البصمات التي يتركها مستخدم الإنترنت تفك شفرة شخصيته.. علم النفس الرقمى

البصمات التي يتركها مستخدم الإنترنت تفك شفرة شخصيته.. علم النفس الرقمىالبصمات التي يتركها مستخدم الإنترنت تفك شفرة شخصيته.. علم النفس الرقمى

* عاجل24-3-2018 | 14:24

كتبت: أمل إبراهيم
 الانترنت لم تعد مصدر للمعلومات فقط ، فقد حولتها إمكانات التفاعل والاتصال إلى وسيلة من وسائل الحياة المفعمة بالأنشطة الإنسانية من فنون وأعمال وتجارة وعلاقات فردية وجماعية.
من الواضح أن مستخدمي شبكة الانترنت أصبحوا يشعرون بالانتماء إلى مجتمع جديد، وهو ما كان يسمى المجتمع الافتراضي، ونرى إنه لم يعد افتراضيا، بل يتصف بالكثير من الواقعية ولذلك تحول أسمه إلى  المجتمع الرقمي.
يشترك المجتمع الرقمي مع المجتمع الطبيعي بالكثير من الصفات، فهو مجتمع متكامل يمكن فيه دراسة الفرد وطبائعه وسلوكه الشخصي، كما يمكن دراسة العلاقات الاجتماعية وخصائصها، وفيه الأنشطة الجماعية التي تتيح دراسة سلوك الفرد داخل الجماعة والحركة الجمعية والقيادات وأساليبها، كما أن المجتمع الرقمي مجتمع منتج للفنون والآداب، ومجتمع أقتصادي فاعل إذ أصبحت المليارات من الدولارات تتدفق عبر هذا المجتمع بين البنوك الألكترونية والمتاجر الرقمية، مما أدى إلى نشوء نمط جديد من علاقات الإنتاج.
و كما تدل بصمات الأصابع على صحيفة الشخص الجنائية، وعلى كل ما يخصه في سجلات الحكومة، فأن البصمات الرقمية التي يتركها المستخدم  كلما أُعجِب بصفحة على فيسبوك تجعل منه  كتابًا مفتوحًا لمن يستطيع فكَّ شفرته؛ إذ يعرف كل شيء عنه، من أكبر مخاوفه إلى طبيعة علاقاته الأسرية، ويستطيع توجيه باستخدام هذه المعلومات نحو اختياراته؛ مثل التصويت لمرشح بعينه وكأنه منوَّم مغناطيسيًّا.
 تترك أبسط أنشطة حياتنا أهمية آثارًا رقمية؛ فالملابس التي نشتريها باستخدام كروت الائتمان، والوظائف التي نبحث عنها عن طريق غوغل، والفنانون الذين نُسجل إعجابنا بهم على فيسبوك، والأماكن التي نذهب للاستجمام فيها بصحبة هاتفنا الجوال وحده؛ كلها تترك أثرًا في مكان ما على الإنترنت، وعلم «البيانات الضخمة» هو علم اقتفاء هذه الآثار.
تقبع البيانات الضخمة إذًا في انتظار الشخص القادر على تحليلها واستنباط المعلومات منها، وهو ما أدى إلى ثورة في علم القياس النفسي فور ظهور الشخص المناسب.
 يتمنى الكثير من الناس أن يقضوا وقتا أقل على الإنترنت، ولكنهم لا يكادون يبتعدون عن الهاتف الذكي حتى تظهر عليهم علامات القلق
 تقول شركة فيسبوك إن مستخدمي موقعها يقضون 50 دقيقة يوميا في المتوسط في تصفحه، وهو أمر قد يعيقك عن العمل إن كنت بصدد تنفيذ مهام عديدة في نفس الوقت.
ويقول ستيفان هوفمان، أستاذ علم النفس بجامعة بوستن، والخبير في دراسة المشاعر الإنسانية، إن البعض قد تنتابهم حالة من القلق عند الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، ويشعرون برغبة ملحة في العودة إليها.
ويمكن أن نُطلق على هذا النوع من القلق اسم "القلق الرقمي"، وهو المتعلق بوسائل الاتصال عموما.
أضف تعليق

إعلان آراك 2