بين الحين والآخر نري عدد من ضحايا الألعاب الإلكترونية التي تحرض من يلعبونها علي أذى أنفسهم والآخر ،حيث تنتشر بين الأطفال والشباب الذين يقعون أسرى تلك الألعاب التى تسلبهم القدرة علي التفكير، وتفقدهم الإرادة ، ويسلمون أنفسهم طوعا لتلك التحديات التي تهدف إلى تدمير ذواتهم، ومن يشاركونهم في ذاك التحدي .
والتساؤلات المطروحة هنا لماذا يقبل هؤلاء على خوض تلك التحديات ؟
لماذا تستهويهم تلك التجربة علي الرغم من معرفة نتائجها؟
هل يتحدثون عن تلك الألعاب مع ذويهم ؟
هل سمعوا من قبل عن نتائج تلك الألعاب على من قاموا بها؟
هل سمعوا من قبل عن خطورة تلك التحديات ؟
وإن كانوا سمعوا عنها ،فمن أي من المصادر ؟
عن هذا تقول دكتورة نسرين البغدادي، أستاذ علم الاجتماع، بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وعضو المجلس القومي للمرأة،
نحن في احتياج شديد لعمل سلسلة بحوث ميدانية علي طلاب المدارس الإعدادية والثانوية ؛للكشف عن رؤاهم وتوجهاتهم وميولهم نحو تلك الألعاب ،والتعرف على رؤيتهم في سبل التوعية التي تستطيع توصيل الرسالة إليهم .
حتى يكون التخطيط للحملات التوعوية على أساس رؤية علمية، واشارت البغدادي إلى إن أهمية إجراء تلك الدراسات ستؤدي إلى الغوص في مشكلات هؤلاء الشباب ، وتضيف، السبب فى اللجوء إلى تلك الألعاب هو الرغبة في الانعزال ، وخوض تجربة تعطى لهم الإحساس بالخصوصية والتميز ، وامتلاك شئ يستطيعون الاحتفاظ به في سرية تامة ، وربما المعاناة من عدم الاهتمام .
وتوضح، فنتائج تلك الدراسات ستكون بمثابة الموجه نحو اتخاذ إجراءات الحماية لأبنائنا ،وتحدد المداخل الملائمة للتعامل مع هذا السلوك المدمر .
وهنا لابد من الإشارة إلى دور الأسرة التي تكمن وظيفتها الأولى في حماية أبنائها من الأذى ، والحديث الدائم معهم عن ما يشاهدوه ، والاطلاع والمشاركة الدائمة معهم .