستقبل القريب".
كذلك، أكدت "فاينانشيال تايمز" في ختام تقريرها، أنه سيتعين على بولوارت أيضا إدارة الاقتصاد في ثاني أكبر منتج للنحاس في العالم ومحاولة السيطرة على أوضاع اقتصادية متدهورة للغاية تجلت في تصريح وزير المالية الثالث والأخير لكاستيلو، كورت بورنيو، قبل تنحيه، بأن الخلل السياسي في البلاد أضر بمناخ الأعمال، أيضًا، تراجعت أسعار السندات السيادية في بيرو بسبب محاولة كاستيلو حل البرلمان في صباح يوم الأربعاء قبل ساعات من عزله، لكنها سرعان ما استردت بعض خسائرها بعد أن صوت المشرعون لعزله بأغلبية الأصوات.

أضف تعليق