فى غضون عشرة أيام انعقدت قمتان، واحدة فى الرياض بين الدول العربية والصين، والثانية فى واشنطن بين الدول الإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية، وقديما سميت باسم الولايات المتحدة الإفريقية، هكذا كان يطلق عليها الراحل معمر القذافى – لكن تبقى الأسئلة المشروعة حول جدوى استفادة دول الإقليم العربى والقارة الإفريقية من التعاون مع الأقطاب (أمريكا – الصين – وحتى روسيا) وهل كما هو معروف أن الصين ترى فى العالم العربى سوقا استهلاكيا لإنتاجها أم سيكون هناك مشاريع مشتركة متقدمة تكنولوجيا وخاصة أن الصين تحدثت كثيرا منذ عام 2004 عن التعاون مع الدول العربية بآفاق كبيرة فى إطار المنتدى الذى أطلق عام 2010م فى مدينة تيانجين، والخطة التنموية العشرية لمنتدى التعاون العربى الصينى للمدة من 2014م - 2024م التى تم التوقيع عليها عام 2014م.
وإعلان بكين والإعلان التنفيذى العربى الصينى الخاص بمبادرة "الحزام والطريق" اللذين تم التوقيع عليهما عام 2018 وأنا شخصيا شاركت فى فعاليات الاجتماعات فى الصين والجامعة العربية وقدمت الصين وقتها مشاريع للعرب كان من بينها القطار فائق السرعة الذى يقطع مسافة 350 كليو مترا فى توقيت لا يتجاوز نصف ساعة وفى المقابل استمعت أيضا لمصطلحات تتحدث عن العلاقات المتميزة ومساندة الصين سياسيا لقضايا العرب وبخبرتى لسنوات فى هذا الاتجاة يقينى ان الساسة فى الصين يدرسون الحالة العربية ويعرفون ان العرب يعشقون الجمل والعبارات الجميلة حتى لو كان التنفيذ متواضع ولكن – اليوم الأمر اختلف خلال تواجد الرئيس الصينى شى جين بينج فى منطقة الشرق الأوسط فى توقيت يشهد تطورات متسارعة نحو صياغة عالم دولى جديد وأزمات طالت كل دول العالم تتمركز فى الطاقة والغذاء والأمن وهو ما قد يدفع الصين إلى تفعيل الشراكة على أرض الواقع وهنا استشهد بما أعلنه وزير الخارجية الصينى وانج بى بأن القمة تعد بداية حقبة جديدة من التطور الشامل والعميق للعلاقات بين الصين والدول العربية.
وبعد أيام انعقدت القمة الأمريكية الإفريقية وهى الثانية فقط من نوعها فى واشنطن، وأكبر مشاركة منذ الرئيس السابق باراك أوباما الذى استضاف قمة القادة الأفارقة الاولى عام 2014.
ويهدف التجمع فى العاصمة الأمريكية إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الأفريقية. وذلك وفق الإعلان الأمريكى عن أهمية القمة وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة ".
وتركز السياسة الجديدة المعلنة لأمريكا على تحقيق 4 أهداف رئيسية فى إفريقيا. الانفتاح على المجتمعات، تقديم المكاسب الديمقراطية والأمنية، التعافى من الجائحة والفرص الاقتصادية، ودعم الحفاظ على المناخ والتكيف مع المناخ والانتقال العادل للطاقة.
الجديد هو أن قارة إفريقيا اليوم غير نفس القارة بالأمس والتى استغلت ثرواتها الطبيعية فى خدمة وشعوب الأقطاب الدولية من روسيا إلى الصين وأوروبا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.