التنمر الإلكتروني.. ليس مزاحاً أن تدمر شخصاً آخر

التنمر الإلكتروني.. ليس مزاحاً أن تدمر شخصاً آخرالتنمر الإلكتروني.. ليس مزاحاً أن تدمر شخصاً آخر

منوعات18-12-2022 | 02:46

تؤدي بعض التصرفات الصغيرة التي يجدها البعض مزحة أو أمراً مضحكاً إلى التأثير سلباً على الأشخاص خصوصاً الأطفال والمراهقين فتضع بصمة في حياتهم يمتد أثرها التدميري النفسي على مدى الحياة، وتتسبب بأضرار مختلفة كفقدان الثقة بالنفس، والقلق، و الاكتئاب وغيرها الكثير من آثار سلبية تؤثر على صحة ونفسية الشخص الذي يتعرض لهذه التصرفات التي تعرف بـ«التنمر»؛ وهو اعتداء متكرر يصدر من شخص أكثر قوة تجاه شخص أقل قوة لأهداف مختلفة كالاستغلال ولفت الانتباه وإلحاق الأذى، والتسبب بمشاعر الألم للغير، ويعد شائعاً في المدارس بين الأطفال والمراهقين، ويمتد إلى الكبار أيضاً حيث يحصل بين الأصدقاء وفي أماكن العمل. ووفقاً لمؤسسة «يونيسيف» يعد التنمر ظاهرة عالمية تؤثر بشكل كبير في الأشخاص الذين يتعرضون له، تمتد آثاره السلبية إلى المشكلات النفسية والاجتماعية لسنوات طويلة، ما يشكل خطراً كبيراً، حيث لا يقتصر على التصرفات والمزاح فقط بل يكون أحياناً بطرق غير مباشرة كالاستبعاد والتجاهل، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإلحاق الأذى بالآخرين. وتتكاتف الجهود للحد من هذه الظاهرة إلا أنها مازالت تنتشر بشكل كبير، فمع الجهود المبذولة للحد منها إلا أنها تتزايد بل إنها أخذت منحنى آخر، خصوصاً مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أثبتت الدراسات زيادة في معدل التنمر الإلكتروني و التنمر بين الفتيات أخيراً، مقارنة بالسنوات السابقة، إضافة إلى زيادة في معدلات التنمر على اختلاف تواجدها بين الأصدقاء وزملاء العمل وحتى خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً لإحصاءات أجرتها اليونيسيف أخيراً في الشرق الأوسط وإفريقيا. ووفقاً لدراسة أصدرتها شبكة كرتون نتورك بالتعاون مع يوجوف بالتزامن مع أسبوع مكافحة التنمر، يلاحظ أكثر من نصف الآباء في الإمارات والسعودية ومصر زيادة في التنمر الإلكتروني، ما يشكل خطراً كبيراً، حيث يعد الشخص الذي يتعرض للتنمر الإلكتروني معرضاً بشكل كبير لآثار نفسية كبيرة وأكثر خطورة من أولئك الذين يتعرضون لأنواع أخرى من التنمر، ما يجعل الآثار ممتدة بشكل كبير لعدم قدرة الضحية على الخروج من هذا المحيط. وقالت الأخصائية ومؤسسة ذا لايت هاوس آرابيا الدكتورة صالحة أفريدي: «تكمن خطورة التنمر الإلكتروني على الأشخاص في أن أضراره تصل للشخص حتى مع تواجده في المنزل، فالمتنمرون يستخدمون أجهزتهم الشخصية للتنمر على خلاف التنمر اللفظي أو الجسدي الذي يتعرض له على الآخرون في أماكن معينة، ويتم تخطيها فور العودة للمنزل». ويعد التنمر الاجتماعي أحد أبرز أنواع التنمر الذي يؤثر نفسياً على الشخص المعرّض له لشعوره بالتجاهل والاستبعاد، حيث إنه أحد أكثر أنواع التنمر شيوعاً بين الفتيات. ​وقالت الدكتورة صالحة: «ينتشر هذا النوع غالباً بين الفتيات، فهناك كثير من المناسبات التي يذهبن إليها، ويتم فيها تعمد تجاهل دعوة إحداهن لهذه المناسبات واستبعادها، وهو يعد أحد أنواع التنمر بطريقة غير مباشرة، ويتسبب في مشاعر سلبية تتسبب في حصول مشكلات نفسية نتيجة للتعرض لهذه المضايقات». كما ينتشر أيضاً التنمر في أماكن العمل المختلفة، حيث يتعرض كثير من الأشخاص لـ« التنمر الوظيفي»، إلا أنهم قد لا يدركون أنه يعد تنمراً لاختلاف أساليب التنمر في أماكن العمل عن تلك التي يستخدمها المتنمرون في الأماكن الأخرى، ويظهر ذلك في تصرفات مختلفة تشمل الاتهام بالزور والبهتان لشخص ما بأخطاء لم يفعلها، أو التقليل من أهمية الشخص أو مشاعره في الاجتماعات، وطلب مهام غير واقعية من شخصٍ ما، وذلك وفقاً لموقع «معهد التنمر في مكان العمل». وينصح الخبراء بمواجهة المتنمرين والإشارة إلى وجود مضايقات سواء كانت في المدرسة أو بيئة العمل أو في وسائل التواصل الاجتماعي وإبلاغ الآخرين، كما أكدوا أهمية الإشارة لوجود هذه المضايقات ومحاولة حلها، حيث يعتبر السكوت تشجيعاً للمتنمر ودافعاً قوياً للاستمرار فيه، ولكن قد تختلف هذه الطرق وفق البيئة، حيث يتوجب التقيد بقوانين المدرسة أو العمل في بعض الأحيان، ما يشكل ضغطاً آخر على الضحية. وينصح المختصون الأشخاص الذين يتعرضون إلى التنمر بالمواجهة، حيث إن المتنمر غالباً ما يعتمد على عدم قدرة الضحية على المواجهة والدخول في صدام مباشر معه، ما يؤدي إلى الاستمرار في التنمر، ولذلك فإن رفض التنمر بشكل صريح يضعه في موقف محرج وتحت ضغط شديد، كما ينصح بالاستعانة بزملاء العمل وتصعيد الأمر إذا لزم والمحافظة على الثبات الانفعالي، لتجنب الأخطاء التي قد تقع بسبب الانفعال.
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2