عام 2022.. شهد دعما غير مسبوق لترسيخ "الابداع والابتكار" في خطط التنمية المصرية

عام 2022.. شهد دعما غير مسبوق لترسيخ "الابداع والابتكار" في خطط التنمية المصريةوزير التعليم العالي

حوارات وتحقيقات22-12-2022 | 11:25

"الابداع والابتكار" كان من أبرز المحاور الرئيسية لاستراتيجية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في عام 2022، لإحداث تطوير إيجابي في كافة المجالات، بما يتماشى مع خطط التنمية في مصر، وتحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات يستفيد منها المجتمع وتسهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتوطين الصناعة.
دعم غير مسبوق من الدولة لخلق البيئة العلمية المشجعة للباحثين والمبتكرين تكون قادرة على إنتاج المعرفة، وتسويقها بكفاءة وفعالية ، واحتضانهم للوصول بأفكارهم إلى التنفيذ على أرض الواقع، وفي هذا الصدد تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي تهدف إلى إنشاء قاعدة علمية وتكنولوجية فاعلة ومنتجة للمعرفة، وقادرة على الابتكار، وتدفع الاقتصاد الوطني للتقدم بما يحقق التنمية الاستدامة، وتحسين جودة الحياة، وزيادة تنافسية الصناعة الوطنية.

التصنيفات الدولية

إجراءات عديدة اتخذتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ساهمت في التقدم الملحوظ للجامعات المصرية والمؤسسات البحثية في التصنيفات الدولية، حيث حرصت الوزارة على تشجيع النشر العلمي الدولي، وتقديم الدعم الفني للجامعات المصرية والمؤسسات البحثية بما يسهم في تقدمها في التصنيفات الدولية.
وفي عام 2022، تم إطلاق مؤشر سيماجو الإسباني (SCImago) كتصنيف جديد للمراكز البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ومؤسسة السيفير Elsevier؛ بهدف خلق بيئة تنافسية لتعزيز نتائج الأبحاث الصادرة عن المراكز البحثية، وتصدر فيه المركز القومي للبحوث فيه قائمة المراكز البحثية، كما جاءت ثلاثة مراكز بحثية مصرية أخرى ضمن المراكز العشرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا التصنيف، وهي( مركز البحوث الزراعية في المرتبة الرابعة، وهيئة الطاقة الذرية في المرتبة الخامسة، ومعهد بحوث البترول في المرتبة السابعة).
وحصلت مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية على المركز (11) في تصنيف سيماجو، وجاءت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في المركز (14)، وحصل مركز بحوث وتطوير الفلزات على المرتبة (17)، وجاء معهد بحوث الإلكترونيات في المركز (37)، وحصل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على المركز (42)، وجاء معهد تيودوربلهارس في المركز (56) في هذا التصنيف، وحصل المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد على المركز (57)، وجاءت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء في المركز (65).
وحصلت مصر على المرتبة 26 عالميًا في مجال النشر الدولي لعام 2021 من بين 232 دولة في أعلى 11,2% من قائمة دول العالم لعام 2021 مقارنة بالمركز 28 في عام 2020، وفقا لتقرير هيئة سيماجو (SCImago) العالمية الصادر في أبريل 2022، وبلغ إجمالي النشر الدولي لمصر في المجلات المفهرسة عالميًا، 38,651 ألف بحث عام 2021 مقارنة بـ 31,786 بحث عام 2020 بزيادة قدرها 21,6%.
وتقدمت مصر في مؤشر الابتكار العالمي خمسة مراكز خلال العام 2022، حيث حصلت على المرتبة 89 عالميًا من بين 132 دولة، وذلك وفقًا للتقرير الصادر من المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) مقارنة بالمركز 94 العام الماضي.
كما تقدم ترتيب مصر في العديد من المؤشرات المرتبطة ب البحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث جاءت في المرتبة الـ 15 من بين 36 دولة من الدول ذات الدخل المتوسط المنخفض، وحصلت على المرتبة 97 في مدخلات الابتكار مقارنة بالمركز 102 خلال العام الماضي 2021، أما بالنسبة لمخرجات الابتكار فقد احتلت مصر المرتبة 83 مقارنة بالمركز 86 العام الماضي.
وارتفع ترتيب مصر في مؤشرات ركائز المؤسسات (المركز 111) وتطور السوق (المركز 86) والمخرجات الإبداعية (المركز 84)،كما جاءت في المرتبة 54 عالميًا، مقارنة بالمرتبة 55 عام 2021 في مؤشر البحوث والتطوير، وارتفع مؤشر الباحثين خمسة مراكز، حيث حققت المرتبة 55، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير سبعة مراكز حيث جاءت مصر في المرتبة الـ 42 مقارنة بالمرتبة 49 العام الماضي.
وحققت مصر تقدما في مؤشر المنشورات العلمية والتقنية، حيث جاءت في المركز 49 مقارنة بالمركز 54 العام الماضي، فضلًا عن تقدمها أيضًا في مؤشر تصدير الصناعات عالية التكنولوجيا، حيث احتلت المرتبة 86 مقارنة بالمرتبة 90 عالميًا عام 2021.

أبحاث ومشروعات ابتكارية

الأبحاث والمشروعات الابتكارية التي تبنتها وزارة التعليم العالي و البحث العلمي لعبت دورا مهما في قمة المناخ COP27 ،التي استضافتها مصر في شرم الشيخ، وذلك استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي بحشد الجهود الوطنية في مجال البحث العلمي والابتكار لتقديم حلول علمية تطبيقية وتكنولوجية مبتكرة، لمعاونة الدولة في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة في ظل تحديات التغيرات المناخية.
وخصصت مصر في فعاليات قمة المناخ ، يوما للعلم الذي يعُد رسالة واضحة بأهمية العلم واستخدام التكنولوجيات الحديثة وتكثيف البحوث العلمية التطبيقة، لمواجهة الأثار الناتجة عن التغيرات المناخية، وتهدد العديد من دول العالم، وتم عرض اكثر من 55 إبتكارا من مختلف المراكز والمعاهد والهيئات البحثية تدعم التحول الأخضر والتكيف ومواجهة التغيرات المناخية في جناح الابتكار الأخضر الذي أقيم بالمنطقة الخضراء على هامش مؤتمر المناخ.

منظومة البحث العلمي

منظومة البحث العلمي في مصر نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات العلمية العالمية الفترة الماضية في مقدمتها توطين صناعة اللقاحات محليا في مصر حيث نجح العلماء والباحثين المصريين في التوصل الى إنتاج لقاحين ضد فيروس كورونا المستجد، وهما "كوفي فاكس" بواسطة علماء المركز القومي للبحوث و (إيجي فاكس) بالتعاون مع شركة "إيفا فارما".
كما نجحت المنظومة في إنتاج وتوزيع أجهزة تنفس صناعي بتكنولوجيا مصرية 100%،واعتمادها من هيئة الدواء المصرية لتصبح بذلك مصر هي أول دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا تنتج أجهزة تنفس صناعي متاحة حاليا للاستخدام في المستشفيات وخدمة المرضى بكفاءة.
وجاري العمل حاليا في أكبر مشروع بحثي في تاريخ مصر الحديثة وهو مشروع (الجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين) ،وإنشاء المركز المصري للجينوم وهو بمثابة حجر الأساس للطب الشخصي والدقيق ومحور الأبحاث في المجال الطبي خلال العقد القادم، حيث يهدف إلى دراسة الجينات لتقديم خدمات طبية دقيقة وتوقع الأمراض لتجنب الإصابة بها، ويتم تنفيذه على خمس سنوات (2020-2025) ويشارك فيه أكثر من 15 جهة مصرية من جامعات ومراكز أبحاث ومؤسسات مجتمع مدني ومن المتوقع الانتهاء منه بداية عام 2025 بتكلفة 2 مليار جنيه.
وانطلاقا من الدور الذي تقوم به هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار في تمويل البحث العلمي، ودعم القدرات الابتكارية لمنظومة العلوم والتكنولوجيا، ودعم الجامعات والهيئات البحثية للتعاون مع الصناعة، فضلًا عن المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمع المصري ،اعتمدت الهيئة 100 مليون جنيه لتطوير المُخرجات البحثية في مجالات مكافحة الأمراض المُعدية والوبائية والمستوطنة وتطبيقها وصولا للمستوى نصف الصناعي بما يُساهم في تطوير الصناعة الوطنية، واطلقت الهيئة 14 نداء بحثيا ، منها 3 نداءات وطنية و11 نداء دولياً، بهدف دعم الابتكار في العلوم التطبيقية والتكنولوجية والتصنيع وتطوير مراكز التميز ومعامل بناء القدرات.

دعم المبتكرين والنوابع

وتنفيذًا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعم ورعاية الطلاب والمُبتكرين والمُتفوقين والنوابغ،تم تعيين نائبا لوزير التعليم العالي و البحث العلمي لشئون التوظيف والابتكار وريادة الأعمال ، وتوجيه صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ بالعمل على التطوير الدائم لكافة البرامج والأنشطة التي تقدم للطلاب المُبتكرين والنوابغ وزيادة الموازنات والاعتمادات المالية المخصصة من الصندوق للصرف على تلك البرامج، والتوسع في توفير منح دراسية للمُبتكرين والنوابغ للتخصصات التي تخدم خطة الدولة، والعمل على التكامل مع الشركاء من الجهات التابعة للوزارة او القطاعات المختلفة بالدولة.
ومن أجل دعم الابتكار وربط البحث العلمي بالصناعة وتعميق التصنيع المحلي أطلقت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا برنامج الحاضنات التكنولوجية "انطلاق" التي بلغ عددها 43 حاضنة في جميع التخصصات في جميع ربوع الجمهورية وتخرج منها 200 شركة تكنولوجية ناشئة ووفرت أكثر من 1700 فرصة عمل تكنولوجية ووصلت القيمة السوقية لبعض من هذه الشركات مجتمعة ما يقرب من 50 مليون دولار، كما تم إطلاق برنامج دعم التحالفات التكنولوجية لربط الجهات البحثية والجامعات بالمجتمع الصناعي ومؤسسات المجتمع المدني، ومكاتب نقل وتسويق التكنولوجيا والتي بلغ عددها 60 مكتبا في معظم الجامعات والمراكز البحثية وهي مبادرة ممولة من الأكاديمية تم اطلاقها على نطاق تجريبي في 2013، ثم تم التطوير والتوسع في التجربة وتعميمها على المستوى القومي.
كما تم انشاء نوادي ريادة الأعمال بالجامعات والمراكز البحثية وقد بلغ عددها 50 نادى ريادة أعمال على مستوى جمهورية مصر العربية، بهدف إنشاء نظام مؤسسي للتعرف علي الاحتياجات الصناعية ومحاوله إيجاد حلول علمية لها بالإضافة إلي تزويد برنامج الحاضنات بالتكنولوجيات المتوفرة في الجامعات، ومراكز البحث العلمي الموجود بها المكاتب من خلال الشبكة المتوافرة في معظم الجامعات والمراكز البحثية المصرية.

الفضاء والأقمار الصناعية

وفي إطار اهتمام الدولة المصرية بملف تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية لما له من دور حيوي في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة تم الانتهاء من استكمال أعمال التركيب والتشغيل والتدريب لمنظومة اختبارات ومحاكاة البيئة الفضائية بمركز تجميع و تكامل واختبار الأقمار الصناعية بمدينة الفضاء المصرية التي تسعى الدولة المصرية إلى إنشائها على مساحة 115 فدانا، وتضم مختلف الأنشطة الفضائية.
وجاري العمل حاليا على قدم وساق لإنشاء المرصد الفلكي البصري الكبير، والمقرر إنشاؤه على أحد القمم الجبلية في محافظة جنوب سيناء والذي يتكون من مرآة قطرها 6.5 مترًا ، ويعد من اكبرالمراصد الفلكية في شمال إفريقيا والوطن العربي خلفًا لمرصد القطامية الفلكي الذي يحتوي على مرآة قُطرها 74 بوصة.
وقامت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء بتركيب المحطة المناخية لاستقبال العديد من بيانات الأقمار الأوروبية المتخصصة في مراقبة التغيرات المناخية والتي يمكنها تغطية جميع الأماكن فى مصر والقارة الإفريقية، وتتيح خرائط لدرجات الحرارة في الهواء والأرض ومعدلات الرطوبة وسرعة واتجاه الرياح وارتفاع الأمواج والعديد من العوامل البيئية والمناخية.

أضف تعليق