ألقى الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الازهر الشريف، ودار موضوعها حول" المعاملات في الإسلام".
قال الدكتور ربيع الغفير، إن الله - سبحانه وتعالى - أرسل رسله وكتبه من أجل بناء مجتمع إنساني مترابط ومتراحم يُحب فيه الفرد لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره ما يكره لنفسه، ونظمت الشريعة الإسلامية العلاقات بين الناس بما يحقق هذا المبدأ في التعامل، وجعله طريق للعبادة والتقرب إليه سبحانه وتعالى قال ﷺ "الدينُ المعاملة".
وأكد خطيب الجامع الأزهر أن البيع والشراء من أهم أنواع المعاملات، التي يشترك فيها كل الناس، لذا اختصها الإسلام بمزيد من العناية، وجعل لها ضوابط قال تعالى "يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُون تِجَارَة عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ"، مضيفا أن من اتقى الله سبحانه وتعالى في تجارته وتعامله مع الناس فاز بالدنيا والآخرة، وأما من حاد عن هذا الطريق فقد فجر وضل.
ووجه خطيب الجامع الأزهر عدة رسائل إلى التجار:
الرسالة الأولى: لا تغش في التجارة، ولا تطفف الكيل والميزان، ولا تُخفي عيوب السلعة ومساوئها، فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -ﷺ - مرّ على صُبْرَة طعام، فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشّ فليس مني ".
الرسالة الثانية: السماحة في الأخذ والعطاء، و التيسير على المضطر دليل على حسن الخلق وهي أصل من أصول الإسلام في المعاملات بين الناس، قال صلى الله عليه وسلم "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى"، فينبغي على التاجر أن يتق الله ويرفق بالناس فلا يفحش في الغلاء بأسعار سلعته.
الرسالة الثالثة: عدم احتكار السلع، فإن التاجر الذي يحتكر سلعة ويخفيها عن الناس ليضاعف له في ثمنها، حرام شرعا قال ﷺ "لا يَحتكِرُ إلا خاطِئ"، وقال أيضا ﷺ " أيضا : "المُحتكِرُ مَلعُونٌ "، فالواجب على الإنسان أن يهون على أخيه عناء وشقاء الدنيا، وأن يكون عونا لغيره في قضاء حوائجهم كما أمرنا الشرع الحكيم.