بعيدً عن أسباب الغلاء ، وعن ما إذا كان مقصوداً ، أو غير ذلك ، ففي إطار مواجهة الغلاء ، فنحن بين أمرين :
أولهما : التكيف والاستسلام ، وهذا تصرف سلبي ، قد يلجأ إليه البعض ، فيظل ينعي همه و يبكي علي اللبن المسكوب ، ولا يزيده هذا التصرف إلا هماً وغماً فوق همومه وغمومه ، فيعش في كرب بل يزداد الكرب يوما بعد يوم
ثانيهما : تغير الاستراتيجيات ، من خلال قرار شخصي ، يتضمن ثلاثة أمور وهي :
1. ترشيد الانفاق ، ويكون من خلال الاستغناء عن بعض الاشياء الممكن الاستغناء عنها ،كالسجاير لدى المدخنين مثلاً ، أو عدم استخدام المواصلات الخاصة واستبدالها بالمواصلات العامة ، أو تناول اللحوم مرة في الاسبوع بدلاً من مرتين ... ألخ ..وهكذا
2. تنمية الموراد لتقابل الزيادة في الاسعار ، والزيادة في الانفاق التي جاءت علي أثر تحول بعض الرفهايات الي ضرويات ، فقد يستطيع البعض تنمية موراده من خلال عمل إضافي ، إن استطاع صحياً وبدنياً وخلافه ، أو فتح مشروع ، أو الاستغناء عن جراش مثلاً أو حجرة وتأجيرها ، أو التصرف في مبلغ واستثماره في أحد المشروعات الصغيرة ، أو استخدام بعض المهارات المتوفرة ، أو تعلم مهارة معينة واستخدامها للتكسب ، كرسم لوح وخرائط للطلبة أو التصوير واستخدام الجرافك ، أو كتابة أبحاث أو خطابات علي الكمبيوتر ... أو غير ذلك من أفكار قد يكون لدي كل واحد العديد منها ، بل وقد تكون أفضل مما تم عرضه
3. الايجابية في مواجهة المخالفين ، منعدمي الضمير ممن إستغلوا الأزمات وتاجروا بأقوات الناس ومصالحهم وذلك من خلال :
• الإرشاد عن المخالفين أياً من كانوا والابلاغ عنهم للجهات المسئولة ، والالحاح علي المسئولين المتكاسلين للقيام بدورهم
• مساعدة الاجهزة الرقابية في السيطرة علي الأسواق ومجابهة المخالفين ، فكثير منا يحمي المخالفين ويحذرهم من قدوم الحملات واللجان الرقابية ، فيفلتون من العقاب ، ويستمرون في المخالفة و مص دماءنا
• نشر الوعي بين الناس بضرورة مواجهة الأزمة ، والبحث عن طرق للتخلص منها أو علي الأقل ، تقليل أضرارها و أثارها
• تعزيز روح التعاون بين الجميع ، مؤسسات و افراد ، و بين الأفراد بعضهم بعضا و محاولة البحث عن حلول ، ولا تقف تصرفتنا عند الشعور بالمشكلة
• التنسيق بين المؤسسات التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدنى ، ووضع الخطط للسيطرة علي الموقف وعدم تفاقمه
• تعزيز فكرة زيادة الانتاج وتنمية الموارد بالتفكير خارج الصندوق كزراعة الأسطح وخلافه
• بث روح الأمل بين الجميع فصناعة الأمل حرفة قد لا يجيدها ولا يحسنها الا القليل .
ولا نغفل دور الحكومة والأجهزة التنفيذية التي يجب أن تعمل علي تكثيف الجهود للتصدى لهذه الأزمات وقد ، كتب في ذلك متخصصون كُثر
و آخيراً نوصيكم بالمداومة علي الاستغفار ، ففيه الفرج بأذن الله ، فقد وعد الله المستغفرين ووعده الحق في قوله : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾
أستغفر الله العظيم و أتوب اليه
والله نسأل الأمن والأمان والسعادة والرخاء لمصرنا والمصريين