نجحت منظمة الأمم المتحدة من خلال برنامجها الإنمائي ب غزة في تحويل وادي غزة إلى محمية طبيعية، بعد أن تسبب التلوث البيئي، على مدار العقود الماضية، بموت النباتات وهجرة الطيور والسكان نتيجة تجمع المياه العادمة والنفايات الصلبة في الوادي.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يمتد وادي غزة من قلب صحراء النقب في جنوب إسرائيل على بعد نحو ثمانين كيلومترا حتى جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة قبل أن تصب مياهه داخل القطاع. ويمتد الوادي داخل قطاع غزة على مسافة تسعة كيلومترات من حدوده الشرقية مع إسرائيل إلى شاطئ البحر غربا.
وحتى نهاية العالم الماضي، كان يتم تفريغ نحو 16 ألف متر مكعب من المياه العادمة في وادي غزة يوميا، وفق سلطة جودة البيئة في قطاع غزة. غير أن جهود الأمم المتحدة ساهمت في تغيير هذا الواقع.
وذكرت الأمم المتحدة، أنه منذ أشهر مضت بدأت المرحلة الأولى من المشروع وشرعت الآليات التي لا تزال تعمل في الوادي، وتمكنت حتى الآن من إزالة 22 ألف طن من النفايات الصلبة المتراكمة، فيما يجري العمل على إزالة 40 ألف طن من النفايات المتبقية.
ويعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على تحويل الوادي إلى محمية طبيعية عبر ثلاث مراحل ستستغرق عشر سنوات، بتكلفة 66 مليون دولار بتمويل نرويجي وبلجيكي.
وتشمل هذه المراحل التطويرية للوادي خمس مناطق في محيطه ستستخدم لأغراض علمية وثقافية، منها ممر للمشاة على طول الوادي، وسيزرع بالأشجار ومجراه بالنباتات المائية، إضافة لإعادة الاهتمام بخمس مناطق أثرية مندثرة على طول الوادي، وإنشاء ملاعب ومدرجات ومتنزهات.
وقال فيكتور مونتيانو، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة: "إن هذه مجرد خطوة أولى في أحكام الخطة الرئيسية ل وادي غزة وتطوير جميع مناطقه الأساسية الخمس"، مضيفا " وادي غزة هو إحدى المحميات الطبيعية على شواطئ شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، وتم اعتبار الوادي محمية طبيعية، وهو المنطقة المحمية الوحيدة في غزة منذ عام 2000".
ويعد وادي غزة موطنا لمجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات، وواحدا من أكبر مناطق الأراضي الرطبة في القطاع.
ويمتد الوادي 105 كيلومترات من صحراء النقب حتى جنوب الخليل في الضفة الغربية ولمسافة تسعة كيلومترات عبر قطاع غزة حتى البحر الأبيض المتوسط.
وعلى مدى عقود ماضية، أصبح الوادي يعاني من تلوث بيئي بسبب تراكم النفايات ومياه الصرف الصحي.