أكد مقال نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن روسيا بدأت تتبع تكتيكاً عسكرياً جديداً في هجماتها ضد المواقع الأوكرانية حيث قامت أمس الإثنين بشن هجمات مكثفة مستخدمة طائرات بدون طيار ذاتية التفجير.
وأوضح المقال، الذي كتبه الصحفي دافيد ستيرن، أن الهجمات الأخيرة، والتي استهدفت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا تشير إلى مساعي موسكو ليس فقط لحرمان الجانب الأوكراني من الكهرباء ووسائل التدفئة وإمدادات المياه ولكن أيضاً حرمانها من النوم.
وأضاف الكاتب أن صافرات الإنذار انطلقت في الثانية بعد منتصف الليل في العاصمة كييف لتثير الرعب في قلوب سكانها؛ لاسيما في ظل خلو الشوارع من المارة بسبب حظر التجوال المفروض حالياً من جانب السلطات في أوكرانيا.
ويلفت الكاتب إلى أن الهجمات الروسية المكثفة ضد منشأت الطاقة في جميع أرجاء أوكرانيا تأتي في إطار موجات متتالية من الضربات الصاروخية التي بدأت في أوائل أكتوبر الماضي في محاولة لتدمير الشبكة القومية للطاقة في البلاد وإغراق البلاد في الظلام وحرمانها من الخدمات الأساسية خلال شتاء قارس البرودة تصل فيه درجة الحرارة إلى ما يقرب من 20 درجة تحت الصفر.
إلا أن هجمات أمس الإثنين، كما يشير الكاتب، تنبئ عن تغيير تكتيكي واضح في الهجمات الروسية في أوكرانيا إذ أن هذه هي المرة الأولي التي تستخدم فيها القوات الروسية أسطولاً ضخماً من هذا الطراز من الطائرات بدون طيار.
ويتناول الكاتب موقف الدول الغربية من تلك التطورات في ساحة القتال حيث يشير إلى المساعي الحثيثة التي يبذلها الغرب من أجل توفير وسائل الدفاع الجوي اللازمة لتعزيز قدرة القوات الأوكرانية على صد الضربات الروسية، موضحاً في الوقت نفسه أنه على الرغم من تمكن القوات الأوكرانية من إسقاط العديد من الطائرات الروسية بفضل الأسلحة الحديثة التي يقدمها الغرب لكييف، إلا أن الضربات الروسية تمكنت من تحقيق بعض أهدافها وتدمير العديد من منشأت الطاقة الحيوية في أوكرانيا.
ويسلط الكاتب الضوء على تصريحات مسؤلي شركة الطاقة القومية في أوكرانيا التي يؤكدون فيها أن الوضع أصبح أكثر سوءً في مناطق وسط وشرق البلاد إلى جانب منطقة نهر دينبرو حيث اضطرت الشركة إلى قطع التيار الكهربي لعدة ساعات في مناطق خاركييف وبولتافا وزابورجيا والعديد من المناطق الأخرى بما فيها العاصمة كييف.
وأضحت الشركة، في بيان لها، أن عمليات إصلاح الخسائر الناتجة عن القصف الجوي الروسي سوف تستغرق وقتاً طويلاً، مشيرةً إلى أن الفنيين سوف يمنحون الأولوية للمنشأت الحيوية التي تعرضت للقصف.
وينسب الكاتب إلى قيادات في القوات الجوية الأوكرانية تصريحات يؤكدون فيها أن الجانب الأوكراني تمكن من إسقاط 30 طائرة من إجمالي 35 طائرة خلال الضربات الجوية الروسية الأخيرة.
ويوضح الكاتب أن حجم الضربات الروسية الأخيرة يوحي بأن الرئيس فلاديمير بوتين ليس لديه النية للتراجع عن قراره بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا، وكذلك الاستمرار في استهداف البنية التحتية للطاقة في جميع أرجاء البلاد في الوقت الذي يؤكد فيه الخبراء الدوليون أن تلك الهجمات ألقت أوكرانيا على حافة أزمة إنسانية، والتي قد تدفع ملايين من الشعب الأوكراني للنزوح خارج البلاد إلى الدول المجاورة في حالة تعذر الحياة في أوكرانيا ولاسيما في فصل الشتاء قارس البرودة.
ويختتم الكاتب المقال بتسليط الضوء على سؤال طرحه توم كاراكو الخبير العسكري بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية- الذي يتخذ من واشنطن مقراً له - بما مفاده: هل ستتمكن أوكرانيا من تحمل تلك الهجمات الجوية الروسية المكثفة، وإذا تمكنت إلى الآن من التصدي للهجمات الروسية فإلى متي سوف تستمر في مواجهة تلك الضربات؟