تحت عنوان "ماذا تتوقع أفريقيا من قمتها الأمريكية" ، قالت صحيفة كرونايكل النيجيرية ان المعاونة على مجابهة التحديات المناخية و الاقتصادية الناتجة عن الصراع الروسى الاوكرانى فى مقدمة ما تتطلع اليه بلدان أفريقيا من القمة الأمريكية الأفريقية المنعقدة حاليا في واشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن كانت قد اصدرت في أغسطس الماضي وثيقة سياسات استراتيجية تجاه أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على صعيد التعاون الدفاعي مع حكومات دول القارة التي تتبنى الرؤية الأمريكية ، وفي نوفمبر الماضي اكد وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكين ان واشنطن ستعاون الحكومات الافريقية فى تلبية متطلبات تطوير البنية التحتية فى مجالات الطرق و السكك الحديدية و بناء السدود و الطاقة ، لكن الصحيفة النيجيرية قالت ان الوفاء بهذا الامر يستلزم مليارات الدولارات .. فهل ستقدم الولايات المتحدة و مؤسساتها الاقتصادية تلك الأموال ... و هل ستقدمها بلا اثمان سياسية...؟
واعتبرت المجلة الأمريكية انه على صعيد تمويل مشروعات البنية التحتية ، تشكل الصين منافسا قويا و مهيمنا فى افريقيا فى مواجهة الولايات المتحدة ، و قالت انه الصين قد ضخت مليارات الدولارات فى مشروعات للبنية التحتية فى افريقيا " بلا شروط او اثمان سياسية تطلب الوفاء بها من حكومات دول القارة .....".
وأشارت الصحيفة النيجيرية إلى أن الأفارقة منفتحون على قيم الحوكمة و الحكم الرشيد التى تؤمن بها الولايات المتحدة ويشاركونها ايمانها بتلك المفاهيم ، و عليه فإنه من الواجب على الإدارة الإمريكية الحالية و المتعاقبة العمل على دعم القارة الافريقية فى مجالات الصحة و التعليم و تحقيق الأمن الغذائى و العمل على تمديد شبكة المنافع التجارية و التشاركية بين الولايات المتحدة و دول القارة حكومات وشعوب.
وأشارت الصحيفة النيجيرية الى ان قادة افريقيا المجتمعين فى واشنطن قد طالبو من الادارة الامريكية ضخ مزيد من الاستثمارات فى القارة بالاموال و بنقل التكنولوجيا ، ونقلت الصحيفة النيجيرية عن جاك سوليفان مستشار الأمن القومى الامريكى قوله " ان الولايات المتحدة تقر بأهمية بلدان افريقيا كلاعبين اساسيين على صعيد الجغرافيا السياسية ( الجيبولوتيكى ) و تعمل على اقامة تحالف امريكى افريقي لبناء المستقبل و تحقيق رفاه الشعوب الافريقية وهو ما اكدته واشنطن عمليا بعقد تلك القمة الافريقية على اراضيها و توجيه الدعوة لتسع و اربعين من قادة القادة و الاتحاد الافريقى لحضورها و طرح رؤاهم وفى المقابل ستقدم الولايات المتحدة 55 مليار دولار امريكى دعما لدول القارة فى الفترة القادمة..".
و قالت المجلة النيجيرية ان الاهتمام بافريقيا قد تعاظم فى عهد الرئيس الامريكى السابق ذو الاصول الافريقية باراك اوباما التى دعا لأول قمة افريقية امريكية قبل ثمانية اعوام فى العاصمة الامريكية ، الا ان جائحة كورونا و الشواغل العالمية المختلفة حالت دون استتبع اول قمة امريكية افريقية بقمم لاحقة.
وفى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب رفعت ادارته شعار " افريقيا اولا " فى سياستها الخارجية ، إلا ان ذلك لم يقترن بأفعال كبيرة ، اما فى عهد ادارة بايدن الحالية فقد حاول احياء شراكة حقيقية بين الولايات المتحدة و الافارقة و اعادة رسم شكل اندماج الولايات المتحدة اقتصاديا فى افريقيا ، و اعادة الاشراق على ملف العلاقات الامريكية الافريقية التى كاد ضوءها ان يخبو خلال الأعوام الماضية.
وأشارت الصحيفة النيجيرية إلى التنافس على الاستثمار في أفريقيا من جانب الصين و روسيا ربما يكون قد اطلق اشارات الاهتمام الامريكية الحالية تجاه القارة كموطن للاستثمارات و كأحتياج لتعزيز التواجد الامريكى فى هذا الجزء من العالم و بناء تحالفات معه و عدم ترك الساحة خالية امام التمدد الصينى فى افريقيا.