فيلم درامى غنائي رومانسي يحكي قصة مطربة تنتقم لحبيبها من القاتل لكنها تقع في غرامه وتموت البطلة الحقيقية قبل انتهاء تصوير الفيلم غرقا في النيل، فيغير يوسف وهبى نهاية الفيلم لينتهي بموت البطلة أيضا، ففي مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 1944 عرض الفيلم العربى " غرام وانتقام " آخر أفلام المطربة أسمهان بطولة وإخراج يوسف وهبي وذلك بسينما ستوديو مصر.
حضر الملك فاروق بنفسه وعائلته حفل العرض الأول لفيلم، وكان حدثا كبيرا حتى أن الفنان يوسف وهبى أعد فيلما مدته ربع ساعة يصور رحلة الملك فاروق من قصره بعابدين إلى سينما ستوديو مصر حيث يعرض الفيلم، وتم عرضه في مقدمة العرض الخاص، وإعجابا بالفيلم وتقديرا للفنان يوسف وهبى أنعم عليه الملك فاروق بلقب "بك" كما أمر بإنشاء صندوق لأهل الفن تبرع له بمبلغ 500 جنيه لروح أسمهان فيه يكون برعاية أبناء الممثلين والممثلات، وظهرت الصور للعملاق يوسف وهبى وهو يقبل يد الملك.
وعندما أعلن عن حضور الملك حفل افتتاح فيلم غرام وانتقام ووضع الفيلم تحت الرعاية الملكية، وتبرعه بإيراد الحفل ومبلغ 500 جنيه لرعاية أبناء الممثلين والممثلات، وفى نفس الوقت أعلن عن تقاضى أم كلثوم لمبلغ 400 جنيه في احدى حفلاتها، غضب عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين وكان عميدا لكلية الآداب لأنه طلب إقامة مدرج كبير جديد يستوعب أعداد طلبة الكلية، ورفضت وزارة المعارف بحجة أنه سيتكلف 100 ألف جنيه، وكذلك رفضت وزارة المالية، بحجة أن أعداد الطلبة تزيد عن عدد الأماكن الموجودة بمدرجات الكلية.
فعلق الدكتور طه حسين قائلا: إن حياة الممثلين وسهرات الهوى أصبحت عند ملك البلاد أهم من قاعات العلم، عجيب هذا الزمان.
فيلم غرام وانتقام هو الفيلم الثانى والأخير لأسمهان غنت فيه أشهر أغنياتها (ليالى الأنس في فيينا، إمتى حاتعرف إمتى، أنا اللى أستاهل، ايا يامين يقولى قهوة أسقيه بإيدي القهوة، التي كتبها الشاعر مأمون الشناوى خصيصا لأسمهان ويحكى الشناوى عن كواليس هذه الاغنية فيقول: جاءتنى أسمهان تطلب أغنية يضمها فيلمها الجديد وطلبت لها فنجان قهوة، وبمجرد سماع كلمة قهوة جاءنى إلهام الأغنية التي كتبتها خلال نصف الساعة ولحنها فريد الأطرش لتصبح اشهر اغانى الفيلم وآخر أغنيات تسجلها اسمهان قبل رحيلها.
وتقول كلماتها: أهوى.. يامين يقولى أهوى ،،اسقيه بإيدى القهوة، أنا انا أهوى /أهوى القمر يسكرنى ضياه..وأفضل طول الليل وياه / يخلى قلبى فى نشوة..والدنيا همس ونجوى / ياللى تبات الليل سهران..من ايدى لو تشرب فنجان / راح تلقى فيه السلوى..والدنيا تصبح حلوة، ابعد همومك عن روحك..ايه تجنى غير نوحك / والدنيا إيه تسوى..وإيه تفيد الشكوى / يامين يقولى أهوى..اسقيه بإيدى القهوة.
بعد رحيل أسمهان، قال يوسف وهبى: دائما الموت يخطف الناس فى عز الشباب ليحتفظ بهذا الجمال إلى الأبد، ونتيجة لوفاة أسمهان غير المتوقعة بذلت جهدا كبيرا فى تغيير نهاية راوية كانت مشتركة معى فى تمثيلها من السعادة إلى الحزن واضطررت للاستعانة بممثلة شبيهة بأسمهان لكى يكتمل الفيلم “ غرام وانتقام ” وقبل دفنها أظهرت جثمانها فى آخر مشهد بنهاية الفيلم بعد الحادث المشئوم.