وحش اليمين يهدد برلين

وحش اليمين يهدد برلينحسين خيرى

الرأى12-12-2022 | 15:16

الجوع والحرمان من النوم فى مخيمات اللاجئين ببريطانيا، وتروى عن ذلك الأخبار، كما ترصد وجود 200 نازح ومهاجر فى خيمة واحدة، وتصور المخيمات وبجوارها أطفالا من مختلف الأعمار ينامون فى صناديق قمامة الطعام، ويجرى ذلك وسط طقس شديد البرودة، ويتناقض هذا مع حسن معاملة لندن للاجئين الأوكرانيين، والمثير أن أثناء استقبال الحكومة للأوكرانيين صدر قرارًا فى أبريل بترحيل المهاجرين المسلمين قسرًا إلى رواندا بإفريقيا.

ومركز ماتستون يعد الأسوأ كمركز إيواء للاجئين، ويضم الآلاف من السوريين والعراقيين والأفغان.. ولم تستطع صحيفة أمريكية الوقوف صامتة عن تدهور أحوالهم المعيشية، وعرضت صحيفة نيويورك تايمز بالصور والشهادات الوضع الكارثى للنازحين، وعكست كل ما سجلته من صور عن التكدس ومعاناة المهاجرين من الجوع والإهمال.

ومن ناحية أخرى، ألمانيا الدولة الأوروبية الأولى التى رحبت بالمهاجرين وخاصة السوريين والعراقيين شهدت فى عام واحد فقط 55 ألف جريمة عنصرية ضد هؤلاء، وكأن المتطرفين نازيون جدد يطلون برأسهم من جديد فى ثوب اليمين المتطرف، وتعيد للأذهان إشعال ألمانيا للحربين العالميتين، ويخرج تحذير أمنى ألمانى يجسد مدي ما تتعرض له البلاد من خطر علي يد اليمين المتطرف الداعم لممارسات العنف والاغتيالات، وصدر هذا التحذير من رئيس الهيئة الاتحادية الألمانية لحماية الدستور، وهو بمثابة جهاز الاستخبارات الداخلية، وقد حصر أعدادًا كبيرة من المتطرفين خلال العامين الماضيين.

ويصنف تقرير جهة أمنية أخرى معتنقى هذا الفكر تحت بند شديد الخطورة، ويشير إلى أن عددهم كان لا يتجاوز 30 شخصا فى عام 2017، وتصاعد الرقم ليصل إلى 33 ألف متطرف، وأوصى بضرورة مواجهة أفكارهم العدائية ضد الأقليات وخاصة المسلمة منها بسبب انحصار أغلب الجرائم العنصرية فى طرد المهاجرين والاعتداء علي المحجبات وأملاكهم.

ويصدر تقرير ثالث فى مايو الماضى ويشرف عليه المكتب الاتحادى للشرطة الجنائية الألمانية ويصف الموقف بعبارة "وحش اليمين المتطرف قد يخرج عن السيطرة"، وضرب مثالا عن تلك الوحشية بما يسمى بهجوم هانو الإرهابى، واستهدف قتل 9 أشخاص من أصول شيشانية فى مقهى بجنوب ألمانيا، وكان صادما على الدوائر السياسية، واضطر موقع "دويتش فيلة" الصحفى إلى تتبع مشهد انزلاق المجتمع الألمانى نحو التطرف الإرهابى، وأكد على كل ما سبق من تقارير أن العنصرية أصبحت تشكل جزءًا من الحياة اليومية فى ألمانيا.. وأضاف الموقع أن الوضع سيئ، خاصة أنه يوجد فى مجتمعنا بين كل 4 مواطنين مهاجر.

أضف تعليق