احتجاجات الشعب الإيراني على ممارسات حكم الملالي القمعي الدموي ليس فقط بسبب التضييق على الحريات، وإنما رفض الشعب الإيرانى لنظام لم يعد صالحا؛ لتحقيق طموحات وآمال شعب كبير مثقف مثل الشعب الإيرانى والذى ضاق ذرعا بأفكار وممارسات حكامه، الذين حولوا البلاد إلى سجن كبير بجلادين يرتدون (عمامة الولى الفقيه) المنزه عن أي خطأ، الواجب طاعته دون تفكير.
هكذا نظام الحكم فى إيران منذ ثورة الخمينى قبل أربعين عاما وحتى الآن.. وبعد أن زادت عزلة النظام الإيرانى دوليًا بسبب ممارسات حكم الملالى القمعى ومحاولة فرض الهيمنة والسيطرة على دول الجوار وخلق بؤر صراع طائفى تستهدف هدم استقرار الدول، وهذا ما حدث ولا يزال يحدث من تخريب متعمد لأذرع إيران من ميليشيات حزب الله فى لبنان وسوريا والحوثيين فى اليمن والحشد الشعبى فى العراق، بل أن إيران حاولت التسلل إلى بلاد المغرب العربي، كما تم رصد وجود إيرانى فى جنوب الصحراء الكبرى من خلال تقديم دعم مادى وأسلحة لجماعات بوكو حرام وتنظيم داعش والنصرة، رغم أن هذه الجماعات تتبع المذهب السنى وهى على خلاف عقائدى مع المذهب الشيعى الذى تدين به إيران وتحاول تصديره إلى معظم الدول الإسلامية، من خلال ما يعرف بالمد الشيعى الإيرانى.
والغريب فى الأمر أن إيران تعلن صراحة أن لها مشروع هيمنة على الخليج العربى، الذي أطلقت عليه الخليج الفارسي، بل وأعلنت حكومة الملالى فى طهران أن هناك مشروعًا ضم أراضى عدة دول إليها فيما يعرف بالهلال الشيعى، يمتد من اليمن جنوبًا وحتى سوريا ولبنان شمالاً مرورًا بالعراق حتى دولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، بل أن إيران لا تخفى أطماعها فى أراضى المملكة العربية السعودية.
إلى هذا الحد وصل السفه والتخريف فى السياسة الإيرانية حتى أصبح النظام الإيرانى فى حالة عداء مستمر مع جيرانه من الدول العربية، إضافة إلى العزلة الدولية التى تشتد يومًا بعد يوم حتى أصبح الشعب الإيرانى فى حالة من الضيق والتضييق فى سُبل العيش والبحث عن الرزق بعد أن توقفت حركة التجارة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على النظام الإيرانى، الذى أصبح عاجزًا تماما عن تلبية الاحتياجات الضرورية للشعب الإيرانى، الذى خرج فى حالات غضب للاحتجاج على الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية وكانت حادثة مقتل الشابة الإيرانية ماهسا أمينى هى الشرارة التى أشعلت آتون الغضب فى الشارع الإيرانى؛ ليشمل كل محافظات إيران وإعلان الثورة على نظام حكم الملالى ورفضهم التام
لما يسمى ولاية الفقيه..
فهل ينجح الشعب الإيراني فى التخلص من كابوس حكم الملالى وطغيان حكم الفقيه؟!