ألغى الرئيس الروسي في قرار مفاجئ أعلن قبل يومين مؤتمره الصحفي السنوي، وذلك لأول مرة منذ 10 أعوام، دون إفصاح السبب.
وعقب القرار المعلن يوم الإثنين الماضي، أعرب المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن أمله في "أن تتاح الفرصة أمام الرئيس للحديث إلى الإعلام في نهاية المطاف".
ولم تذكر موسكو سبباً لإلغاء المؤتمر السنوي، لكن تقارير عديدة أكدت، أن القرار اتخذ في وقت حاسم وبعد مشاورات مطولة. وقال 6 من أعضاء الكرملين، ومسؤولين حكوميين لصحيفة "موسكو تايمز" أمس الأربعاء، إن إلغاء المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أتى بسبب المخاوف المتزايدة من هيمنة الحرب في أوكرانيا على حديث الرئيس الروسي لوسائل الإعلام.
وعكف بوتين على عقد المؤتمر الصحفي كل عام في تقليد سنوي، يجري اتباعه منذ أصبح رئيساً لروسيا في عام 2000.
ومن جملة الأسباب التي تقف خلف قرار الكرملين إلغاء المؤتمر الصحفي لهذا العام، المخاوف الكبيرة من استهداف كييف للرئيس الروسي خلال حديثه المطول لوسائل الإعلام.
وقال مسؤول في الكرملين للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، "لا يمكن لأحد أن يضمن بشكل مطلق عدم حدوث شيء كهذا".
وبحسب الصحيفة، فإن قرار إلغاء مؤتمر بوتين العام، يعد علامة واضحة على كيفية تأثير الأحداث في ساحة المعركة بشكل مباشر على صنع القرار السياسي في موسكو.
وازدادت المخاوف في روسيا من استهداف أوكرانيا للرئيس بوتين، وغيره من المسؤولين الحكوميين، بعد قدرة كييف على ضرب أهداف روسية حيوية، مثل تفجير جسر القرم في أكتوبر الماضي، إضافة إلى الانتكاسات العسكرية الكبيرة في خيرسون المحتلة، والمشاكل المرتبطة بقرار التعبئة، وجميع ما ذكر يعد علامة على صعوبة المعارك التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
كذلك، وبسبب فشل الأجهزة الأمنية في روسيا في إحباط عدد من الهجمات الأوكرانية القوية، وعدم ضمانها وقوع ضربات مشابهة اتخذ القرار بتأجيل المؤتمر إلى العام المقبل.
أيضاً، من الأسباب الأخرى التي دفعت الكرملين لتأجيل المؤتمر العام، الخوف من ربط اسم الرئيس بوتين بشكل وثيق بالحرب في أوكرانيا، مما قد يؤثر على شعبيته بين الروس.