قالت دار الإفتاء، إن الأصل في مرحلة الخطبة، أن تكون بعد التأني في اختيار المرأة المناسبة لتكون زوجة في المستقبل، فالخاطب إنما يُقدم على الخِطبة بعد أن يغلب على ظنه صلاح هذه المرأة، واستقرار حسن المعاملة فيما بينهما بعد الزواج، فالخِطبة مبنية على الثقة في المخطوبة، وحسن الظن بها.
وأكدت دار الإفتاء خلال فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن مرحلة الخطبة لا تسير على نسقٍ صحيحٍ إلا بتخلُّق كلا الخطيبين، ابتداءً بالثقة التامة في بعضهما البعض.
ولفتت دار الإفتاء إلى أن تكدير العلاقة بين الخطيبين بسوء الظن، وتتبع العورات واختلال الثقة بينهما؛ يتنافى مع الحكمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعية التي قصدها الشرع الشريف في تشريع الخطبة، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى نهى عباده المؤمنين عن سوء الظن في مواطن كثيرة في كتابه العزيز، منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: 12].
وأشارت الإفتاء في هذه المناسبة إلى قول الإمام ابن كثير في تفسير القرآن العظيم: يقول تعالى -أي في هذه الآية- ناهيًا عباده المؤمنين عن كثيرٍ من الظن وهو: التهمة والتخون للأهل والأقارب والناس في غير محله، لأن بعض ذلك يكون إثمًا محضًا، فليُجتَنَبْ كثيرٌ منه احتياطًا، ورُوِّينَا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ولا تَظُنَّنَّ بكلمةٍ خَرَجَتْ مِن أخيكَ المسلمِ إلا خيرًا وأنتَ تَجِدُ لها في الخير مَحْمَلًا.