مصر تحقق حلم «جوليوس نيريرى» فى تنزانيا

مصر تحقق حلم «جوليوس نيريرى» فى تنزانياجانب من الاجتماع

حوارات وتحقيقات25-12-2022 | 14:07

وجهت الدكتورة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، الشكر للوفد المصرى رفيع المستوى، الذى حضر احتفالية بدء الملء الأول لخزان مياه مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» الكهرومائية، على نهر روفيجى. وترأس الوفد وزيرا الخارجية والإسكان، وضم مسئولى التحالف المصرى لشركتى «المقاولون العرب» و «السويدى إليكتريك»، المنفذ لمشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» الكهرومائية.

وأعطت الدكتورة سامية حسن، إشارة بدء الملء الأول لخزان مياه مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه الكامل، ومساندته للدولة التنزانية، فى تحقيق حلمها الكبير، بتنفيذ مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» الكهرومائية. وتقدمت، رئيسة تنزانيا، بالشكر لجميع العاملين من التنزانيين والمصريين، الذين يواصلون الليل بالنهار، ويعملون على مدار الساعة طوال العام، من أجل الانتهاء من هذا المشروع العظيم لخدمة الشعب التنزاني.

وألقى سامح شكرى وزير الخارجية كلمة مصر فى حفل افتتاح سد جوليوس نيريرى، قائلا: «إن هذا المشروع الضخم، الذى تم بناؤه بفخر بأيادٍ مصرية وتنزانية، يقدم مثالا حيا لما يمكن أن تحققه الدول الإفريقية من تنمية لصالح شعوبها عن طريق تعزيز التعاون الإقليمى البناء، ويعكس التزام مصر بدعم برامج ومشروعات التنمية فى دول حوض النيل، والتعاون بين دول حوض النيل ممكن وفعال عندما تتوافر الإرادة السياسية».

وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد أبو زيد: «إن أهمية هذا الحدث تكمن فى أنه يمثل إعلاناً عن الانتهاء من الشق الأكبر من أعمال سد «جوليوس نيريري»، والبدء فى عملية تخزين المياه، وخطوة مفصلية نحو بدء توليد الطاقة المتوقع فى عام 2024. والمشروع يسهم بشكل فعال فى تنمية دولة تنزانيا الشقيقة، وإحداث نقلة نوعية فى طبيعة التعاون المشترك على المستوى الاستراتيجي، ويعد دلالة على التزام مصر بدعم التنمية فى دول حوض النيل، كما أنه دليل عملى على تطور إمكانيات وقدرات الشركات المصرية التى توسعت فى السنوات الأخيرة فى تنفيذ مشروعات كبرى فى مجال البنية التحتية فى عدد من الدول الأفريقية».

ومن جانبه توجه الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالتهنئة لرئيسة تنزانيا، مؤكدا أن المشروع يحقق نهضة تنموية كبيرة لدولة تنزانيا المتحدة الشقيقة، ومردوده الإيجابى الكبير على المواطن التنزاني، وموضحاً أن المشروع يمثل نموذجاً للتعاون بين أبناء القارة الأفريقية، ويجسد العلاقات المتميزة بين البلدين، ونظراً للدور المنتظر للسد والمحطة فى توفير الطاقة الكهربائية اللازمة لجمهورية تنزانيا، والسيطرة على فيضان نهر روفيجي، والحفاظ على البيئة.

تكليف رئاسى

وأوضح وزير الإسكان، أنه ومنذ توليه منصب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كانت من أولى تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، له، متابعة تنفيذ مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى» الكهرومائية، المُسند تنفيذه للتحالف المصرى لشركتى «المقاولون العرب» و «السويدى إليكتريك»، والتأكيد على ضرورة استمرار العمل الجاد الدؤوب لاستكمال تنفيذ المشروع، بأعلى قدر من الجودة، والمواصفات العالمية، والسرعة فى التنفيذ، وقد تحقق ذلك كله من خلال المتابعة المستمرة لعمل التحالف فى هذا المشروع الضخم، والتنسيق مع أشقائنا فى تنزانيا لتحقيق هذا الحلم المنشود، وحل كل ما يواجه تنفيذه من تحديات وعقبات، بما يحقق سير الأعمال بالمشروع، بأقصى معدلات التنفيذ طبقا للظروف المتاحة، واستغلال قدرة وإمكانيات وخبرة شركتى التحالف المصرى، نتيجة قيامهما بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى على المستوى الدولى، وخاصة فى قارة إفريقيا.

المقاولون العرب

وأكد المهندس سيد فاروق، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، أن تجربة إنشاء سد ومحطة «جوليوس نيريرى» الكهرومائية، من خلال التحالف المصرى لشركتى «المقاولون العرب» و «السويدى إليكتريك»، برهنت بقوة على نجاح التعاون بين دولنا فى القارة الإفريقية، وسيعمل التحالف بكامل طاقاته لاستكمال هذا المشروع العظيم، ومواصلة العمل للانتهاء منه وفق أعلى المعايير العالمية.

وقال خلال مشاركته فى الاحتفالية التى تنظمها دولة تنزانيا، إن هذا التعاون تجلى من خلال التعايش وسط أشقائنا فى دولة تنزانيا، والذى نشأ بين العامل المصرى وشقيقه التنزانى، من أجل تحقيق الحلم، وقد بلغ عدد العاملين بالمشروع أكثر من 10 آلاف عامل ومهندس تنزانى، ولعل من أبرز مكاسب هذا المشروع، الخبرة الكبيرة التى اكتسبها أشقاؤنا من خلال العمل فى أحد أكبر المشروعات فى القارة الإفريقية، ومن ثم أصبحوا قادرين على العمل فى مختلف المشروعات العملاقة.

وقال رئيس المقاولون العرب: «التاريخ سيسجل هذا اليوم، باعتباره قصة نجاح، سوف تتناقلها الأجيال، كما سيذكر أن دولة تنزانيا، صاحبة الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، قد سارت نحو تحقيق الحلم التنزانى، الذى أطلقه الرئيس الراحل جوليوس نيريرى، وها نحن اليوم نشهد الحلم وهو يسارع الخطى، ليصبح حقيقة، ليكون من أكبر السدود فى القارة الإفريقية، بطاقة ٢١١٥ ميجاوات، وبقدرة تخزينية ٣٤ مليار م٣، ويسهم فى تحقيق التنمية بدولة تنزانيا.

مشاركة مصرية

شهدت فعاليات الاحتفالية، مشاركة المطرب المصرى أحمد جمال، بتقديم أغنية بالمشاركة مع أحد المطربين التنزانين وفرقته، عن السلام والتعاون والصداقة بين الشعبين الشقيقين المصرى والتنزانى. واستقبلت الجماهير التنزانية، بالزغاريد، السيدة الدكتورة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، لدى وصولها موقع الاحتفالية، وافتتحت الاحتفالية، بتقديم الصلوات من رجال الدين التنزانيين، داعين الله أن يبارك هذا المشروع، الذى سيحقق التنمية والتقدم الاقتصادى للشعب التنزاني.

مشروع «جوليوس نيريري»

تقع محطة «جوليوس نيريري» للطاقة الكهرومائية، بمدينة استيجلر جورج فى محمية سيلوس جام، وهى عبارة عن سد لتوليد الطاقة الكهرومائية عبر نهر روفيجى فى شرق تنزانيا.

وافقت الحكومة على مخططاتها فى عام 2018، وبلغت قدرة محطة الطاقة 2115 ميجا وات، وتنتج 5920 جيجا وات / ساعة من الطاقة سنويًا، وهو ما يكفى لتزويد 16.6 مليون أسرة بالطاقة، وتخدم ما يقرب من 60 مليونًا من أبناء الدولة.

وبالإضافة إلى توليد الطاقة الكهرومائية، فإن مشروع سد تنزانيا له فوائد اقتصادية أخرى، فهو بوابة تحكم للفيضانات المدمرة التى تؤدى أحيانا إلى خسائر فادحة فى الأرواح والبضائع مع التأثير الشديد على الاقتصاد القومى التنزانى. ويلبى أهداف التنمية المستدامة، إذ أنه يدير موارد ثمينة بحكمة، ويخلق آلاف الوظائف، ويسد فجوة الطاقة، ويحفز الاقتصاد، ويفتح بوابات واسعة للمستثمرين لضخ استثماراتهم فى تنزانيا.

وكشف المهندس أيمن عطية نائب مدير التحالف المصرى لبناء سد «جوليوس نيريري» بتنزانيا، أن بناء السد فى تنزانيا تم بأياد مصرية، وأن المهندسين المصريين استطاعوا تنفيذ وتشييد السد وتم نقل الخبرات الهندسية المصرية لتنزانيا. مؤكدا أن عنبر التوربينات من أصعب المنشآت الهندسية لأنه مرتبط بأعمال تركيبات ميكانيكية وكهربائية فى جسم السد.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2